مع تفشي فيروس كورونا حول العالم، ومع عمليات الإغلاق التي تسود أغلب دول العالم، وتحول الكثير من المؤسسات والشركات للعمل عبر الإنترنت؛ وجدت العملات الرقمية أرضاً خصبة للنمو والازدهار، ويبدو أن الصين أردت تداول العملات الرقمية مبكراً، ويبدو أن منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك تشاركها نفس الاهتمام والأفكار، وكذلك الولايات المتحدة الأميركية.
أول عملة إلكترونية رسمية
في نهاية شهر أبريل/نيسان المنصرم، أعلنت الصين أنها ستجرب عملتها الرقمية في أربع مدن كبيرة، ثم ستعمم التجربة في جميع أنحاء البلاد. العملة الرقمية ستعتمد رسمياً في الأنظمة النقدية للمدن، ويشمل هذا تلقى بعض موظفي الحكومة، والموظفين العموميين رواتبهم بالعملة الرقمية اعتباراً من مايو/آيار الجاري، ويجعل هذا الصين الدولة الأولى التي تضفي الطابع الرسمي على العملة الرقمية.
وفقاً لوسائل الإعلام الحكومية الصينية؛ فإن عملة الرنمينبي الرقمية الصينية ستسهل في الاندماج في أسواق العملات المتداولة عالمياً مع تقليل مخاطر حدوث اضطراب سياسي، وستهدف العملة الرقمية إلى استبدال النقد جزئياً للتكيف مع الهيمنة المتزايدة للمدفوعات الرقمية في قطاع التجزئة في الصين.
عملة الرنمينبي الرقمية ستربط ربطها بالعملة الوطنية، وهي قيد التطوير منذ عدة سنوات ولكن في أغسطس/آب من العام المنصرم قال البنك المركزي الصيني إنها جاهزة تقريبًا. ومع ذلك في الشهر التالي قال محافظ البنك، يي جانج ، إنه لا يوجد جدول زمني لبدء التداول بها، ثم مع تفشي جائحة كورونا، وزيادة الإقبال على المدفوعات الإلكترونية قررت الصين أن تبدأ تجربة التداول بالعملة الرقمية.
ليبرا عملة الفيسبوك الرقمية
في يونيو/حزيران من العام المنصرم أعلن موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك عن عملة رقمية تسمى ليبرا؛ تستهدف ربط الأشخاص الذين لا يستطيعون الوصول إلى المنصات المصرفية التقليدية، ومن شأنها أن تسمح لمليارات من مستخدمي الفيسبوك بإجراء معاملات مالية في جميع أنحاء العالم، وعلق الخبراء آنذاك أن هذه العملة قد تغير من النظام المصرفي العالمي.
شكك الكثير من الخبراء في نجاح ليبرا؛ لذا أعلن فيسبوك في أبريل/نيسان المنصرم، عن أن ليبرا ستخرج بإصدارات متعددة؛ وستكون مدعومة بعملات الورقية بما في ذلك الدولار الأمريكي واليورو،إضافة إلى ذلك يأمل فيسبوك في العمل مع البنوك المركزية والمؤسسات المالية على مستوى العالم لتوسيع عدد العملات المستقرة ذات العملة الواحدة المتاحة على شبكة ليرا. أي أن ليبرا سيتم ربطها بالعملات الفردية لتصبح العملات امتداداً رقمياً لعملة البلد.
يذكر أن ليبرا فقدت أبرز داعمين لها من كبار مؤسسات المدفوعات العالمية مثل ماستركارد، وفيزا، وباي بال، في أعقاب اتهامات انتهاك الخصوصية التي طالت فيسبوك، لكن ليبرا تحاول وضع قدمها علي الخريطة الرقمية العالمية بمنح المزيد من الضمانات؛ مثل تعزيز الحماية لاحتياطي عملة ليبرا في حالة ضائقة السوق الشديدة، أيضاً سيحتفظ الاحتياطي بأموال نقدية ذات استحقاق قصير الأجل، ومخاطر ائتمانية منخفضة.
أخيراً الدولار الرقمي
في 24 مارس/آذار من العام الجاري، قدم السناتور شيرود براون؛ العضو البارز في اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ الأميركي، قانون يحمل عنوان الخدمات المصرفية للجميع، ويحتوي هذا المشروع على فكرة إنشاء الدولار الرقمي، ومحفظة خاصة به. جاءت هذه الفكرة على إثر أزمة تفشي فيروس كورونا، وأكد السناتور براون أن فكرته مفيدة خلال أزمة كورونا؛ لأنه من خلال العملات الرقمية يمكن للأشخاص الحصول على الإغاثة المرتبطة بأزمة كورونا بسرعة وبتكلفة منخفضة، وأيضاً لن يضطر الناس إلى الاعتماد على صراف الشيكات المكلفة أو الخدمات المالية البديلة الأخرى.
لا تزال فكرة الدولار الرقمي تحت الدراسة في الكونجرس الأمريكي، ودفع المحادثة حولها تفكير البنك المركزي الأميركي في إصدار مثل تلك العملة الرقمية. ويتوقع الخبراء أن مغ تفشي فيروس كورونا بات التفكير في العملات الرقمية أمراً ضرورياً، وتوقع الخبراء أن تكون الدول الأوروبية على قائمة الدول التي ستبدأ في التفكير في إطلاق عملاتها الرقمية.