كان أفلاطون أول من وصف مملكة أطلانتس المفقودة عام 360 قبل الميلاد، فقد تحدّث عن جزيرةٍ جبلية بناها الإله «بوسيدون» مليئةٍ بالفيلة والذهب، لكن قبل حوالي 9000 عام- كما يزعم أفلاطون- أتت الزلازل والفيضانات على المدينة كلها وأغرقتها في البحر.
ربما كانت مملكة أطلانتس من نَسج خيال أفلاطون، لكنّ ذلك لم يمنع المهتمين بإشارات أفلاطون إلى مملكة أتلانتس من جمع أدلةٍ تثبت وجودها، لذلك تكثر الروايات حولها بدءاً من اختفاء مدنٍ ساحلية تحت مد مياه المحيط، أو جزرٍ غُمرت بأكملها تحت البحر. تُوفّر هذه الأماكن المفقودة التالية إطاراً للفرضيات حول المكان المحتمل الذي قد تكون وُجدت فيه أتلانتس ذات يوم.
الأماكن التي يحتمل وجود مملكة أطلانطس فيها
1. طريق «بيميني»
اكتشف الغواصون في منتصف الستينيات من القرن الماضي مساراً مستقيماً مرصوفاً بقطعٍ حجرية مستطيلة متراصة بجوار بعضها البعض، وعلى طول نصف ميلٍ تحت سطح البحر في جزر الباهاما. يشير التأريخ الكربوني، وعدم وجود أدلةٍ على بناء البشر له، لكنه ناجم عن ظروف التجوبة والتعرية الطبيعية، بينما يعتقد البعض أنه يعود لآثار حضارةٍ إغريقية مندثرة.
2. سهل «سوس ماسة»
يقع هذا السهل في جنوب غرب المغرب العربي على المحيط الأطلسي، وحسب تقييم جرى عام 2008 لواحدٍ وخمسين وصفاً ذكره أفلاطون عن مملكة أتلانتس المفقودة؛ حدد الباحثون أنّ هذه السهول تحتوي على بعضٍ من ملامح المدينة التي ذكرها، بما فيها الكثبان الرملية الساحلية؛ التي تتميز بمجاري الأنهار الجافة متحدة المركز، والتي كانت موضع الاهتمام في هذا الشأن. للأسف، لم تكن الأدلة كافية لتؤكد وجود أية حضارةٍ هناك.
3. جزيرة «سبارتل بنك»
وهي جزيرة سابقة مغمورة تقع في مضيق جبل طارق. يقول أفلاطون أنّ المدينة المفقودة تقع خلف أعمدة هرقل (وهي عبارة عن صخرتين في مضيق جبل طارق)، حيث كانت جزيرة سبارتل ما تزال قائمة في أحد الأيام. كان من الممكن أن يراها البحّارة الذين كانوا يعبُرون المضيق وهي تغرق في نهاية العصر الجليدي الأخير، لكنهم لم يتركوا أية سجلات تُثبت هذه الرواية.
4. منطقة «دوجرلاند»
كانت الجزر البريطانية متصلةً بأوروبا قديماً من خلال منطقة من الأراضي المنخفضة الواقعة في بحر الشمال، ولكنّ المنطقة اختفت تحت البحر بعد أن ضرب المنطقة تسونامي عملاق حوالي الألف السادس قبل الميلاد، مُخلّفاً وراءه آثاراً من عظام وأدوات الصيادين المحليين ما تزال حتى الآن في قاع البحر.
5. مدينة «هيلايك»
ضرب تسونامي هذه المدينة اليونانية في عصر أفلاطون، وافترض الكثيرون أن بقاياها ما تزال موجودة في خليج كورينثيان، إلا أنّ علماء الآثار وجدوا آثار هذه المدينة في التسعينيات من القرن الماضي على بعد نصفٍ ميلٍ داخل اليابسة مدفونة تحت بضع عشراتٍ من الأقدام من الرواسب بسبب زلزلالٍ تسبَّب في تسييل التربة على نطاقٍ واسع.
6. القارّة القطبية الجنوبية
جادل المؤرخ «تشارلز هابجود» أنّ القارة الجنوبية كانت حتى وقتٍ قريب كتلة يابسة تقع إلى الشمال من موقعها الحالي، وتقع أطلانتس على شاطئها، ثم، وقبل 12 ألف عام، انجرفت اليابسة إلى الجنوب ساحبة معها مدينة أتلانتس المفقودة، إلا أنّ انتقال القارة القطبية إلى أقصى جنوب كوكب الأرض حدث منذ حوالي 30 مليون سنة.
7. جزر «مارشال» المرجانية
ربما ستكون جزر مارشال هي «أتلانتس أخرى محتمَلة» في وقت ما. في الواقع، يهدد ارتفاع مستوى سطح البحر تلك الجزر، والمجتمعات الساحلية بالغرق بمجرّد أن يصل ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 6 أصابع فقط. إذا لم يتدخل الإنسان في الوقت المناسب، فمن المحتمل أن تغرق هذه الجزر تحت الماء بحلول منتصف القرن.
نُشرت القصة في العدد 20 من مجلة بوبيولار ساينس بعنوان «الألغاز»، 2020