الجرح المُهمل عرضة للإنتان، والنزيف المُهمل العلاج يجعلنا عرضة لمخاطر صحية متعددة على رأسها صدمة نقص الحجم. وفي الوقت الذي يكون فيه التعامل مع النزيف والجروح سهلاً نسبياً ضمن المستشفيات، يكون ذلك ذا خصوصية أكبر في ظل غياب المساعدة الطبية. فهل أنت على دراية بإجراءات تقديم الإسعافات الأولية الطارئة لنفسك أو لشخصٍ مصابٍ آخر في الدقائق التي تسبق وصول المساعدة الطبية أو في ظل الغياب التام للمساعدة الطبية؟
اقرأ أيضاً: مهارات أساسية في الإسعافات الأولية على الجميع تعلمها
كيفية التعامل مع النزيف دون اللجوء للمساعدة الطبية
ينبغي على الجميع معرفة طرق الإسعافات الأولية الأساسية لتوفير الرعاية الذاتية أو رعاية المصابين الآخرين في حالات الطوارئ، فقد لا نكون محظوظين دائماً بما يكفي لاستدعاء سيارة إسعاف تبعد عنا دقائق قليلة، وخاصةً أن كل ثانية لها أهميتها عندما يتعلق الأمر بالرعاية الطارئة وعلى رأس الحالات المُلحة نذكر "النزيف".
يمكن وصف معرفة كيفية إيقاف النزيف الحاد بأنها منقذة للحياة، ومن الخطوات الأساسية التي تخفف من النزيف نذكر:
- نقل الشخص المصاب إلى سطح آمن ومستوٍ وغير مزدحم.
- الضغط المباشر على الجرح أو ربط قطعة قماش أو شاش أو منشفة بإحكام حول الجرح دون قطع الدورة الدموية بشكلٍ كامل، وإضافة قطعة قماش جديدة كل 10 دقائق حتى يتوقف النزيف. وإذا كان النزيف حاداً ولم يتوقف عند الضغط المباشر فينبغي استخدام عاصبة.
- تُستخدم العاصبة، وهي حزام ضيق يساعد على وقف تدفق الدم ومنع حدوث الصدمة، في حالتين: أولهما عدم توقف النزيف وثانيهما عدم القدرة على الاستمرار بالضغط المباشر، أي تُستخدم في الحالات المهددة للحياة من النزيف مثل حوادث السيارات وسحق الأطراف والجروح العميقة، وتوضع العاصبة فوق مكان الإصابة بعدة سنتيمترات وفوق المفصل. على سبيل المثال إذا كانت الإصابة تحت الركبة أو المرفق عندئذٍ ينبغي وضعها فوق المفصل والقيام بعقدة متينة.
- في حال كان الشخص المصاب ينزف بشدة من ذراعه أو ساقه فينبغي الحفاظ على الطرف في مستوى أعلى من مستوى القلب.
اقرأ أيضاً: دليلك للإسعافات الأولية للحروق بأنواعها
من المهم أن نضع في اعتباراتنا أن العاصبة تُستخدم فقط في حال إصابة الأطراف ولا يمكن استخدامها لإصابات الرأس والعنق، ويُعتمد في تلك الحالات على الاستمرار بالضغط المباشر عوضاً عنها، وينبغي ألّا تُترك العاصبة لأكثر من ساعتين متواصلتين، لهذا من الضروري تدوين الوقت الذي وُضِعت فيه العاصبة حتى يتمكن الشخص من فكها للسماح للدم بالتدفق إلى الطرف وتجنب حدوث أي نقص تروية فيه.
العناية بالجروح بغياب المساعدة الطبية المختصة
تمنع الرعاية المناسبة للجروح الإنتانات وتُسرّع من شفاء الجرح نفسه، وتتلخص الرعاية الجيدة للجرح بما يلي:
- غسل الجرح مباشرة بعد الإصابة بشكلٍ جيد بالماء النظيف والصابون غير الحاوي منتجات كيميائية، وإزالة أي أجسام غريبة أو حطام مرئي من الجرح.
- ممارسة ضعف لطيف على الجرح في حال النزيف، أمّا إذا كان الجرح مترافقاً مع حرق فمن المهم تركه تحت الماء البارد الجاري عدة دقائق أو استخدم قطعة قماش مبللة باردة.
- وضع طبقة رقيقة من مرهم يحتوي على صادات حيوية وتجنب تطبيق الكحول مباشرة على الجرح.
- تغطية الجرح بضمادة نصف نفوذة كي تسمح للجلد والجرح بالتنفس والتعرض للهواء.
- تُكرر هذه الخطوات يومياً صباحاً ومساءً حتى يُشفى الجرح بالكامل.
اقرأ أيضاً: دليلك الشامل لتقديم الإسعافات الأولية في حالات التسمم
إحدى النقاط التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار هي ضرورة أخذ جرعة من لقاح الكزاز وخاصةً إذا ترافق الجرح مع التعرض للتراب أو للصدأ أو لعضة أحد الحيوانات. وعلى الرغم من أن الكزاز إنتان غير شائع، فإن حدوثه مرتبط بالجروح الملتهبة. لهذا السبب من المستحسن أن يتلقّى الأفراد جرعة معززة من لقاح الكزاز وخاصةً إذا مرّت أكثر من خمس سنوات على آخر جرعة منه.