للبقاء في المقدمة، تحاول جوجل دائماً تحسين محرك البحث الخاص بها، سواء من حيث كيفية تقديمها للمعلومات التي لديها للباحثين وكيفية العثور على هذه المعلومات في المقام الأول. إذا لم تتمكّن الشركة من توفير الأجوبة التي يحاول المستخدمون إيجادها، فلن يستمر هؤلاء باستخدام جوجل للبحث عن المعلومات. صرّحت الشركة في آخر جولة من التعديلات التي قامت بها (والتي تدعى تحديث المحتوى المفيد) بأنها تحاول "إظهار المزيد من المحتوى الذي ألّفه الأشخاص لمصلحة الأشخاص" في نتائج البحث من خلال استهداف المواقع التي تحاول تطبيق نظرية الألعاب على صفحات نتائجها، والتي تتضمن المحتوى منخفض الجودة والمولّد خوارزمياً.
فكّر بأمور مثل صناديق الإجابات السريعة التي تراها بشكل متزايد أعلى نتائج البحث (والتي تدعى رسمياً المقتطفات البارزة) وجهود شركة جوجل العام الماضي التي تم استخدام الذكاء الاصطناعي فيها لتوفير مقترحات البحث الأكثر شمولاً والخاصة بمواضيع البحث المعقّدة، ومخططات المعارف التي توفّر معلومات مثل أعياد ميلاد المشاهير وأطوار القمر والحقائق الأخرى عند البحث عنها.
في الماضي، تمت إزالة المواقع الشهيرة من نتائج البحث الأولى بسبب التحديثات التي أجرتها الشركة على خوارزميات البحث الخاصة بها.
تحسين عملية البحث
على الرغم من أن هذه العملية ليست سيئة بطبيعتها، فإن بعض المواقع يمكن أن تبالغ بتطبيقها من خلال تطبيق نظرية الألعاب على صفحات النتائج الخاصة بجوجل. في أكثر أشكالها اعتدالاً، تنطوي عملية تحسين محرّك البحث على اتخاذ خطوات منطقية تضمن أن يفهم موقع جوجل المحتوى الذي يتم نشره ويتمكّن من الوصول إليه، وأن يتم تحميل المحتوى بسرعة وبطريقة تجعله قابلاً للقراءة بالنسبة للجميع.
عندما يتعلق الأمر بالمقالات الإفرادية، فمن الأفضل في الحالة المثالية أن يسعى المؤلفون للإجابة عن أسئلة معينة، وأن يقوموا بتوفير الإجابة في المقالات. سواء كنت تقرأ المقال باستخدام الحاسوب أو الهاتف الذكي، يجب أن يكون منسّقاً بشكل جيد وأن يتم تحميله بسرعة. وهو ما يقدّم الإفادة لكتّاب المحتوى والقارئ على حد سواء.
حركة البيانات على الإنترنت (أي كمية البيانات التي يرسلها ويستقبلها زوّار موقع ما، وهي تزيد بزيادة عدد زوّار الموقع) تدر الأرباح. إذا تمكّنت من جعل المستخدمين يزورون موقعك ويشاهدون الإعلانات، فستحصل على المال. كلما ارتفعت مرتبة موقعك في تصنيفات جوجل في المتوسط، ستزيد حركة البيانات فيه، وستزيد بالتالي كمية المال الذي ستحصل عليه. الحوافز التي تدفع بعض المواقع لتطبيق نظرية الألعاب على خوارزميات موقع جوجل واضحة.
اقرأ أيضاً: لماذا لاتزال مواقع الإنترنت تتوقف عن العمل في أسوأ وقت يمكن تصوره
على سبيل المثال، ينتظر الملايين (ومنهم الكثير من الأشخاص في فريق بوبساي) بدء الموسم الثالث من مسلسل تيد لاسو. لم يتم الإعلان عن موعد إصدار الموسم بعد. ولكن إذا بحثت باستخدام عبارة "تاريخ إصدار الموسم الثالث من مسلسل تيد لاسو"، ستجد العديد من المواقع التي تحتوي على عناوين تجعلك تعتقد أنه تم الإعلان عن تاريخ الإصدار. ببساطة، هناك العديد من المواقع المؤتمتة التي تجمّع المحتوى من الويب وتعيد تقديمه بإضافة الإعلانات دون إضافة أي معلومات ذات قيمة. وهذه هي المواقع التي يستهدفها التحديث الأخير الذي أجرته شركة جوجل على خوارزمياتها.
على سبيل المثال، تم إجراء تحديث في وقت مبكّر من عام 2022 يهدف إلى إظهار مراجعات أفضل للمنتجات في نتائج البحث. صُمّم هذا التحديث لتصنيف المراجعات المعمّقة والمدروسة بشكل جيّد والعمليّة والتي كتبها أشخاص ذوو خبرة في استخدام المنتجات بدلاً من الملخّصات.
صرّحت الشركة بأنها ستفعل ذلك من خلال رفع تصنيف المحتوى الأصلي بدلاً من المقالات التي تجمّع المعلومات المتاحة للعوام، وترويج مراجعات الخبراء.
وستستفيد أيضاً من قراءة هذا الدليل إذا رغبت بمعرفة المزيد عن آلية عمل محرك بحث جوجل.