لن أنسى هذه الحادثة ماحييت؛ كان الوقت في ذروة الصيف عام 2018، حيث كنت أنا وأصدقائي في طريقنا لحضور حفلٍ موسيقي بالقرب من منزلنا في «ستيت كوليدج» في بنسلفانيا، وقمت بنفسي بتحليل بيانات الطقس في وقتٍ سابق من اليوم، وكنت على يقين كبير من عدم احتمال هطول أية أمطار في ذلك الوقت. ثم فجأة، ظهرَت من العَدم سحب رمادية ضخمة للغاية فوقنا، وقد كان واضحاً أنها محمّلة بكمياتٍ كبيرة من الأمطار، وما هي إلا لحظات حتى بدأت الأمطار تهطل بغزارةٍ في المكان الذي كنا فيه تحديداً، وغمرتنا المياه في الحال. لم يكن أصدقائي سعداءَ بذلك أبداً.
أسباب صعوبة التنبؤ بالطقس
كخبراء طقس، نستخدم في عملنا- من بين أشياء أخرى- سلسلة من المعادلات الحسابية لتحليل البيانات الأولية المتوفرة بين أيدينا؛ مثل نقطة الندى ودرجة الحرارة والرياح والضغط الجوي، لكنّ هذه العملية تُهمِل العوامل التي يصعب قياسها كمياً؛ مثل كمية الرطوبة المنبعثة من سطح الأرض في زمانٍ ومكانٍ معينين.
يمكن أن يؤدي التبخر الزائد في منطقةٍ معينة أحياناً إلى تشكل الغيوم بسرعةٍ كبيرة، وتحويل سماء الظهيرة الغائمة إلى عاصفة رعدية شديدة (مع أنني ما زلت أعتقد أن هناك عوامل أخرى تسببت في هطول الأمطار في ذلك اليوم). لقد تعلّمت أنّ أفضل نماذج التنبؤ بالطقس ما هي إلا مجرد أدوات يمكن أن تكون ذات فائدة في كثيرٍ من الأحيان، ولكن قد يكون من الأفضل في بعض الأحيان أن تُخرج رأسك من النافذة وتنظر إلى السماء.
نُشرت القصة في العدد 20 من مجلة بوبيولار ساينس بعنوان «الألغاز»، 2020