تمتلك الشركات كثيراً من معلوماتك الشخصية، فكيف يمكنك تنزيلها وحذفها على الإنترنت؟

4 دقائق
تخيل أن يظهر على تلك الشاشة استعراض لا نهائي لمواقع مراكز خصوصية الإنترنت.

في 24 أكتوبر، ألقى تيم كوك (الرئيس التنفيذي لشركة آبل) خطاباً يوضح فيه الحاجة إلى إصلاح الخصوصية الرقمية، خاصة في الولايات المتحدة التي لا يتمتع ساكنوها بالحماية القانونية كما يفعل مواطنو الاتحاد الأوروبي بموجب النظام الأوروبي لحماية البيانات العامة GDPR.

وأحد الحقوق الرئيسية التي دافع عنها كوك كان قدرة الأشخاص على الوصول إلى هذه المعلومات الشخصية -التي تستخدمها العديد من الشركات (من شبكات التواصل الاجتماعي إلى وسطاء البيانات)- أو تنزيلها، أو تصحيحها، أو حتى حذفها.

وفي الواقع، تتيح العديد من المواقع للمستخدمين رؤية معلوماتهم الشخصية وتنزيلها، ولكن تعقُّبها بالكامل يتطلب الكثير من الصبر، بالإضافة إلى اتصال سريع بالإنترنت، ومساحة خالية من القرص الصلب تقدَّر بعدة جيجابايتات.

وإليك فيما يلي عدداً من الروابط التي تمكِّنك من تنزيل معلوماتك من عدد من أكبر جامعي المعلومات الشخصية، وقد تتفاجأ بكمِّ المعلومات التي في حوزتهم!

فيسبوك

عندما يتعلق الأمر بجمع المعلومات حول المستخدمين، فمن الصعب العثور عمَّن يقوم بذلك بصورة أشمل من فيسبوك، ففي الواقع هناك الكثير من البيانات حول كل مستخدم لديها، حيث تقوم الشركة بتقسيم التنزيلات إلى أقسام وسجلات لتجعل عرضها عملية أكثر قابلية للإدارة.

وإذا اتبعتَ هذا الرابط فستجد روابط إلى سجلات الأنشطة التي تجمع أنواعاً مختلفة من نشاطات فيسبوك في مسار واحد، ولذلك إن كنت ترغب في الاطلاع على جميع تحديثات الحالة التي قمت بإنشائها سابقاً، يمكنك فعل ذلك من هنا.

وإن كنت ترغب في تنزيل أرشيف لكل شيء قمت به على فيسبوك، يمكنك فعل ذلك من هنا، ولكن حجم الملف سيكون كبيراً، قد يبلغ عدة جيجابايتات.

وعندما تبحث في إعدادات فيسبوك على هذه الصفحة، يمكنك الانتقال إلى الأسفل لترى أشياء قد تفاجئك؛ فعلى سبيل المثال، تعتقد فيسبوك أنني أعيش مرحلة "الحياة الراشدة المستقرة" من عمري، أياً كان ما يعنيه ذلك. إذا نقرتَ على هذا الرابط فستظهر لك خريطة بالأماكن التي سبق لك أن زرتها. وهذا غريب!

آبل

أخيراً -وخلال الأسبوع الرابع من شهر أكتوبر الماضي- منحت شركة آبل مستخدميها في الولايات المتحدة إمكانية تنزيل بياناتهم الشخصية، وهو أمر منطقي في ضوء خطاب الخصوصية الهام الذي ألقاه رئيسها التنفيذي. وآبل هي شركة متخصصة في مجال الإلكترونيات والتجهيزات الحاسوبية في المقام الأول، ولذلك فهي لا تعتمد بشكل كبير على جمع بيانات المستخدمين لجني الأموال. ونتيجة لذلك، قد تجد بياناتك على آبل مملة بشكل يبعث على السرور.

وإن أردت التحقق من ذلك، فتوجَّه إلى صفحة "البيانات والخصوصية" وقم بتسجيل الدخول. وأثناء وجودك هناك، يمكنك أيضاً التحقق من بعض إعدادات الخصوصية والتأكد من أن كل شيء يجري بشكل مريح بالنسبة لك.

جوجل

حتى لا تتفوق عليها آبل، قامت جوجل خلال الأسبوع الرابع من شهر أكتوبر أيضاً بتجديد الطريقة التي يمكن للمستخدمين وفقاً لها التعامل مع بياناتهم الشخصية، وتنزيلها.

وإذا توجهت إلى الصفحة "نشاطاتي"، فسترى سجلاً جارياً يضم كل شيء قمت به باستخدام منتجات جوجل. وقد يكون الكم الهائل من المدخلات في هذه الصفحة ملفتاً للنظر، فمن المحتمل أنه يضم كل عملية بحث طلبتها، وكافة الأوقات التي استخدمت فيها جوجل مابس، وجميع مقاطع يوتيوب التي شاهدتها، ووظائف المنزل الذكي التي نفَّذتها من خلال التطبيق أو عبر مكبر الصوت الخاص بمساعد جوجل الذكي (جوجل أسيستانت)، كما يمكنك الاستماع إلى الطلبات الصوتية التي وجهتها إلى جوجل أسيستانت الخاص بك.

وإذا أردت أن تحذف نشاطاتك من هذا النوع، يمكنك القيام بذلك عن طريق التوجه إلى هذه الصفحة وتحديد التواريخ التي تريد الحذف فيها، أو الاختيار حسب الخدمة. وبالتالي إذا أردت التخلص من سجلك الخاص على يوتيوب بعد أن شاهدت -على نحو يدعو إلى الريبة- عدداً كبيراً من مقاطع الفيديو، فبإمكانك أن تفعل ذلك.

