لمَ يجب ألّا يُعتمد على محرك البحث جوجل عند البحث عن الأعراض الطبية؟

لمَ يجب ألّا يُعتمد على محرك البحث جوجل عند البحث عن الأعراض الطبية؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Twin Design
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

نحن نعلم أنه ليس من المفترض أن نستشير “جوجل” عندما يكون ما نحتاج إليه فعلاً هو طبيب حقيقي. وعلى الرغم من أننا نعي هذا، فإننا نستصعب مقاومة إلقاء الأعراض التي نعاني منها في فضاء محركات البحث حتى نكوّن فكرة عما يحدث معنا ريثما تسنح لنا الفرصة لزيارة الطبيب، فلمَ يجب ألّا نقوم بذلك؟

كيف تتعامل محركات البحث مع أعراضنا حقاً؟

أجسامنا فوضوية ومعقدة، إذ لا توجد دائماً علاقة مباشرة بين الأعراض والأمراض، ما قد يبدو مربكاً عند استخدام محركات البحث وفضاء الإنترنت، فهذا الفضاء يحاول عرض التفسيرات العلمية، وعندما يتعلق الأمر بجسم الإنسان لا يصبح ذلك بهذه البساطة، فالصداع لا يعني دائماً ورم الدماغ كما يدّعي جوجل.

فقد بات البحث عن الأعراض الطبية وحتى نتائج الاختبارات المخبرية يفتح لنا أبواباً لا علاقة لها بما يحدث بالفعل في جسمنا. إضافة لذلك، تتعامل محركات البحث مع الأعراض بشكلٍ منفصل، دون أخذ الأعراض الأخرى أو العوامل الجسدية الأخرى بعين الاعتبار. فعلى سبيل المثال، يتعامل جوجل مع الحمى والغثيان كجزء من الاستجابة الالتهابية التي تحدث في طيف واسع من الاضطرابات الصحية من نزلة البرد البسيطة إلى الدورة الشهرية وحتى السرطان والأمراض العضال، فكيف لجوجل أن يكتسب مهارة تُميّز إن كانت الحمى والغثيان ناجمين عن أي منها تحديداً؟

اقرأ أيضاً: 5 معلومات طبية ليست سوى أساطير

على عكس الطبيب الحقيقي، لا تمتلك محركات البحث مهارة النظر في الصورة الكاملة التي تشمل الأعراض والتاريخ الصحي وباقي العوامل الأخرى. لهذا السبب، قد ينتهي الأمر بنا للتوصل إلى نتائج كارثية عند النظر في أعراض بسيطة ومألوفة للغاية، وبالشكل نفسه قد تتجاهل محركات البحث في بعض الأحيان أهمية الأعراض، مشيرة إلى عدم وجود أي حالة صحية خطيرة مع وجودها بالحقيقة.

سببٌ آخر يجعل من عمليات البحث مضللة طبياً هو أنها غير مصممة كأدوات تشخيصية، كما يرجّح ظهور نتائج تتعلق بأكثر المواضيع التي يبحث عنها المستخدمون شيوعاً أو أكثرها جاذبية وقابلية للقراءة، وأبعد من ذلك قد تظهر المواضيع الأكثر جذباً للإيرادات عبر عرض الإعلانات.

على سبيل المثال، عندما يتم البحث عن أسباب ألم القدم والكاحل، تظهر نتيجة “التهاب اللفافة الأخمصية” كأبرز نتائج البحث، علماً أنها حالة ليست بالشائعة وتعتبر خطيرة إلى حد ما عند العدائين، بينما قد يكون التهاب الأوتار سبباً أكثر شيوعاً، ومع ذلك قد لا يتصدر النتائج الأولى، لأن البحث ينحاز للمواضيع الأكثر بحثاً عنها.

اقرأ أيضاً: هكذا يمكنك صنع «قناع وجه مناسب» لحمايتك من العدوى

ابحث في محركات البحث عندما تكون متأكداً

لا يمكن لمحركات البحث أن تخبرنا بما يجري في أجسادنا، فهي تقدّم فقط مجموعة من الاحتمالات ومعلومات حول هذه الاحتمالات، ويُنصح بتجنب البحث على جوجل بمجرد أن تعي أنك تبحث عن إجابة وليس عن معلومات أساسية. إذ ينبغي التوجه لمقدم الرعاية الصحية عند البحث عن إجابة لتساؤل معين أو مجموعة من الأعراض. 

من جهة أخرى، يمكنك أن تبحث في محركات البحث عندما تعود من الطبيب بعد وضع تشخيص معين لما تشتكي منه، إذ تساعد المعلومات التي توفّرها على فهم واستيعاب الحالة الصحية بشكلٍ أفضل. وعلاوةً على ذلك، لا يمكن إنكار أن البحث في محركات البحث يُحضرنا أحياناً لما نحن على وشك مواجهته. فعلى سبيل المثال، عندما يتم تشخيص حيوانك الأليف بالسرطان، توفّر لك محركات البحث معلومات حول العلاجات التي يتم تقديمها بشكلٍ شائع، ومعدلات البقاء على قيد الحياة، الأمر الذي يجعلك متأهباً بشكلٍ أفضل لتلقي أي أخبار سيئة عندما تسمعها من الطبيب، كما يُعرّفك ذلك على الأسئلة التي يجب عليك طرحها بينما يخطط طبيبك للخطوة التالية.

تساعد محركات البحث من ناحية أخرى وهي وضع جميع الاحتمالات في الأفق، ما قد يجعلك على دراية ببعض الجوانب التي ربما لم يتم ذكرها مع مقدم الرعاية الصحية، الأمر الذي بدوره يُسلّط الضوء وينير بعض الجوانب المظلمة للحالة الصحية التي تواجهك.

عندما تلاحظ أنك بدأت تتورط في البحث عن الأعراض على جوجل، توقف واسأل نفسك عن سبب قيامك بذلك، ففي معظم الأوقات نلجأ إلى محركات البحث لأننا نبحث عن شيء من اليقين، أو للنظر في القيم المرجعية لنتائج الفحوص المخبرية ونريد أن نعرف ما تعنيه، أو نشعر بالقلق من احتمال تعرضنا لإصابة معينة ونريد أن نعرف الإجابة على وجه اليقين، وتذكر دائماً أن تعتمد على محركات البحث للنظر في المعلومات وليس البحث عن إجابات.