توصل باحثون من كلية لندن الجامعية إلى أنه من المرجح أن يمد سكان المدن يد العون لغريبٍ محتاج تماماً كما يفعل سكان الريف، وذلك في تجربة نُشرت نتائجها في دورية «بروسيدنجز أوف ذا رويال سوسايتي بي» العلمية أمس الأربعاء.
لطالما صوّرت الكتب والأفلام سكان المدن على أنهم أناسٌ غلاظ الطبع دائماً ما يرتابون من الغرباء، على عكس سكان الريف لطيفي الطبع الودودين الذين لا يبخلون بالمساعدة، ولمعرفة ما إذا كان هذا التصور صحيحاً أم لا، أجرى الباحثَين تجربةً تختبر استعداد الناس لمساعدة غريبٍ رأوه في موقف ما يحتاج المساعدة.
أجريت التجربة في عدة مدنٍ وبلداتٍ صغيرة على وسع المملكة المتحدة، وامتدت بين عامي 2014 - 2017، وقُسّمت إلى ثلاثة أجزاء بمجموع 1367 تجربة؛ القسم الأول منها كان اختبار ما إذا كان الناس سيضعون رسالةً ضائعة في صندوق البريد (بعضها حمل ملاحظة يُطلب فيها وضعها في البريد)، أما الثاني فكان مراقبة ما سيفعله الناس عند مشاهدتهم سقوط أغراضٍ من شخص (مجموعة بطاقات)، بينما كان القسم الثالث من التجربة اختباراً للسائقين فيما إذا كانوا سيسمحون للمشاة بعبور الشارع أم لا. وفي جميع التجارب، دوّن الباحثان النتائج التي وجدوها، وكانت كالتالي:
تم تقديم يد العون بنسبة 47% من الحالات بشكل مجمل، 55.1% من الرسائل وُضعت في صندوق البريد، وساعد 32.7% من الناس بالتقاط البطاقات المتساقطة، بينما توقفت 31.1% من السيارات للسماح بالمارة بعبور الشارع. ولم يجدوا أية دليل على ارتباط المدينة أو الريف بتقديم مساعدةٍ أكثر أو أقل.
لكنّ عاملاً واحداً كان له تأثير على نسبة المساعدة، العامل الاقتصادي. فقد لوحظ أن قاطني المناطق والأحياء الثرية كانوا أكثر مساعدة للغرباء من الناس في الأحياء الفقيرة.
لم يتمكن الباحثان من معرفة ما إذا ساهم عِرقٌ أو جنسٌ ما في هذه النتائج، لأنها كانت تجربة صغيرة نسبياً قام بها الباحثان بأنفسهم. وستجرى تجارب في السياق ذاته على نطاق أوسع.