ماتت ملكة فأر الخلد العاري، عاشت ملكة فأر الخلد العاري. أفادت شبكة «DCist» الاخبارية عن انتهاء مسلسلٍ درامي طويل في حديقة حيوان سميثسونيان الوطنية الأميركية أخيراً، فقد اختارت مستعمرة فئران الخلد العارية أخيراً ملكة جديدةً لها. فلتحيا الملكة الجديدة.
فيما يلي بعض الحقائق الصادمة حول هذا الحيوان احتفالاً باعتلائها المهيب (والمخيف) للعرش:
للمستعمرة ملكة واحدة فقط
يُصنف العلماء فئران الخلد العارية «الاسم اللاتيني: Heterocephalus glaber» ضمن فئة الحيوانات الاجتماعية العُليا؛ تعيش الأفراد البالغة ضمن مجموعاتٍ وتقوم بالتعاون على رعاية الصغار، ولا يحقّ إلا لبعض الأفراد فقط بالتزاوج لإنجاب نسلٍ جديد. من الأمثلة الأكثر شهرةً على مثل هذا التنظيم الاجتماعي الذي يُشاهد لدى الحشرات غالباً النمل والنحل، بينما هناك نوعين فقط من الثدييات يُصنفان ضمن هذه الفئة فعلياً، وكلاهما ينتميان إلى نوع فئران الخلد.
على غرار ملكة النحل، فإنّ أنثى فأر الخلد العاري المسيطرة تتخلّص من المنافسين من أجل الفوز بحقّ إنجاب الصغار في المستعمرة (بينما يقوم بقية أفراد المستعمرة برعايتهم) عن طريق التزاوج بأسرع وقتٍ ممكن. وقد أدّى هذا الصراع في الحديقة الوطنية إلى انخفاض عدد الأفراد البالغة من 17 إلى 13 فرداً خلال بضعة أشهرٍ فقط.
يقول الحارس في حديقة الحيوان، كنتون كيرنز، لشبكة «DCist»: «صحيح، في الواقع إنها تتعارك وتقتل بعضها البعض، يتصارعون على من ستكون الملكة أو من يحقّ له التزاوج مع الملكة. نأمل أن تهدأ الأمور الآن بعد أن فازت إحداهن بمنصب الملكة أخيراً».
ليس من المستغرب أن تفوز هذه الأنثى بالزعامة، فهي تزن 81 جراماً، بينما أقرب المنافسين لها يبلغ وزنها 55 جراماً فقط. وقد أنجبت في حملها الأول 3 صغار فقط، ويمكنها أن تحمل مجدداً بسرعة، ومع تقدمها بالعمر ونموّ جسمها، ستزداد قدرتها على إنجاب أعدادٍ أكبر.
الملكة تمنع الإناث من البلوغ
الآلية الكامنة وراء ذلك غير مفهومة تماماً، لكن العلماء وجدوا أن الإناث اللواتي لا يتكاثرن في المستعمرة عقيماتٌ وأعضائهن الجنسية غير مكتملة النضج. بمجرّد أن تنتقل إحدى هذه الإناث خارج المستعمرة أو تموت الملكة لسببٍ ما، تنضج أعضاؤها التناسلية وتصبح نشطةً جنسياً، وتجهّز ربّما للمطالبة بحقّها بأن تصبح ملكةً يحق لها إنجاب الصغار.
تُعتبر من ذوات الدم البارد
في الواقع، تُعد حيوانات فأر الخلد الفأر العاري الثدييات الوحيدة التي لا تستطيع أجسامها تنظيم درجة حرارتها الداخلية وابقائها ثابتة. وهي بذلك تميل لأن تشبه ذوات الدم البارد من الزواحف أكثر من تشابهها مع القوارض الأخرى. ولذلك تراها تتجمّع فوق بعضها البعض (عندما لا تتعارك من أجل العرش طبعاً) من أجل الحفاظ على درجة حرارتها.
تتحمل نقص الأكسجين لفترةٍ طويلة
أظهر العلماء، في دراسة نشرت العام المنصرم، أن فئران الخلد العاري يمكنها تحمل نقص الأكسجين إلى المستوى الذي يمكن أن يقتل الإنسان وفئران المختبر. فعند مستوى 5% من الأكسجين في الغلاف الجوي (أي أقل من مستوى الأكسجين في قمّة جبل إفرست)، توّقع الباحثون أن يموت فأر الخلد العاري خلال 15 دقيقة، ولكنها كانت بخير حتّى بعد ساعة.
قال توماس بارك من جامعة إلينوي في شيكاغو لبوبيولار ساينس في عام 2017: «بعد خمس ساعات، بتنا مقتنعين أن مستوى 5% من الأكسجين لن يؤثّر على هذه الفئران، لذلك قررنا إيقاف التجربة عند هذا الحد والعودة إلى المنزل وتناول العشاء. وفي تجربةٍ أخرى، توقفت جميع فئران الخلد عن التنفس خلال دقائق عند وضعها في جوٍّ خالٍ من الأكسجين، لكّن بمجرّد اطلاقها، عادت إلى التنفس بشكلٍ طبيعي».
لا تشعر بالألم
لا يبدو أن فئران الخلد العارية تعاني من الألم بالطريقة التي نعرفها عادةً. فهي لا تبدي أي ردّ فعلٍ تجاه الحروق الحمضية على جلدها، لأنها لا تمتلك مستقبلاتٍ حسية للألم في جلدها. في الواقع، مستقبلات الألم لديها هي الأقلّ حساسية من بين أي ثديياتٍ أخرى تمت دراستها، مما يعني أنها قد تتعرّض لأذىً كبير قبل أن تدرك أنها مصابة وتتخذ أجسامها رد الفعل المناسب.
شكلها بشعٌ جداً
نأسف على ذلك.
قد تحمل سرّ الحياة الأبدية
لا يُصاب فأر الخلد العاري بمرض السرطان، لم يظهر المرض إلا لدى عددٍ قليلٍ جداً من بين مئات الأفراد الذين تمت دراستها. وقد وجدت إحدى الدراسات الحديثة أن خطر موتها لا يرتبط يالضرورة بعمرها، أي ليس هناك عمرٌ معين يمكن ان تموت فيه. يبدو أن فئران الخلد العارية لديها بعض «الحيل» الخلوية التي تساعد على منع الشيخوخة، والعلماء يعملون بجدٍّ على كشف سرّ هذه القدرة الفائقة عندها.
التغذية
تتغذى فئران الخلد العاري على الدرنات الكبيرة التي تجدها أثناء حفرها الأنفاق في جحورها تحت الأرض.
تأكل فضلاتها
من المعروف أن فئران الخلد العاري تأكل برازها لاستخلاص أية عناصر غذائية قد تبقى فيها. وتقترح الأبحاث الحديثة أن براز الملكة قد يُستخدم لأهدافٍ أخرى، فمن الممكن أن تغذي الملكة العمال به لتنقل إليهم هرموناتها التي تحفّزهم على القيام برعاية صغارها، وذلك نظراً لأنها لا تهتم برعاية صغارها وتعتمد على بقية أفراد المستعمرة في ذلك.