إدمان المواد الإباحية ليس تشخيصاً رسمياً معترفاً به من قبل جمعية الطب النفسي الأميركية، لكن مواجهة رغبة جامحة لا يمكن السيطرة عليها لمشاهدة الإباحية يمكن أن يكون مشكلةً بالنسبة لبعض الناس؛ تماماً مثل أي إدمانٍ سلوكي آخر، لكن نظراً لذلك، لا توجد معايير تشخيصية محددة توجه أخصائيي الصحة النفسية في تشخيصه.
هل هو حقاً إدمان؟
نظراً لأن الناس قد لا يحبّذون الحديث عن ذلك؛ فمن الصعب معرفة عدد الأشخاص الذين يستمتعون بالمواد الإباحية على أساس منتظم، أو عدد الأشخاص الذين يجدون صعوبةً في مقاومتها.
وجد استطلاع أجراه معهد معهد كينزي الأميركي للبحث في الجنس والنوع الاجتماعي والتكاثر، أن 9% من الأشخاص الذين يشاهدون المواد الإباحية حاولوا التوقف، لكن دون جدوى. تم إجراء هذا الاستطلاع في عام 2002. إلا أنه منذ ذلك الحين، أصبح الوصول إلى المواد الإباحية عبر الإنترنت وخدمات البث أسهل بكثير؛ وهذا ما يجعل التوقف عن مشاهدتها أمراً أكثر صعوبةً.
ورغم أن جمعية الطب النفسي الأميركية لا تعتبر سلوك مشاهدة المواد الإباحية باستمرار إدماناً حقيقياً، إلا أن الأبحاث تشير إلى أن الإدمان السلوكي خطير؛ إذ خلصت إحدى الدراسات إلى أن المواد الإباحية على الإنترنت تشترك في تأثيرها على الدماغ بالآليات الأساسية مع إدمان المواد المخدرة أو المسببة للإدمان، وقد أدت مقارنة أدمغة الأشخاص الذين يشاهدون المواد الإباحية بشكل قهري بأدمغة الأشخاص المدمنين على المخدرات أو الكحول إلى نتائج مختلطة.
لكن يقترح باحثون آخرون أنه قد يكون سلوكاً قهرياً أكثر من كونه إدماناً؛ إذ أن هناك فرقاً بسيطاً بين الإكراه والإدمان؛ فالإكراه هو السلوكيات المتكررة بدون دافع عقلاني، لكنها غالباً ما تتم ممارستها لتخفيف القلق، بينما ينطوي الإدمان على عدم القدرة على وقف السلوك، على الرغم من العواقب السلبية، وكلاهما ينطوي على نقصٍ في السيطرة. في كلتا الحالتين، إذا أصبحت مشاهدة المواد الإباحية مشكلة، فهناك طرق لمحاولة استعادة السيطرة.
منظمة الصحة العالمية قد تعترف بـ"إدمان ألعاب الفيديو" قريباً
متى تصبح مشاهدة الأفلام الإباحية مقلقة؟
الإدمان يتعلق بفقدان السيطرة، وإليك بعض الأعراض التي تصبح عادات مشاهدة الأفلام الإباحية مقلقة إذا وُجدت:
- عندما تجد أن مقدار الوقت الذي تقضيه في مشاهدة المواد الإباحية يتزايد باستمرار.
- عندما شعر كما لو أنك بحاجة إلى مشاهدة المواد الإباحية كي ترفع من مزاجك وتحسّن من حالتك النفسية.
- عندما تشعر بالذنب حيال عواقب مشاهدة المواد الإباحية.
- عندما تقضي ساعات طويلة في الاطلاع على المواقع الإباحية على الإنترنت، متجاهلاً المسؤوليات أو النوم.
- عندما تُصر على أن يشاهد شريكك المواد الإباحية أو يمارس التخيلات الإباحية على الرغم من أنه لا يريد ذلك.
- عندما لا تستطيع الاستمتاع بالجنس دون مشاهدة المواد الإباحية أولاً.
- عندما لا تستطيع مقاومة المواد الإباحية على الرغم من أنها تعطّل حياتك.
كيف أتخلص من مشاهدة الأفلام الإباحية؟
قد تكون قادراً على التحكم في مشاهدة المواد الإباحية بنفسك دون اللجوء لمعالج أخصائي، إليك كيف تتخلص من مشاهدة الأفلام الإباحية:
1. تخلص منها واقطع طريقها
احذف المواد الإباحية والإشارات المرجعية للمواقع الإباحية من جميع أجهزتك ومتصفحات الإنترنت الخاصة بك؛ إذ أن صعوبة الوصول إليها، أو تكبّد العناء بغية ذلك، قد يقنعك بالعُدول عن ذلك في نهاية المطاف، أو أن تجدها لا تستحق العناء.