وقبل أن تفكر في ترتيب حسابك على جوجل وأناقته، ربما يجدر بك التفكير في إجراء أحد اختبارات التحقق من الخصوصية، الذي سيُطلعك على إعداداتك ويعرض لك ما الذي تجمعه الخدمات بالضبط.

أمازون

من السهل مشاهدة معظم المعلومات المتعلقة بحسابك على أمازون من خلال القوائم الاعتيادية على الموقع، أو من خلال التطبيق، ولكنك قد تجهل أن أمازون يحتفظ بالتسجيلات الصوتية لطلباتك التي توجهها إلى أليكسا ويربطها بحسابك. ويمكنك العثور على هذه التسجيلات بالتوجه إلى صفحة الأجهزة، والنقر على المربع الموجود تحت العبارة "إجراءات Actions".

سناب شات

إن كنت لا تزال تستخدم سناب شات (أو توقفت عن استخدامه ولكنك ترغب في معرفة المعلومات التي تمتلكها الشركة عنك)، يمكنك إذن التوجه إلى هذه الصفحة وترسل طلباً. سيستغرق الأمر بعض الوقت ريثما تقوم الشركة "بإعداد" بياناتك في ملف مضغوط (عادة ما يصل إلى عدة ساعات)، ثم تحصل بعد ذلك على رابط يمكِّنك من تنزيل الملف. وفي حال كنت ترغب في الاطلاع دون الحاجة إلى تنزيل الملف، فاعلم أنه توجد على هذه الصفحة بعضُ البيانات الشخصية، مثل السجل الخاص بجهازك.

تويتر

لكي تحصل على أرشيفك الخاص على تويتر، توجه إلى صفحة إعدادات الحساب ثم انتقل إلى القسم "نزِّل بياناتك". وكما هو الحال مع سناب شات، سيقوم تويتر بتجميع معلوماتك ضمن ملف مضغوط ثم يرسل لك رابطاً للتنزيل، وسيتعين عليك امتلاك عنوان بريد إلكتروني مؤكد إذا أردت المضيَّ في هذه العملية.

مايكروسوفت

حتى إذا كنت تستخدم أجهزة الماك في غالب الأحيان، قد لا يزال لدى مايكروسوفت بعض المعلومات عنك إذا استخدمت أياً من خدماتها مثل إكس بوكس، أو سكايب، أو ذلك الحساب القديم على هوت ميل الذي نسيتَه ربما. يمكنك التوجه إلى مركز مايكروسوفت للخصوصية، حيث يمكنك تسجيل الدخول وتنزيل تقرير تراكمي يضم جميع بياناتك الشخصية. وإن كنت تستخدم حاسوباً يعمل بنظام التشغيل ويندوز، فتوقع أن تجد مجموعة من المعلومات في هذا المركز.

كما أن المركز يوجهك إلى صفحة إعدادات الخصوصية السابقة عبر مجموعة من التطبيقات الخاصة بنظام مايكروسوفت.

وسطاء البيانات

في حين يبدو تعقُّب معلوماتك على مواقع محدَّدة -سواء كانت للأغراض التقنية أو التواصل الاجتماعي- أمراً بسيطاً نسبياً في هذه المرحلة، فإن العثور على المعلومات الغامضة التي يتم تتبُّعها وجمعها واستقراؤها من قِبل شركات جمع البيانات، هو أمرٌ يصعب تحديده كثيراً.

فشركة أكسيوم -على سبيل المثال- هي شركة ضخمة تعمل في مجال "البيانات التسويقية"؛ حيث تقوم بتحصيل المعلومات المتعلقة بالناس على الإنترنت وتكوِّن ملفات تعريفية عن شخصياتهم، بحيث يمكن للمسوقين أن يستخدموها في الدعايات الموجَّهة. وإن كنت ترغب في رؤية البيانات التي تجمعها عنك، يمكنك إنشاء حساب على موقعها الإلكتروني هذا. وبالطبع يتعين عليك أن تزودهم بمعلوماتك الشخصية إذا أردت الاطلاع على المعلومات الشخصية التي يمتلكونها عنك.

كما يمكنك إلغاء الاشتراك في تجارب جمع البيانات الخاصة بأكسيوم، مما سيمنعها من تتبُّعك بشكل أكبر، ولكن ذلك لن يمحو المعلومات التي في حوزتها أساساً. ولكن أكسيوم ليست سوى شركة واحدة من بين العديد من الشركات، فشركة "مذربورد" مثلاً لديها قائمة ضخمة من وسطاء البيانات وروابط تشعبية تساعدك على الخروج من قائمة المستخدمين الذين يتم تتبعهم. إنه مورد عظيم، ولكن من المرجح أن يستغرق الأمر منك بضع ساعات حتى تتمكن من النقر على كافة الروابط.

حتى أن بعض الوكالات الكبرى تجعلك ترسل لها نسخة من بطاقتك الشخصية (بطاقة التعريف التي تحمل صورتك) لكي تثبت هويتك؛ نظراً إلى الطبيعة الحساسة للبيانات. وتتمثل الفائدة الكبرى من كل هذه البيانات في مراقبة إعدادات الخصوصية التي تخصُّك عندما تستخدم التطبيقات والمواقع المختلفة.

ولا يزال الأمر بمنزلة متاهة من الأذونات واتفاقيات الخصوصية، ولكنه في الواقع بات أكثر سهولة الآن من أي وقت مضى بفضل إصلاحات مثل GDPR. ولذلك أنصحك -في الختام- بتوخي الحذر.

المحتوى محمي