تصاعد المخاوف من كارثة نووية محتملة في أعقاب انفجار بالقرب من محطة نووية أوكرانية ثانية

3 دقائق
تصاعد المخاوف من كارثة نووية محتملة في أعقاب انفجار بالقرب من محطة نووية أوكرانية ثانية
محطة زابوريجيا للطاقة النووية ومفاعلاتها الستة كما تُرى من الفضاء. وقع هجوم مؤخراً بالقرب من منشأة نووية أخرى: محطة بيفدينوكراينسك النووية. بلانيت لابز بي بي سي

تقع محطة بيفدينوكراينسك النووية على بعد نحو 250 كيلومتراً شرق محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا. بعد منتصف ليل الاثنين بقليل، وقع انفجار بالقرب من محطة بيفدينوكراينسك قالت عنه الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنه ناجم عن قصف صاروخي، بينما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الضربة تمت بواسطة "صاروخ روسي قوي".

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن الانفجار وقع على بُعد نحو 300 متر فقط من "موقع صناعي" تابع لمحطة بيفدينوكراينسك، وقد أدى الانفجار إلى انقطاع ثلاثة خطوط كهربائية مؤقتاً وتحطيم نوافذ الأبنية المجاورة.

في غضون ذلك، لا تزال محطة زابوريجيا للطاقة النووية تتصدر عناوين الصحف، خصوصاً ما يتعلق بحالة ربطها بشبكة الطاقة الكهربائية الخارجية. فيما يلي تحديث موجز لما جرى في محطتي الطاقة وما المخاطر المحتملة لهذا التصعيد.

اقرأ أيضاً: حادث تشيرنوبل: أسوأ كارثة نووية شهدها العالم على الإطلاق

محطة بيفدينوكراينسك النووية

تضم محطة الطاقة هذه 3 مفاعلات نووية تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنها لا تزال تعمل بشكل طبيعي في أعقاب الهجوم والانفجار اللذين وقعا بالقرب منها.

ولكن بطبيعة الحال، فإن الضربة العسكرية التي وقعت بالقرب من المحطة النووية تشكل تهديداً حقيقياً لعدة أسباب. تُدّعم المفاعلات النووية، حيث تحدث التفاعلات النووية وتتولد الحرارة، بقوة كي تستطيع تحمل الصدمات والضغط الكبيرين. ومع ذلك، هناك مخاوف جدية من تضرر الجدار الخرساني لبناء الاحتواء النووي للمفاعل في حال حدوث ضربة مباشرة، كما تقول العالمة النووية التي عملت سابقاً في مختبر لوس ألاموس الوطني، شيريل روفر.

بغض النظر عن قوة أبنية الاحتواء النووية، فإن أي ضرر قد يلحق بها يمكن أن تكون له عواقب وخيمة. تقول روفر في هذا الشأن: «ربما يكون هيكل المفاعل الأساسي- بناء الاحتواء الفولاذي وكل ما بداخله- قوياً وآمناً بما فيه الكفاية. ولكن التوصيلات والأجهزة الإلكترونية التي تتحكم في جميع العمليات التي تتم في المفاعل النووي أكثر حساسية وتعقيداً، ويمكن أن تشكل تهديداً إذا ما تعرضت لأي أضرار».

وتضيف روفر: «لم يتم اختبار معظم هذه الأشياء ضد الضربات الصاروخية، ما يجعل من الصعب التكهن بمدى تأثير الضربات المباشرة عليها».

اقرأ أيضاً: لماذا تحتاج محطات الطاقة النووية إلى الكهرباء لتبقى آمنة؟

وهناك خطر آخر كامن في المنشأة النووية، وهي قضبان الوقود المستهلك التي تُنقل إلى أحواض التبريد بعد انتهاء عملها في المفاعل قبل نقلها في نهاية المطاف إلى مكان آخر لتخزينها بشكلٍ دائم.

تقول روفر: «إذا كان الروس يهدفون لإحداث فوضى إشعاعية، يمكنهم ببساطة استهداف أحواض الوقود المستهلك. لكن لا يبدو أن ذلك هو ما تهدف إليه روسيا. لقد استهدفت الضربات التوصيلات الكهربائية، لذلك يبدو أن الروس يريدون القول للغرب "نريد فقط إخافتكم"».

لكنها لعبة خطرة. إذ يمكن أن يؤدي إخراج التوصيلات الكهربائية عن الخدمة، على سبيل المثال، إلى كارثة كما تقول روفر، نظراً لأن المفاعلات النووية تحتاج إلى الطاقة الكهربائية لتشغيل أنظمة التبريد، وبالتالي فإن انقطاعها قد يؤدي إلى انهيارها.

وتضيف روفر: «من الممكن حدوث أخطاء، وقد يفعل الروس ما هو أسوأ في أي وقت، ربما يفكرون في ضرب أحواض الوقود المستهلك بشكل غير مباشر».

ذكرت صحيفة التايمز أن رئيس شركة الطاقة النووية الأوكرانية "إنرغوآتوم" (Energoatom)، بترو كوتين، قد وصف الهجوم في مقابلة معه بأنه "إرهاب نووي".

محطة زابوريجيا النووية

تم الآن إغلاق المفاعلات الستة لمحطة زابوريجيا النووية بشكل كامل، أي أن المحطة لم تعد تنتج الكهرباء حالياً. ومع ذلك، يجب إمداد المحطة النووية بالطاقة الكهربائية، حتى عند إيقاف مفاعلاتها، لتشغيل أنظمتها.

تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنه بينما كانت تلك المحطة تحصل على الطاقة الكهربائية من خط احتياطي، فقد تم فصل خط الكهرباء هذا عنها مؤخراً. لحسن الحظ، لا يزال إمداد محطة زابوريجيا بالطاقة الكهربائية مستمراً في الوقت الحالي بعد وصلها بخط إمداد مختلف مؤخراً، أي لم يمض وقت طويل بين انقطاع خط الكهرباء السابق وإمدادها بالطاقة عبر خط آخر.

اقرأ أيضاً: بداية التشغيل الآمن لأولى محطات براكة للطاقة النووية السلمية

يقول المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل ماريانو غروسي، في بيان: «لا يزال الوضع في محطة زابوريجيا النووية هشاً وغير مستقر. شهدنا بعض التحسن في إمدادات الطاقة إلى المحطة الأسبوع الماضي، ولكننا علمنا اليوم بحدوث نكسة جديدة في هذا الصدد. تقع المحطة في وسط منطقة حرب، وإمدادها بالطاقة ليس آمناً على الإطلاق».

توافق روفر وتقول: «رسالتي النهائية هي على روسيا التوقف عن قصف المحطات النووية والخروج من أوكرانيا».

المحتوى محمي