يمكن أن تكون الحروق الناجمة عن قنابل الفوسفور الأبيض قاتلة، حتى وإن كانت مساحة الحرق صغيرة ولا تتجاوز 10% من سطح جسم الإنسان، وغالباً ما ترتبط هذه الإصابات بالبقاء في المستشفى لفترة طويلة. لذا، من المهم معرفة طبيعة هذه القنابل وكيفية إسعاف المصابين بها بأسرع وأفضل شكلٍ ممكن.
اقرأ أيضاً: مهارات أساسية في الإسعافات الأولية على الجميع تعلمها
ما هو الفوسفور الأبيض؟
هو مادة كيميائية مصنوعة من صخور الفوسفات، ويظهر الفوسفور الأبيض في حالته الصلبة بقوام شمعي ورائحة تشبه رائحة الثوم، ومن الممكن أن يكون لونه أبيض أو أصفر أو عديم اللون، ويعد شديد السمية للإنسان، ويمتلك خاصية الاشتعال الذاتي عند درجة حرارة 10-15 درجة مئوية فقط فوق درجة حرارة الغرفة عندما يتفاعل مع الأوكسجين.
يستخدم الفوسفور الأبيض لصنع منتجات مختلفة مثل ما يلي:
- شرائح الكمبيوتر الإلكترونية.
- صناعة السبائك المعدنية.
- تركيب الأسمدة.
- صناعة الطلاء المتوهج في الظلام.
- المنظفات.
- سم الفئران.
- الألعاب النارية.
- الأسلحة العسكرية بما فيها القنابل والمشاعل والدخان المستخدم لغايات استراتيجية.
كيف تعمل قنابل الفوسفور الأبيض؟
تعمل قنابل الفوسفور بأثر ثنائي يعتمد على الانفجار والاشتعال بدرجة حرارة 815 مئوية، ويمكن لقنابل الفوسفور الأبيض أن تنشر هذا الحريق على مساحة تصل إلى عدة مئات من الأمتار المربعة، ويستمر الفوسفور في الاحتراق حتى يختفي بالكامل، وكل ما يحتاج إليه للانفجار هو وجود الأوكسجين في الهواء.
اقرأ أيضاً: ما أفضل الأماكن وأسوؤها للاحتماء بعد انفجار نووي؟
كيف تؤثّر قنابل الفسفور الأبيض في البشر؟
يؤثّر الفوسفور الأبيض الموجود في القنابل الفوسفورية في أعضاء الجسم المختلفة بعدة آليات، من أهمها ما يلي:
- الجلد: يسبب الفوسفور الأبيض حروقاً شديدة الألم، وقد تكون من الدرجة الثانية إلى الدرجة الثالثة، وعادةً ما يكون لون الحرق أصفر وذا رائحة تشبه رائحة الثوم مع استمرار انبعاث دخان من مكان الحرق، وقد تظهر البثور مكان الحرق أو تنشأ حروق نخرية تخترق الجلد وتصل إلى العظم وتحاط بأنسجة متسلّخة.
- النسيج الدهني: يذوب الفوسفور الأبيض بسهولة في الدهون، إذ يُمتص بسرعة عبر الجلد وإلى أنسجة الجسم المختلفة، حيث يمكن أن يسبب أعراضاً خطيرة أخرى.
- الرئتان: يمكن أن يسبب الفوسفور الأبيض إصابة خطيرة والوفاة إذا تم استنشاقه، وتبدأ الأعراض بالتهيج والسعال.
- جهاز الهضم: عند ابتلاع الفوسفور الأبيض بجرعة كافية، ستلاحظ العلامات والأعراض التالية الموزعة على 3 مراحل:
- المرحلة الأولى: تضم اضطراباً في المعدة أو الأمعاء، وقد تظهر أعراضها بين دقائق أو 8 ساعات من التعرض.
- المرحلة الثانية: وتكون هذه الفترة هادئة بالعادة وتستمر نحو 2-3 أيام دون ظهور أعراض ملحوظة.
- المرحلة الثالثة: وفيها تبدأ حالة المريض بالتدهور السريع، مع ظهور أعراض خطيرة في الأمعاء، مثل القيء وتشنجات المعدة والألم الشديد، وستظهر أعراض تلف الكبد أو الكليتين أو القلب أو الأوعية الدموية أو الجهاز العصبي المركزي.
- العينان: يمكن أن يسبب تعرض العين للفوسفور الأبيض أعراضاً مثل ما يلي:
- الاحتراق.
