يعاني الأطفال الخدج من ولادة مبكرة تحصل ضمن أقل من 37 أسبوعاً من فترة الحمل. يولد الرضّع الذين يعانون من نقص الوزن عند الولادة بوزن يقل عن 2.5 كغم بغض النظر عن فترة الحمل، ويولد ما يقدر بنحو 15 مليون طفل قبل الأوان، وأكثر من 20 مليون طفل يعانون من نقص الوزن عند الولادة كل عام.
الولادة المبكرة وانخفاض الوزن: سببان رئيسيان للوفاة بين الأطفال حديثي الولادة
ولا تزال كل من الولادة المبكرة وحالة نقص الوزن عند الولادة السببين الرئيسيين للوفاة بين الأطفال حديثي الولادة والأطفال دون سن الخامسة. يواجه الأطفال الخدج والرضّع منخفضو الوزن خطراً أكبر للإصابة بإعاقات في النمو بما في ذلك الشلل الدماغي واعتلال الشبكية. قد تستمر عواقب الخداج ونقص الوزن عند الولادة حتى مرحلة البلوغ، ما يزيد من خطر الإصابة بحالات مزمنة عند البالغين مثل السمنة والسكري.
وعلى الرغم من حجم القضية وإلحاحها، فإن الولادة المبكرة لا تزال واحدة من أكثر القضايا الإنسانية التي تعاني من نقص في الدعم والخدمات على مستوى العالم، وقد حققت الوقاية من الوفيات الناجمة عن الولادة المبكرة أبطأ تقدم على مرّ العقود مقارنة بالتقدم المحرز في أمراض أخرى مثل الملاريا.
ووفقاً لأحدث التقديرات، تعد الولادة المبكرة سبباً رئيسياً لوفيات الأطفال دون سن الخامسة، إذ تودي بحياة ما يقارب مليون شخص كل عام، مع زيادة ملحوظة في معدل الولادة المبكرة في العديد من البلدان.
ترتبط الأسباب العالمية الرئيسية للوفاة بحسب العدد الإجمالي للوفيات بثلاث فئات رئيسية: أمراض القلب والأوعية الدموية، والجهاز التنفسي، وحديثي الولادة، والتي تشمل الاختناق والصدمة عند الولادة، وتعفّن الدم والالتهابات الخاصة بحديثي الولادة، ومضاعفات الولادة المبكرة الأخرى.
تحت شعار "حضن الوالدين: علاج قوي": فعاليات في اليوم العالمي للولادات المبكرة 2022
تحتفل منظمة الصحة العالمية باليوم العالمي للولادات المبكرة في 17 نوفمبر من كل عام، ما يعزز الوعي حول الولادة المبكرة. ويحتفل الأفراد والمنظمات من أكثر من 100 دولة بهذا اليوم من خلال تنظيم فعاليات خاصة والالتزام بالمساعدة في معالجة الولادة المبكرة، وتحسين وضع الأطفال الخدج وأسرهم، وتحديداً أمهاتهم.
يأتي اليوم العالمي للولادات المبكرة 2022 تحت شعار "حضن الوالدين: علاج قوي"، وذلك بهدف الترويج لفكرة ملامسة الجلد للجلد منذ لحظة الولادة. إن الاتصال الجلدي بين الأطفال والوالدين بعد الولادة هو شكل من أشكال الرعاية الصحية القائمة على الأدلة. يمكن أن يؤدي الاحتكاك الجلدي إلى إنقاذ الأرواح وتحسين النتائج الصحية بين الأطفال الخدج. تثبت الأبحاث أن ملامسة الجلد للجلد بين الأطفال وأمهاتهم تحفّز جزءاً معيناً من دماغ المولود الحديث، ما يعود بالعشرات من الفوائد للأطفال وأمهاتهم على حد سواء.
اقرأ أيضاً: «أيلا بشير» أول طفلة تتلقى علاجاً لمرضها الوراثي وهي في رحم أمها
مؤسسة ليو وميا الإنسانية
تكرّس مؤسسة ليو وميا جهودها لقضية الأطفال الخدج وأمهاتهم، إذ تهدف إلى تطوير نظام بيئي يمكّن الأمهات والآباء من متابعة أدوارهم كمقدمي رعاية، كما تسعى المؤسسة إلى حثّ المجتمعات على تطوير فهم أكثر تعمقاً للولادة المبكرة والأمهات الحوامل ومقدمي الرعاية، وتوفير الرعاية اللازمة للرضّع.
على مرّ السنين، قمنا بإشراك الأمهات والآباء بهدف ضمان الرعاية الصحية المناسبة لحديثي الولادة، وتمكينهم من خلال الأدوات والتعليم والتوعية حول الرعاية المختصة بحديثي الولادة الخدج وأسرهم.
يهدف التدريب والإشراف الداعم الذي تقوم به مؤسسة ليو وميا إلى تطوير مهارات وكفاءات العاملين في مجال الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية، وتسهيل الرعاية الفعّالة من حيث التكلفة للأطفال الخدج.
ترتكز رؤية المؤسسة على الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة، والذي يهدف إلى ضمان حياة صحية وتعزيز الرفاهية للجميع في كل الأعمار، بما في ذلك وضع حد للوفيات التي يمكن الوقاية منها بين حديثي الولادة والأطفال دون سن 5 سنوات بحلول عام 2030.
ومع التركيز على التدخلات المبكرة، تقوم المؤسسة بتطوير سلسلة متتابعة من الرعاية للأطفال الخدج في أول 1,000 يوم من حياتهم. نحتفل بمعجزة الحياة كل يوم، ونشرك المجتمعات في تغيير النظرة العامة تجاه الولادات المبكرة وتطوير فهم أفضل وتشجيع التعاطف.