2. افرض بعض القيود
اطلب من شخص آخر تثبيت برامج حجب المواد الإباحية على أجهزتك الإلكترونية دون إعطائك كلمة المرور.
3. ضع خطة مسبقة
اختر نشاطاً آخر أو نشاطَين تستمتع بالقيام بهما دائماً، كي يمكنك اللجوء إليهما عند حدوث تلك الرغبة القوية بمشاهدة المواد الإباحية، ولا تنتظر قدوم الرغبة لتفكر بتلك الأنشطة، بل يجب أن تكون مجهّزةً لديك في وقتٍ سابق. أيضاً، جزء مهم من كسر حلقة العادة هو تحديد نوايا التنفيذ. لذا، يُنصح بأن يكون لديك خطة لما ستفعله عندما تعثر بشكل عشوائي على المواد الإباحية، أو صورة مثيرة تحفزك؛ إذ يمكن أن يكون شيئاً جذرياً؛ مثل إغلاق الكمبيوتر، أو شيئاً بسيطاً؛ مثل إغلاق الموقع أو التطبيق على الفور، وإذا صادفت شيئاً ما على التلفاز، أن تنهض وتغادر.
قد يجعلك القفز من مقعدك على مرأى الأفلام الإباحية تشعر بالسخافة إلى حدٍ ما، ويتعارض مع صورتك عن نفسك على أنها رائعة وعقلانية، ولكنها مجرد طريقة لإزاحة دماغك من اتباع طريق الإدمان الذي أحدثته الإباحية. الخلايا العصبية الخاصة بك، عليك أن تعمل على تنبيه خلاياك العصبية باستمرار، ولا تدع الشعور بالراحة والهدوء يعيق تحسين حياتك.
4. أنّب نفسك
عندما تريد مشاهدة المواد الإباحية، ذكّر نفسك كيف أثرت على حياتك، أو كم من المرات أجلت موعداً مهماً، أو فاتك شيء ما أكثر أهميةً بسببها، ويُفضل أن تكتب ذلك في المذكرات على هاتفك المحمول، أو على ورقة تبقيها في متناول يدك.
5. تخلص منها قبل أن تبدأ
ضع في اعتبارك ما إذا كان هناك أيّة محفزات عادةً ما تولد لديك تلك الرغبة؛ مثل بعض الحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي، وحاول تجنّبها.
6. استفد من مساعدة الشريك
كن شريكاً مع شخص آخر يُسمح له بسؤالك عن عاداتك المتعلقة بمشاهدة المواد الإباحية، واطلب منه ذلك إن لم يفعل، ودعه يحاسبك كلما علم أنك فعلت.
علاج مشاهدة الأفلام الإباحية
إذا اتبعت الأساليب السابقة جميعها، ولم تنجح في جعلك تقلع عن ذلك السلوك، ففكر في رؤية معالج مختص لمناقشة مخاوفك؛ إذ يمكنهم وضع خطة علاج فردية لمساعدتك في العمل من خلالها، فإذا كنت تعتقد أن لديك إكراهاً أو إدماناً على مشاهدة المُباحات، فيجدر بك رؤية أخصائي الصحة النفسية لإجراء تقييم. قد يكون هذا مفيداً بشكل خاص إذا كنت تعاني أيضاً من القلق أو علامات الاكتئاب أو اضطراب الوسواس القهري.
وقد يوصي معالجك بالاستشارة الفردية أو الجماعية أو الأسرية؛ ذلك اعتماداً على كيفية تأثير الإباحية على حياتك، لكن كن حذراً من المعالجين الذين يدّعون أنهم «متخصصون» في تشخيص وعلاج المواد الإباحية؛ فمن الصعب «التخصص» في اضطراب يفتقر إلى تعريف متفق عليه مهنياً أو معايير تشخيصية محددة بشكل موحد.
ستساعدك جلسات الاستشارة على فهم سبب الإكراه في المقام الأول، يمكن أن يساعدك معالجك على تطوير آليات تأقلم فعالة لتغيير علاقتك بالمواد الإباحية، كما يمكنك مناقشة المشكلة مع من يعانون مثلك من الحالة ذاتها تحت إشراف مختص؛ إذ يجد الكثير من الناس القوة في التحدث إلى الآخرين الذين لديهم خبرة مباشرة مع نفس المشكلة.