هكذا تطورت الحيوانات البرية لتصبح أذكى من أسلافهم المائية

1 دقيقة

اكتشف باحثون من جامعة نورث وسترن الأميركية أن المناظر الطبيعية المعقدة؛ المليئة بالأشجار والشجيرات، والصخور، والتلال، ربما ساعدت الحيوانات التي تعيش على الأرض على تطوير ذكاء أعلى من أسلافها المائية.

أكد الباحثون أن الموائل المحتملة على الأرض ربما ساعدت في ظهور استراتيجيات التخطيط للصيد لدى الحيوانات البرية، بدلاً من تلك القائمة على القنص بسهولة دون حاجة إلى تخطيط، وبالمقارنة مع الحيوانات المائية التي تعيش في فراغ هائل للمياه المفتوحة.

أراد الباحثون التوصل إلى معرفة لماذا تمتلك الحيوانات البرية معظم الذكاء في حين أن جميع الحيوانات سواء على الأرض أو في الماء امتلكت نفس الوقت للتطور؟ وأظهرت الدراسة أن البيئة لعبت دور كبير في هذا الذكاء ولم يقتصر الأمر فقط على المهارات المكتسبة.

صنع الباحثون محاكاة لاستخلاص النتائج، ووجد الباحثون أنه عندما بدأت الحيوانات تغزو الأرض قبل 385 مليون سنة، اكتسبت القدرة على رؤية بعيدة المدى تقارب أكثر من مائة مرة مما يمكنها في الماء. وافترض الباحثون أن كونك مفترساً أو فريسة في سياق القدرة على الرؤية؛ سيتطلب الأمر قوة دماغية أكثر من الصيد من خلال المياه الفارغة المفتوحة.

وكشفت محاكاة الكمبيوتر العملاق للدراسة أنه على الرغم من أن الرؤية بعيدة المدى؛ أمر ضروري للاستفادة من التخطيط، إلا أنها ليست كافية. وأدى مزيج من الرؤية بعيدة المدى والمناظر الطبيعية مع مزيج من المناطق المفتوحة والمناطق النباتية الأكثر كثافة إلى الفوز في التخطيط.

أكد الباحثون أيضاً أن الفريسة في البيئات المائية المفتوحة، لا خيار أمامها سوى الركض في الاتجاه المعاكس، أما في البيئات المكتظة للغاية يوجد عدد من المسارات التي يمكن اتباعها، وأظهرت المحاكاة أيضاً أن التخطيط يؤدي إلى فرص أكبر للبقاء على قيد الحياة مقارنة بالصيد المعتاد 

يذكر أن الدلافين والحيتان لا تقع ضمن فئة الكائنات البحرية الأقل ذكاءً. لسبب أن كلاهما ثدييات برية عادت مؤخرا -من الناحية التطورية- إلى الماء.

المحتوى محمي