يفرز الشخص كل دقيقة حوالي 1 أو 2 ميكروليتر من الدموع (الليتر مليون ميكروليتر)، والدموع عبارة عن مزيج من الماء والمخاط والدهون تفرزه خلايا وغدد مختلفة حول العين. وتقوم الدموع بوظيفة الحفاظ على ترطيب وتزييت سطح العين. فعندما ترمش العينان، يعمل الجفنان عمل مساحات الزجاج الأمامي للسيارة دافعيَن تلك الدموع إلى حفرتين صغيرتين جداً في الزاوية الداخلية لكل عين تسميان "النقطتين الدمعيتين"، وتصب هاتان النقطتان في الكيسين الدمعيين الموجودين بين العينين. وعندما ترمش العينان تضغطان على هذين الكيسين مما يؤدي إلى تصريف السائل عبر القناة الأنفية الدمعية ومنها إلى الأنف والحلق. ويعمل هذا النظام على مدار اليوم، وإن كنت لن تلاحظ ذلك أبداً.
يزداد إفراز الدموع إذا تعرضت إلى ما يهيّج عينيك أو شعرت بالانفعال الشديد أو الحزن، إذ تقوم الغدة الدمعية، الموجودة على السطح الخارجي العلوي للعين، بإفراز السائل الدمعي بغزارة حتى تمتلئ العينان وتفيضان (وهذا يخفف نسبة الزيوت والمخاط. أي أن الدموع الغزيرة، وعلى عكس المتوقع، لا ترطّب العينين بالفعل).
ويمكن لكل عين أن تحبس حوالي 7 ميكروليتر من الدموع، كما تقول بيني آسبل - طبيبة العيون في مركز ماونت سيناي الطبي في مدينة نيويورك. وعندما يتم تجاوز هذه العتبة، تفيض الدموع من العينين وتسيل على الخدين. كما أن زيادة كمية الدموع قد تفيض عن استيعاب القناة الأنفية الدمعية فتختلط بمخاط الأنف وتجعله يسيل.
نشر هذا المقال في عدد مايو/ يونيو 2017 من مجلة بوبيولار ساينس.