مخلوق بحري عديم القلب قد يساعدنا في معرفة سبب عدم تمكّن البشر من تجديد أطرافهم

2 دقائق
شقائق النعمان النجمية البحرية هذه لا تتأثر بالقطع حقوق الصورة: إريك روتينجر

 

بمجرد أن تصبح الخلية خليةً قلبية، فإنها تبقى خلية قلبية بشكل دائم، إذ لا يمكن للخلايا البشرية إجراء تغييرات وظيفية. ولكن الأمر ليس كذلك بالنسبة لشقائق النعمان النجمية البحرية. فعند قطع إحداها إلى خمس أو ست أو حتى سبع قطع، فإن الخلايا تعيد تنظيم ذاتها حتى تصبح كل قطعة نجمة صغيرة جديدة. فعلى سبيل المثال، إذا فقدت شقائق النعمان البحرية بعض المجسّات بالإضافة إلى نصف جسمها، فلا يوجد ما يمنع الخلايا الهضمية من تعديل نمطها وإعادة تسمية نفسها لتتحول إلى ألياف عضلية أو خلايا عصبية أو مجسّات. (احذروا من فعل ذلك في المنزل أيها البشر.)

وتعدّ هذه القدرة على التجديد شيئاً مهماً. إذ يمكن أن يكون الباحثون من مختبر ويتني للعلوم الحيوية البحرية في جامعة فلوريدا قد اكتشفوا بعض الأسباب حول عدم قدرة الخلايا البشرية على إجراء نفس السلوك. ففي دراسة نشرت الأسبوع الماضي في مجلة "Proceedings of the National Academy of Sciences"، كشف علماء الأحياء هؤلاء بأنهم قد وجدوا حلقة لتأمين الجينات والتي قد تكون جزءاً من الجواب.

ويقول مارك مارتينديل، مدير المختبر ومؤلف الدراسة: "إن حلقة تأمين الجينات هذه هي بمثابة مبدأ هندسي. فبمجرد اتخاذ القرار، لا بد من الاستمرار طوال الوقت. لذا، يتم تعزيز هذا القرار بشكل إيجابي".

وفي هذه الحالة، وجد الباحثون مجموعة صغيرة من الجينات، والتي تمنع - بمجرد تفعيلها - الخلايا من إعادة تجديد نفسها إلى أنواع أخرى من الخلايا. كما يؤثر التعبير الجيني عليها، مما يمنع توقف النظام في أي وقت.

وهذا منطقي بطرق عديدة. حيث أشار مارتينديل إلى أنه سيكون أمراً فظيعاً إذا قررت جميع خلايا القلب أن تتحول فجأة إلى خلاياً عصبية بدلاً من ذلك. لكن عدم قدرة خلايا الإنسان على تغيير مصيرها يعني أيضاً بأن قدرة البشر على تجديد خلايا القلب بعد حدوث السكتة محدودة جداً.

من ناحية أخرى، اكتشف الباحثون عدم وجود حلقة للتغذية الراجعة في حال تفعيل الجينات المقابلة عند شقائق النعمان البحرية النجمية. لذلك، يمكن للخلايا أن تنسى حياتها الماضية وأن تختار مرة أخرى نوع الخلايا التي تريد أن تتحول إليه. سواءً إلى خلايا مجسية أو عصبية أو ظهارية، فإن كل ذلك متاح!

ومن الجدير بالذكر بأن شقائق النعمان البحرية النجمية هي من الكائنات الصغيرة والبسيطة. إذ أنها مؤلفة من ثمانية أنواع من الخلايا فقط. بينما يملك البشر نحو 200 نوع. ومع ذلك، يمكننا أن نتعلم الكثير من هذه الحيوانات البحرية، كما يقول مارتينديل. وفي الواقع فإن البشر مرتبطون من الناحية الوراثية بشقائق النعمان البحرية بشكل أكبر من بعض الكائنات الأخرى المستخدمة في الأبحاث، مثل ذباب الفاكهة. وهكذا، فإن شقائق النعمان البحرية النجمية ليس لديها قلب، على الرغم من أنها تملك جينات له. ولذلك، يمكن القول بأن هذه الشقائق لديهم الكثير من القلوب، بالإضافة إلى أفعال ثانية مذهلة.

المحتوى محمي