فقدت بعض أنواع الطيور قدرتها على الطيران خلال التطور لأنها تكيّفت مع البيئات الجديدة التي تعيش فيها. ومن أشهر أنواعها الحية النعام والكيوي وطائر الإيمو، بينما انقرضت معظم الأنواع الأخرى وتمكن العلماء من التعرف إليها من الحفريات ومنها طائر الدودو. لكن لماذا فقدت هذه الطيور قدرتها على الطيران على الرغم من عدم فقدانها الريش؟ وما هي الوظيفة التي يقوم بها هذا الريش الآن؟
اقرأ أيضاً: كيف نجت الطيور من كارثة الانقراض
لماذا فقدت الطيور التي لا تطير قدرتها على الطيران؟
من غير الواضح سبب فقدان هذه الطيور قدرتها على الطيران، لكن وضع العلماء عدة فرضيات، وأشارت الأبحاث إلى بعض منها:
عدم الحاجة إلى الطيران
تقول إحدى الفرضيات إنه عندما وجدت الطيور نفسها في بيئات جديدة يمكنها الحصول على الطعام بسهولة فيها، ولا توجد فيها حيوانات مفترسة، تكيفت مع عدم الطيران الذي يعتبر وسيلة للنجاة من هذه الحيوانات، ونُقلت هذه الصفة للأجيال التالية منها.
لكن مع دخول الحيوانات المفترسة إلى بيئات هذه الطيور وجدوها فريسة سهلة لعدم امتلاكها الوسيلة الدفاعية، وهي الطيران، وهذا ما يفسّر سبب انقراض أغلب أنواع الطيور التي لا تطير، بينما نجت بعض الأنواع التي تمتلك طرقاً أخرى للهروب مثل النعامة التي تتمتع بقدرة على الجري بسرعات عالية، بسبب امتلاكها السيقان الطويلة والقوية.
اقرأ أيضاً: كيف تُحلّق الطيور في أسرابٍ معاً؟
أسباب تشريحية
تمتلك الطيور على اختلاف أنواعها وأشكالها هياكل عظمية وعضلات أساسية متماثلة للطيران، لكن هذه الهياكل تختلف بعض الشيء عند الطيور التي لا تطير. أبرز هذه الاختلافات عدم امتلاكها نتوءاً موجوداً على عظم القص الخاص بالطيور، وهو نتوء ضروري لارتباط عضلات الصدر القوية والمهمة للطيران، ما جعلها غير قادرة على التحليق.
بالإضافة إلى ذلك، تمتلك الطيور الطائرة عظاماً خفيفة الوزن ومجوفة، بينما التي لا تطير منها عظامها ثقيلة الوزن وصلبة تمنعها من الطيران. أيضاً لا يمكن للأجنحة الصغيرة التي تمتلكها هذه الطيور أن ترفع أجسادها الثقيلة عن الأرض.
يذكر أيضاً أن الطيور التي لا تطير تفتقر إلى الإصبع الأول الذي يتجه للأمان والذي تمتلكه الطيور الأخرى للتشبث بالأغصان.
اقرأ أيضاً: قدرة الطيور على الطيران قد تحدد شكل بيوضها
لماذا تحتاج الطيور التي لا تطير إلى الريش؟
وفقاً للانتقاء الطبيعي الذي ترتكز عليه نظرية التطور، تتكيف الكائنات الحية مع بيئاتها الجديدة، فتفقد بعض السمات التي كانت لدى أسلافها، وقد تختفي الأعضاء اللازمة لإظهار هذه السمات، لكن هذا لم يحدث مع الطيور التي لا تطير. وعلى الرغم من أنها فقدت القدرة على الطيران، فإنها ما زالت تحتفظ بالأجنحة والريش لأنها تؤدي وظيفة مختلفة الآن مغايرة لتلك التي كانت تؤديها عند أسلافها.
اقرأ أيضاً: كيف نجت الطيور من كارثة الانقراض؟
ريشها غير مناسب للطيران
تمتلك الطيور ريشاً كبيراً وقاسياً على أجنحتها وذيولها ما يساعدها على الطيران، أمّا الطيور التي لا تطير لا تمتلك هذا النوع من الريش، بل ريشها ضعيف ومرن.
الدفء
يساهم الريش في تنظيم درجة حرارة الطيور على اختلاف أنواعها، فهو يساعد على تدفئة الطائر في الجو البارد، إذ تعيد الطيور ترتيب ريشها للتخلص من الهواء اعتماداً على درجة الحرارة، وتشكل ما يشبه الجيوب من الهواء الدافئ بالقرب من أجسامها باستخدام الريش، وتغطي فخذيها بهذه الأجنحة.
البرودة
على عكس ما سبق، تستخدم الطيور جناحيها لتبريد أجسامها في الطقس الحار، وذلك برفع الجناحين وتحريكهما لخلق نسيم لطيف تنعم به بالبرودة.
عزل الحرارة
الريش عازل ممتاز، يقلل من اكتساب الحرارة من الإشعاع الشمسي المباشر (خاصة الريش ذو الألوان الداكنة)، وكذلك يقلل من فقدان الحرارة خلال الليالي الباردة.
اقرأ أيضاً: غناء الطيور قد يكون منشؤه في جيناتها
التوازن
تستعين الطيور التي لا تطير كالنعام بأجنحتها من أجل التوازن أثناء الجري خاصة عند تغيير اتجاهها فجأة.
التودد للشريك
مثل جميع الطيور، تستخدم ذكور النعام ريشها للعرض والتودد للأنثى من أجل التزاوج.
اقرأ أيضاً: كيف فقد طائر الغاق الذي يعيش في جزر غالاباغوس قدرته على الطيران؟
الهيمنة والخضوع
ترفع النعامة رأسها عالياً وتفرد ريش جناحيها وذيلها لإظهار الهيمنة. أما لإظهار الخضوع يتدلى رأسها وجناحاها وذيلها إلى أسفل.