ما الدروس التي تعلمها بيل غيتس من وارن بافيت لاستثمار أوقات الفراغ؟

ما الدروس التي تعلمها بيل غيتس من وارن بافيت لاستثمار أوقات الفراغ؟
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تصميم: مهدي أفشكو.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

32 عاماً مرت تقريباً على اليوم الذي التقى فيه بيل غيتس، وارن بافيت، تعلم غيتس خلالها بعضاً من أهم الدروس على الإطلاق، وكتب غيتس يوماً إن “أهم درس تعلمه خلال تلك السنوات من بافيت هو النصيحة التي ستدفعك إلى النجاح في حياتك المهنية واليومية، ومثل العديد من الدروس كلما تعلمتها مبكراً كان أفضل”. وعندما تتعلم الشخصيات الأنجح على سطح الأرض من بعضها بعضاً، علينا أن نصغي السمع جيداً. فما الذي تعلمه غيتس من بافيت وساعده على استثمار أوقات فراغه جيداً ودفعه نحو المزيد من النجاح؟

ماذا تعلَّم بيل غيتس من وارن بافيت لاستثمار وقته على النحو الأفضل؟

بيل غيتس مؤسس شركة مايكروسوفت، إحدى أكبر شركات البرمجيات في العالم، وأحد أثرى أثرياء العالم لديه ما يتعلمه من وارن بافيت رجل الأعمال والمستثمر ورئيس مجلس إدارة شركة بيركشير هاثاواي. فما الدروس التي تعلمها غيتس من بافيت؟

اقرأ أيضاً: كيف تستفيد وتستمتع بقراءة الكتب على طريقة بيل غيتس؟

تقدير قيمة الوقت سواء في العمل أو وقت الفراغ

ليس من الضروري حتى تكون ناجحاً أن تستثمر كل دقيقة من نهارك في القيام بما هو مفيد لعملك، بل عليك أن تُقدّر قيمة وقتك وحياتك وأن تعلم أن الوقت الذي يمضي لا يعود. وقد تعلَّم غيتس هذا الدرس بالطريقة الصعبة؛ حيث قال في إحدى المقابلات الصحفية إنه كان مشغولاً جداً بعمله، وكان يضع جدول أعمال مزدحماً جداً ظناً منه أنها الطريقة الأكثر فاعلية لاستثمار وقته، بل كان يرسل الأوامر والطلبات للموظفين في الساعة الثانية صباحاً، ثم تغير كل شيء عندما ألقى نظرة على يوميات وارن بافيت، حيث أدرك أن لبافيت أياماً لا يفعل فيها شيئاً يُذكر وتكاد تخلو من أي عمل.

وفي أحد خطاباته التي ألقاها على طلاب جامعة أريزونا، قال غيتس: “عندما كنت في عمركم، لم أكن أؤمن بالإجازات ولا بعطلات نهاية الأسبوع، ولم أؤمن بأن الأشخاص الذين عملت معهم يجب أن يفعلوا ذلك أيضاً. لكن، عليكم ألّا تنتظروا كل هذا الوقت لتتعلموا هذا الدرس، بل خذوا وقتكم لتعزيز علاقاتكم، والاحتفال بنجاحاتكم، والتعافي من خسائركم. خذوا قسطاً من الراحة عندما تحتاجون إلى ذلك، وتعاملوا بلطف مع الأشخاص من حولكم عندما يحتاجون إلى هذا الوقت أيضاً”.

اقرأ أيضاً: ما العادات اليومية التي ينبغي عليك التخلي عنها بعد سن الأربعين؟

لقد تعلم غيتس من بافيت أن العمل يجب أن يكون بذكاء أكثر وليس بجهد أكبر؛ فملء كل دقيقة من جدول المهام اليومية ليس دليلاً على الجدية. يقول غيتس: “بغض النظر عن مقدار المال الذي تملكه، لا يمكنك شراء المزيد من الوقت”، وما من أحد أفضل من بافيت يفهم هذا الكلام. إذ وعلى الرغم من أنه يبذل جهداً ليكون متاحاً لمستشاريه المقربين وليجد الوقت للرد شخصياً على المكالمات الهاتفية، فإنه يعرف جيداً قيمة وقته العالية، ولا يضيعه في اجتماعات غير مجدية، بل يعطي الأولوية لوقته ويقضيه في الطرق التي تهمه أكثر”.

