6 طقوس تزاوج غريبة في المملكة الحيوانية

4 دقائق
6 طقوس تزاوج غريبة في المملكة الحيوانية
حقوق الصورة: shutterstock.com/Ondrej Prosicky

يسعى الذكور والإناث في المملكة الحيوانية إلى نفس الهدف عند اختيار الشريك، وهو البقاء والمحافظة على النسل. لكن تختلف الطقوس التي تُمارَس خلال التزاوج من كائن لآخر، وقد تكون على درجة من الغرابة تجعلك تتساءل عما إذا كان ما تشاهده قتالاً أو محاولة انتحار أو مجرد تعبير عن الحب. تحمل الأمثلة التالية بعض أغرب ممارسات التزاوج التي تقوم بها الحيوانات:

1- سمكة أبو الشص وشريكها الملاصق

لعقود طويلة بقيت سمكة أبو الشص لغزاً محيراً للعلماء سواء لشكلها المخيف، أو لأسلوب إغرائها لفرائسها في أعماق البحار؛ والذي تستخدم فيه الزائدة المتدلية والمتوهجة من رأسها مثل الطعم (الشص) لاصطياد فريستها، أو لحقيقة أن كل الأسماك التي تم العثور عليها ودراستها كانت من الإناث فقط، فأين الذكور؟

توصل العلماء لاحقاً إلى وجود الذكور ملتصقين بالإناث دوماً كطفيليات، إذ تفتقر الذكور للجهاز الهضمي، ولا تمتلك الأسنان المخيفة لأنثى سمك أبو الشص، فتعيش كملحق بها وتعتمد عليها كلياً بالتغذية. يختار الذكر شريكته من خلال الفرمونات التي تصدرها، وتساعده بإيجادها من خلال الإضاءة الحيوية التي تتميز بها.

يعض الذكر الأنثى في بطنها ليلتصق بها، حيث يندمج كلا الجسدين معاً بالجلد والأوعية الدموية، وبما يسمح للذكر بالحصول على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها، ويكادان أن يصبحا سمكة واحدة. تبدأ أعضاء جسم الذكر بالضمور والتحلل لأنه لم يعد بحاجة إليها، باستثناء غدده التناسلية حيث يمنحها الحيوانات المنوية للتزاوج.

سمكة أبو الشص وشريكها الملاصق
حقوق الصورة: shutterstock.com/Suzi44

 اقرأ أيضاً: 5 أمثلة من الطبيعة تثبت أن كائنات الزومبي ليست مجرد خيال علمي

2- فرس النهر والفوضى التي يتسبب بها

فرس النهر حيوان متعدد الشركاء، إذ يمكن لكل من الذكور والإناث التزاوج مع أكثر من شريك طوال حياتهم، وهو ما يحدث مرة كل سنتين فقط. تفضل حيوانات فرس النهر التزاوج في موسم الأمطار، حيث تشتم الذكور رائحة بول الإناث أو رائحتها من الخلف، لتميز الأنثى التي تمر بمرحلة الخصوبة.

تدخل الذكور في عراك ومنافسة للفوز بالأنثى، حيث تشتد لتتعدى كونها مجرد استعراض للقوى بين الذكور، وغالباً ما ينال الذكر المنتصر 10 إناث في منطقته. لكن المهمة لم تنته بعد، إذ على الذكر أن يثير إعجاب الأنثى لتقبل به، وهو ما يحدث بأكثر الطرق غرابة. يقوم الذكر بالتبول والتغوط حول نفسه وفي منطقة موحلة، ثم يبدأ بنثر الفضلات حوله وعلى الأنثى باستخدام ذيله، فإذا نال إعجابها بادرت أيضاً باستخدام ذيلها لنثر الفضلات معه، كل هذا يحدث مترافقاً بأصوات عالية جداً يصدرها الطرفان.

اقرأ أيضاً: ما هو الهدف من مشروع إيكاروس لإنشاء خريطة حية لحيوانات الأرض؟

3- العناكب الوثابة تضحي بحياتها للتزاوج

نجدها في المنازل والحدائق وهي تتحرك وتقفز، وما لا نعرفه أنها تؤدي رقصة خاصة لجذب الإناث. ولكن هناك أكثر من 5 آلاف نوعاً من العناكب الوثابة، والتي تتميز ذكورها بالألوان البراقة وحجمها الصغير مقارنة بالإناث الأكبر حجماً والأقل تلوناً، ما يصعب مهمة العنكبوت القافز الذكر في التعرف على الأنثى والتزاوج. غالباً ما يحاول الذكر التقرب من كل أنثى يراها حتى المختلفة بالنوع في سبيل التزاوج.

