إنجاب طفل جديد هو حدث مثير بالنسبة إلى الآباء جميعهم؛ ولكنه يترافق مع الكثير من الجهد. وعندما ينجب الأشخاص التوائم، سيكون هذا الجهد مضاعفاً.
إنجاب عدة أفراد معاً هو الحالة الأكثر شيوعاً بين العديد من أنواع الحيوانات. يمكن أن يصل عدد الأفراد في بطن واحد من الخنازير إلى 11 خنزيراً أو أكثر.
نحن عضوان من هيئة التدريس في كلية الطب البيطري في جامعة ولاية مسيسيبي. شهدنا ولادة العديد من الجراء والقطط على مر السنين، ولاحظنا أن أمهات الحيوانات تلد عدة أبناء في الأغلبية الساحقة من المرات.
اقرأ أيضاً: تعرف على أكبر كائنات الأرض: الحوت الأزرق ملك البحار
ولكن هل هذه الحيوانات الشقيقة التي تتشارك في أعياد ميلادها توائم؟
ما هي التوائم؟
يتألف التوأم الواحد من فردين تشكّلا في الحمل نفسه.
يمكن أن يكون التوأم متطابقاً؛ أي إن الفردين نتجا من تخصيب حيوان منوي واحد لبويضة واحدة انقسمت إلى خليتين منفصلتين أنتجتا فردين متطابقين بعد النمو. يمتلك الفردان في هذه الحالة الحمض النووي نفسه؛ ولهذا يكون التمييز بينهما شبه مستحيل.
يمكن أن تكون التوائم شقيقة أيضاً؛ وينتج ذلك من تخصيب بيضتين منفصلتين على حدة في الوقت نفسه. يتمتّع كل توأم في هذه الحالة بمجموعته الخاصة من الجينات التي ورثها عن أبيه وأمه، ويمكن أن تتألف التوائم من ذكر وأنثى. يشبه الأفراد الذين ينتمون إلى التوائم الشقيقة بعضهم مثلما يشبه الأشقاء العاديين بعضهم.
تشكّل التوائم نسبة %3 تقريباً من حالات الحمل بين سكان الولايات المتحدة. أغلبية هذه التوائم هي توائم شقيقة، وتمثّل التوائم المتطابقة نحو ثلث التوائم الإجمالية.
عدة أبناء من أثنى حيوان واحدة
يلد كل نوع من الحيوانات عدداً قياسياً من الأفراد في نهاية كل حمل. ويميل العلماء عادة إلى أن يعلموا المزيد من المعلومات عن الحيوانات المستأنسة مثل الحيوانات الأليفة أو تلك التي تربّى في المزارع.
وجدت إحدى الدراسات التي أجرى العلماء فيها مسحاً لتعداد الجراء في أكثر من 10 آلاف بطن مولود لدى الكلاب الأصيلة، أن متوسط عدد الجراء يختلف باختلاف حجم سلالة الكلاب. بلغ متوسط عدد جراء كلاب السلالات القزمة مثل الشيواوا والبودل الصغير في البطن الواحد 3.5 جراء، وتزن هذه الكلاب عموماً أقل من 4.5 كيلوغرامات. وتجاوز هذا المتوسط في كلاب السلالات العملاقة مثل الدرواس والكلاب الدنماركية الضخمة، التي يزيد وزنها عادة عن 45 كيلوغراماً، 7 جراء لكل بطن.
على سبيل المثال؛ عندما يتألّف البطن الواحد من الكلاب من فردين فقط، يشير الناس عادة إليهما على أنهما توأمان. التوائم هي نتيجة الحمل الأكثر شيوعاً بين الماعز؛ ولكن يمكن أن تلد الإناث فرداً واحداً أو عدة أفراد أيضاً. تلد الأغنام التوائم على نحو متكرر؛ ولكن ولادة فرد واحد لكل حالة حَمْل أكثر شيوعاً.