- التهيج الشديد.
- الوخز.
- الحساسية للضوء.
- التخرش.
- التهاب باطن العين.
- خروج إفرازات غير طبيعية من الجفن.
- التهاب داخل كرة العين (مقلة العين).
تؤدي حروق الفوسفور الأبيض المعالجة إلى حدوث ندبات وشد الأنسجة الجلدية والعضلية بشكلٍ دائم، ما يسبب تشوهاً وإعاقة حركية دائمة لدى الشخص الناجي بالإضافة إلى الصدمة النفسية التي تعرض لها.
اقرأ أيضاً: دليلك الشامل لتقديم الإسعافات الأولية في حالات التسمم
الإسعافات الأولية للمصابين المعرضين لقنابل الفوسفور الأبيض
تتضمن الإسعافات الأولية لحروق الفوسفور الأبيض اتخاذ إجراءات تتمثل بما يلي:
- إزالة ملابس المريض.
- غسل مكان الجرح (الحروق) بالماء البارد أو المحلول الملحي بشكلٍ مستمر.
- إزالة قطع الفوسفور الأبيض المرئية بشطفها بالماء البارد ووضعها على الفور في وعاء به ماء بارد لمنعها من الاشتعال.
- في حال إصابة العيون، يجب غسلها بالماء البارد لمدة 15 دقيقة أو أكثر، ثم يجب تغطية العين بكمادات مبللة باردة لمنع جزيئات الفوسفور الأبيض من الاشتعال مرة أخرى.
وتُستخدم مجموعة متنوعة من العلاجات الطبية الأخرى لعلاج الأعراض عند ظهورها، وقد تشمل هذه العلاجات ما يلي:
- إعطاء السوائل الوريدية لعلاج انخفاض ضغط الدم.
- إعطاء البنزوديازيبينات للنوبات.
- حقن غلوكونات الكالسيوم الوريدية لعلاج انخفاض نسبة الكالسيوم في الدم.
- تقويم نظم القلب لاستعادة إيقاعات القلب الطبيعية.
اقرأ أيضاً: دليلك للإسعافات الأولية للحروق بأنواعها
اعتبارات مهمة في أثناء إسعاف ضحايا حروق القنابل الفوسفورية
من المهم الالتزام بالنقاط التالية عند إسعاف الضحايا من القنابل الفوسفورية:
- غسل الحروق بالماء البارد حصراً لتخفيف أي حمض فوسفوريك قد يكون تشكل في موقع الإصابة، إذ يؤدي استخدام الماء الدافئ إلى وصول الفوسفور الأبيض إلى درجة حرارة الاشتعال الذاتي، وقد يسبب الماء الدافئ ذوبان الفوسفور، ما يزيد من صعوبة رؤيته.
- الحذر من تعرض المريض لصدمة ناجمة عن انخفاض حرارة الجسم نتيجة استخدام الماء البارد.
- تقييم انخفاض نسبة السكر في الدم، واضطرابات الشوارد في الجسم وانخفاض مستويات الأوكسجين (نقص الأكسجة).
- توخي الحذر لتجنب نقل التلوث بالفوسفور الأبيض إلى الجلد غير المعرض للإصابة.
- الحرص على عدم تعريض الآخرين للتلوث أو الإصابة عند إزالة جزيئات الفوسفور.
- الانتباه من تعرض المصاب لمصادر تحفز اشتعال الفوسفور مثل اللهب المكشوف والمعدات الكهربائية أو الدخان.
- وضع العناصر الملوثة مثل الملابس أو قطع الفوسفور المُزالة في حاوية قابلة للإغلاق مملوءة بالماء ومُصنفة بوضوح على أنها خطر.
- عند صعوبة رؤية جزيئات الفوسفور الأبيض الملتصقة والحارقة للجسم، يجب استخدام الضوء فوق البنفسجي.
- بعض المراجع الطبية يزعم أن استخدام كبريتات النحاس قد يساعد على رؤية جزيئات الفوسفور لإزالتها، ولكن قد يسبب امتصاص كبريتات النحاس من الجسم ضرراً أكبر وسُميّةً قاتلة.
- تجنّب استخدام أي مراهم دهنية أو زيتية، والتي قد تزيد من امتصاص الفوسفور الأبيض.
- إزالة الضماد من الحروق غير المنظفة بشكلٍ جيد من الفوسفور الأبيض تؤدي إلى تفاعل الفوسفور مع الأوكسجين والاشتعال مجدداً.