شارك
الرئيسية
2 دقيقة
التقط العلماء في جزيرة فانغونو التي تقع جنوب المحيط الهادئ صوراً غير مسبوقة لجرذان عملاقة تتغذّى على جوز الهند وتعد مهددة بخطر انقراض أقصى. تعيش جرذان فانغونو العملاقة (أوروميس فيكا، Uromys vika) في الأشجار ويبلغ حجمها ضعفَي حجم الجرذان الرائجة على الأقل، واُبلغ عن أنها قادرة على استخدام أسنانها لاختراق قشور جوز الهند القاسية. تُعرف هذه الجرذان بأنها تستوطن جزيرة واحدة في دولة جزر سليمان. أُبلغ عن رصد هذه الجرذان في دراسة نُشرت بتاريخ 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 في مجلة إيكولوجي آند إيفولوشن (Ecology and Evolution
جرذ فانغونو العملاق
عثر فريق من جامعة ميلبورن وجامعة جزر سليمان الوطنية وقرية زايرا في جزيرة فانغونو على هذه الجرذان. وُصف جرذ فانغونو العملاق أول مرة في عام 2017؛ وهو أول نوع جديد من القوارض يُكتشف في جزر سليمان منذ أكثر من 80 عاماً. أدّت المعارف البيئية التقليدية العميقة التي جمعها سكان جزيرة فانغونو المتعلقة بهذه الجرذان دوراً بالغ الأهمية في اكتشاف النوع الجديد.
قال عالم الثدييات في جامعة ميلبورن والمؤلف المشارك للدراسة الجديدة، تايرون ليفيري، في بيان صحفي: “كان يعلم علماء الأنثروبولوجيا وعلماء الثدييات منذ عقود أن سكان هذه الجزيرة لديهم معارف قيّمة عن هذا النوع؛ لكن لم تكن الجهود المتكررة لتحديد هذا النوع وتوثيقه علمياً مثمرة”.
قال الباحث في جامعة جزر سليمان الوطنية والمؤلف المشارك للدراسة، كيفن سيسي، إن الجهود الميدانية التي أدت إلى اكتشاف النوع الجديد استرشدت بالمعارف المحلية. استخدم الفريق مصائد الكاميرات (وهي عبارة عن كاميرات تعمل عن بعد مجهزة بأدوات الاستشعار وتلتقط الصور تلقائياً) لالتقاط 95 صورة لـ 4 جرذان مختلفة في موطنها في الغابة.
اقرأ أيضاً: كيف تأثرت هجرة الحيوانات بتدمير بيئاتها الأصلية؟
كيف ساعد السكان المحليون على اكتشاف هذا النوع من الجرذان؟
قال سيسي لصحيفة نيويورك تايمز: “السكان هم الذين يمتلكون المعارف المحلية، وهم أوصياء عليها. لم نكن لنتمكّن من تحديد المواقع المناسبة لوضع الكاميرات لولاهم”.
تعد جرذان فانغونو العملاقة من الحيوانات المعرّضة لخطر انقراض أقصى بسبب قطع الأشجار في موطنها الحرجي الذي يقع في الأراضي المنخفضة. وتبيّن الصور التي التقطها الباحثون أن هذه الجرذان تعيش في الغابات الأساسية في قرية زايرا. هذه الغابات بالغة القدم ولم تستوطنها أعداد كبيرة من البشر. هذه الأراضي، وخاصة منطقة دوكوسو القبلية، هي الموطن الأخير المتبقي لجرذان فانغونو العملاقة؛ لكن قطع الأشجار ما يزال ضرورياً لاقتصاد الجزيرة.
قال ليفيري: “يُعد التقاط صور غير مسبوقة لجرذان فانغونو العملاقة مفيداً للغاية لهذا النوع غير المعروف؛ إذ إن اكتشاف هذا النوع الجديد حدث في مرحلة حرجة ستؤثّر معالمها كثيراً في مستقبل غابة فانغونو الأخيرة التي ناضل مجتمع قرية زايرا لحماية أشجارها من القطع خلال الأعوام الـ 16 الأخيرة”.
توثيق للمرة الأولى
كافح سكان قرية زايرا في سبيل دفع الحكومة للاعتراف بهذه الرقعة من الغابات وحمايتها بموجب قانون المناطق المحمية التشريعي في جزر سليمان لعام 2010. وعلى الرغم من أن مجتمع هذه القرية أكّد وجود هذا النوع العملاق من القوارض في غاباتها، لم توثّق جرذان فانغونو العملاقة في أي مجلة علمية حتى نشر الدراسة الجديدة. قد يمثّل إثبات وجود هذه الجرذان خطوة بالغة الأهمية ضمن جهود الحفاظ على البيئة في جزيرة فانغونو.
اقرأ أيضاً: هل يمكن أن تكون الكائنات الغازية مفيدة للأنظمة البيئية؟
قال ليفيري: “نشكر مجتمع زايرا على تمسّكه الذي لا يتزعزع بالحفاظ على غابات الجزيرة وشعابها في مواجهة المحاولات المستمرة لإضعاف إرادته، وعلى دعمه لهذه الدراسة. نأمل أن تدعم صور جرذان فانغونو العملاقة الجهود المبذولة لمنع انقراض هذا النوع، وتساعد على زيادة احتمال بقائه”.