قضاء الوقت مع الأصدقاء: لكن أيّ أصدقاء؟

بالنسبة لبافيت، فإن الأصدقاء ليسوا مجرد أشخاص نحبهم ونقضي معهم أوقاتاً جميلة وممتعة ثم نعود إلى المنزل، بل هم أكثر من ذلك بكثير. يقول غيتس “من بين كل الأشياء التي تعلمتُها من بافيت، قد يكون الشيء الأكثر أهمية الذي سيدفعك إلى النجاح في الحياة المهنية واليومية هو ماهية الصداقة”. فكما قال وارن قبل بضع سنوات عندما تحدثنا مع بعض طلاب الجامعات: “سوف تنجذب إلى الأشخاص الذين تحب عشرتهم، لذلك من المهم أن تختار أشخاصاً أفضل منك”. وقد حرص بافيت على تقديم هذه النصيحة في كل مرة يتحدث فيها إلى طلاب الجامعات، ما يدل على أن نصيحته هذه هي نصيحة يعتقد بافيت أنها تؤسس فعلاً لحياة ناجحة. فما الذي يعنيه في قوله “اقضِ وقتك مع أشخاص أفضل منك”؟

يقول: “عندما تختار الأصدقاء، اختر أولئك الذين يتصرفون على نحو أفضل منك، وسوف تنجرف في هذا الاتجاه. انظر إلى الأشخاص الذين تحب معاشرتهم، ما الصفات التي لديهم والتي يمكنك الحصول عليها؟ وانظر إلى الأشخاص الذين لا تحب معاشرتهم، ما الصفات التي يمتلكونها؟ هل تستطيع التخلص من تلك الصفات؟ الأمر ليس معقداً”.

اقرأ أيضاً: كيف أنار توماس إديسون عالمنا باختراعه أول نظام إضاءة كهربائي؟

إذاً، قد يصبح وقت الفراغ الذي تقضيه مع الأصدقاء وقتاً مثمراً جداً، فمن وجهة نظر بافيت، إن “قضاء الوقت مع أشخاص أفضل منك يعني العثور على أشخاص تحبهم وتحترمهم سواء من أقرانك أو أصدقائك أو زملائك أو زملاء العمل أو القادة، أولئك الذين تستطيع أن تنظر إليهم كنماذج يحتذى بها”.

ينظر بافيت إلى الأصدقاء بمثابة أبطال خارقين، إذ يعتقد أنه من المهم جداً أن يحسن الشخص اختيار أبطاله، لأنه سينجذب نحو سلوكهم ويقلدهم، وقد يدفعونه إلى تحقيق المعجزات. يقول غيتس: “سيحدد أصدقاؤك ماهيتك في الحياة. لذلك، احصل على أصدقاء جيدين واحتفظ بهم لبقية حياتك، واحرص على أن يكونوا أشخاصاً تحترمهم وتعجب بهم بقدر ما تحبهم”.

من الأمور الروتينية التي يمكن أن نتعلمها من وارن بافيت بالإضافة إلى خلق التوازن ما بين العمل والحياة؛ أولاً: القراءة سواء قراءة الكتب والمجلات والتقارير والبيانات المالية التي تخصُّ العمل أو قراءة المجلات والروايات، فكلما قرأت أكثر كنت أكثر اطلاعاً، وثانياً: ممارسة التمارين الرياضية حتى لو لم تكن تحبها، أمّا ثالثاً، فهو الاقتصاد وعدم الإسراف والتبذير والإكثار من الأعمال الخيرية.