اقرأ أيضاً: ما هو مرض الهزال المزمن الذي يهدد قطعان الغزلان في أماكن عدة من العالم؟
تميل الخيول والأبقار (التي تدوم فترة الحمل لديها 11-12 شهراً و9-10 أشهر على الترتيب) إلى إنجاب مهر أو عجل واحد فقط لكل حمل؛ ولكنها قد تلد التوائم. اعتقد الأطباء البيطريون ومربو الماشية لزمن طويل أن تحفيز ولادة التوائم بين الأبقار المنتجة للحليب واللحم سيكون مفيداً مالياً؛ إذ سيحصل المزارعون في هذه الحالة على عجلين من البطن نفسه بدلاً من عجل واحد.
لكن ولادة التوائم في الماشية قد تؤدي إلى مضاعفات مرتبطة بالولادة بالنسبة للبقرة، ناهيك بأنها قد تؤدي إلى ولادة العجول الصغيرة الحجم التي يكون احتمال بقائها على قيد الحياة أخفض. ترتبط ولادة التوائم لدى الخيول بمخاطر مشابهة؛ إذ إنها تؤدي أحياناً إلى مضاعفات الحمل التي قد تضر الفرس، وقد تؤدي إلى ولادة مهور ضعيفة.
الحمض النووي هو المتحكّم بنوع التوائم
يمكن أن يلد الكثير من أنواع الحيوانات التوائم؛ ولكن المسألة الأكثر تعقيداً هي التمييز بين التوائم الشقيقة والمتطابقة في الحالات التي تلد فيها الحيوانات عدة أفراد في البطن نفسه.
تُنتج عملية الإباضة الواحدة لدى إناث القطط والكلاب عدة بويضات، ويؤدي تخصيب كل بويضة بحيوانات منوية حيّة مختلفة تأتي من الذكور إلى تشكيل عدة أجنة. يؤدي ذلك إلى ولادة كلاب أو قطط صغيرة شقيقة وغير متطابقة، على الرغم من أنها قد تشبه بعضها إلى حد كبير.
يعتقد علماء الأحياء أن التوائم المتطابقة نادرة للغاية في أغلبية أنواع الحيوانات؛ لكن ثمة حيوانات شقيقة كثيرة قد تكون متشابهة للغاية، ويحتاج الباحثون إلى إجراء اختبارات الحمض النووي للتحقق مما إذا كان فردان معينان يشتركان في جيناتهما جميعها أو لا. أكّدت اختبارات الحمض النووي ما ورد في تقرير موثق واحد فقط حول ولادة توائم متطابقة لدى الكلاب، ولا يعلم أحد على وجه اليقين تواتر انقسام بيوض الحيوانات المخصبة ونموّها لتشكّل توائم متطابقة، علاوة على أن عملية التكاثر تختلف باختلاف نوع الحيوان.
اقرأ أيضاً: السناجب الصغيرة أقل عرضة للموت إذا وُلدت في وقت مبكر
على سبيل المثال؛ تلد إناث حيوان المدرّع ذي النطاقات التسعة عادة 4 توائم متطابقة. بعد أن تُخصَّب البويضة التي تنتجها أنثى هذا الحيوان، تنقسم هذه البويضة إلى 4 خلايا منفصلة ومتطابقة تنمو لتشكّل أفراداً متطابقين. بينما يمكن أن تلد إناث النوع القريب جينياً، المدرع ذي النطاقات السبعة، ما بين 7 و9 أفراد متطابقين في نهاية كل حمل.
يجهل العلماء الكثير من المعلومات حول توائم الأنواع الأخرى من الحيوانات، ولا يعلم هؤلاء تواتر ولادة التوائم المتطابقة بدقة لأن اختبارات الحمض النووي لا تُجرى عادة على الحيوانات. من المحتمل، وربما من المرجّح، أن التوائم المتطابقة وُلدت لدى بعض الأنواع دون أن يعلم أحد بذلك.