عندما يصادف ذكر العنكبوت القافز أي أنثى عنكبوت فإنه يبدأ رقصة متقنة الحركات الاهتزازية والإيقاعات لتمييزه عن الفرائس، وفي حال لاقى قبولاُ من الأنثى يتزاوج الاثنان في النهاية، أما فيما لو رفضته فإنها بحجمها الكبير تتمكن من التهامه.

اقرأ أيضاً: ذكور هذه العناكب الوثابة ترقص لجذب انتباه الإناث

4- حلزون الأرض وسهم حبه

الحلزون البري هو كائن خنثى، أي أنه يمتلك الأعضاء التناسلية الذكرية والأنثوية في نفس الوقت. بمجرد وصول الحلزون البالغ إلى فترة التزاوج يبدأ بالبحث عن شريك مناسب له من خلال الرائحة. لدى التقائهما يدخل الحلزونان بحالة التفاف كالرقص، ويحاول كل منهما خلالها إيجاد المكان واللحظة المناسبين لإرسال (سهم الحب). سهم الحب هو هياكل خاصة مصنوعة من كربونات الكالسيوم أو الكيتين، وتتكون داخل كيس عضلي في جسم الحلزون. يطلقها الحلزون في جسم الحلزون الآخر بحثاً عن "الدَّمَلِمف" وهو سائل شبيه بالدم في اللافقاريات، وقد تتكرر العملية عدة مرات، وبالتبادل بينهما، لتمرير الحيوانات المنوية في عملية تستمر لعدة ساعات، وقد تودي بحياة أحد الحلزونين.

حلزون الأرض وسهم حبه
حقوق الصورة: shutterstock.com/Deetron84

اقرأ أيضاً: الحلزون اليساري جيريمي يتعرض للرفض من قبل الحلزونات اليسارية الأخرى 

5- الأخطبوطات يأكلن أنفسهن

يعد الأخطبوط من أذكى اللافقاريات البحرية، ويستخدم هذا الذكاء لمحاولة البقاء. لدى بلوغ ذكور وإناث الأخطبوط، تصبح جاهزة للتزاوج، فتبدأ الذكور بالبحث عن الإناث. في نوع ذكر الأخطبوط الشائع "أخطبوط فولغاريس" (Octopus Vulgaris) يقوم الذكر بمحاولة إغراء الأنثى باستعراض ماصاته الكبيرة على أذرعه السفلية للتعريف عن نفسه كذكر، وفي حال كانت الأنثى أكبر منه في الحجم ينشر نفسه ليزداد في الحجم ويغير لونه إلى لون داكن، وقد يتسبب بمصرعه فيما لو قررت الأنثى مهاجمته والتهامه. وفي "أخطبوط الطحالب" (Abdopus aculeatus) يحرس الذكر الأنثى في أوكار خاصة ويدخل في معارك مميتة مع الذكور الآخرين الذين قد يتسللون بهيئة إناث أخريات إلى أوكارها.

لتجنب الموت والتهامه من قبل الأنثى خلال التزاوج، غالباً ما يقدم الذكر ذراعه التي تحتوي على الحيوانات المنوية والذي يدعي (هيكتوكوتيلوس) من بعيد للأنثى. تخزن الأنثى الذراع داخل عباءتها حتى ينضج بيضها ثم ترمي الحيوانات المنوية عليها. أكثر ما يثير الغرابة في تكاثر الأخطبوط هو ما يصيب الأنثى بعد فقس البيض إذ إنها تدخل في سلوك انتحاري من خلال ضرب نفسها على صخرة، وتمزيق جلدها، أو حتى أكل قطعاً من ذراعيها، وهو سلوك لم يجد العلماء تفسيراً علمياً دقيقاً له.

اقرأ أيضاً: هذه المخلوقات ذكية، ومرحة، وشديدة الغرابة

6- رقصة الحب لطيور الكركي ذات التاج الأحمر

تعد طيور الكركي ذات التاج الأحمر من الطيور المعمرة وذات الهيئة الجذابة والجميلة، تعيش في قطعان وتكوّن روابط قوية مع شركائها فهي كائنات أحادية الزواج، أي تعيش مع شريك واحد وفي عش واحد. في موسم التزاوج الذي يحدث في الربيع، تصدر الطيور أصواتاً للإعلان عن نفسها، ثم يبدأ الأزواج بأداء رقصة رومانسية تعبيراً عن الحب، تتضمن الانحناء لبعضهما والتفاف رؤوسهما والقفز في الهواء وخفق الأجنحة في تناغم وانسجام بينهما. على مدى السنوات التالية من حياتهما يؤدي الزوجان الرقصة ذاتها لتقوية روابطهما في كل موسم تكاثر.

هذه بضعة أمثلة فقط من بين العديد من الأمثلة الأخرى في المملكة الحيوانية، حيث تسعى الذكور جاهدة لجذب الإناث، من خلال ما استطاعت تطويره من ممارسات تزاوج غريبة.

المحتوى محمي