ما هو الإسعاف الرياضي وكيف يمكنه تسكين الألم وعلاج الإصابات الرياضية؟

4 دقائق
ما هو الإسعاف الرياضي وكيف يمكنه تسكين الألم وعلاج الإصابات الرياضية؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Nirat.pix

تحدث الإصابات ليس فقط في الحوادث بل أيضاً أثناء ممارسة الرياضات بمختلف أنواعها. وعلى الرغم من إمكانية الحد من فرص التعرّض للإصابات وشدتها باتباع استراتيجيات وقائية أثناء ممارسة الرياضة، فإن حركة واحدة خاطئة كافية للقضاء على المسيرة المهنية لأيٍّ من نجوم الرياضة. عندما يحدث هذا، فإن الإسعاف الرياضي المناسب يمكنه أن يحمي من أضرار الإصابات الدائمة، أضف إلى ذلك إمكانية تسكين الألم لمتابعة اللعب. فما هو الإسعاف الرياضي؟

الإسعاف الرياضي

اليوم، أصبح الفريق المكون من مسعفين مؤهلين ومدربين على استخدام معدات ومواد الإسعاف جزءاً لا يتجزأ من إدارة أي نادٍ أو فريق، كما تتوفر لوائح قانونية فيما يتعلق بتوفير الإسعافات الأولية والمسعفين المدربين في الملاعب والأحداث المهنية وحيث تجتمع الحشود، إذ تدرك الهيئات الرياضية أهمية توفير الإسعافات الأولية في:

  • تقليل الآثار الطويلة الأجل للإصابة.
  • تسكين الألم أو الانزعاج.
  • إنقاذ الأرواح من الموت.

وبالتالي، فإن الاستخدام غير الدقيق أو الصحيح للإسعافات الأولية قد يعرّض المُسعف للمقاضاة، لذا من المهم أن يتم تدريب المُسعف على الإسعافات الأولية إلى مستوى يمكّنه من تقديم العلاج المناسب لمجموعة واسعة من الحوادث الرياضية.

اقرأ أيضاً: ما أكثر الإصابات شيوعاً عند لاعبي كرة القدم؟

أنواع الإسعافات الأولية الرياضية

يقسم الإسعاف الرياضي إلى قسمين:

الإسعافات الأولية الوقائية في الرياضة

هي استراتيجية ضمان الحضور الدائم بالمواد والخبرات في بيئة التدريب، كإجراء وقائي، ويمكن تصنيفها ضمن نوعين:

  • الوقاية الفورية: وتتضمن فحص معدات التدريب قبل الاستخدام، والبيئة التي سيتم التدرب فيها، وتحديد أي ضرر أو خطأ بها لمعالجته قبل الاستخدام الفوري.
  • الوقاية طويلة الأجل: تقييم أكثر دقة وشمولاً للمعدات والأجهزة قبل استخدامها بوقت طويل، كما تأخذ بعين الاعتبار العدد المطلوب من المتدربين ومؤهلاتهم وخبراتهم وفقاً لاحتياجات الجهاز أو الحدث الرياضي.

الإسعافات الأولية العلاجية للإصابات في الرياضة

هي إسعافات تغطي الإصابات الرياضية الطفيفة والأكثر خطورة مثل الالتواءات وارتجاج الدماغ والسكتات القلبية أو غيرها من الإصابات التي قد يتعرض لها أحد أعضاء الجهاز الرياضي، بحيث يكون المسعف قادراً على تقديم العلاج المناسب الذي يحمي من الإصابات الدائمة ضمن نطاق وقت محدود. وتشمل المهارات المطلوبة للإسعافات الرياضية العلاجية ما يلي:

  • استخدام جهاز تنظيم ضربات القلب الخارجي.
  • التواصل مع المصاب.
  • تحديد النزيف الداخلي والخارجي وعلاجه.
  • كيفية الإنعاش القلبي والرئوي.
  • تحديد وعلاج إصابات العضلات والمفاصل.
  • التعرف على كسور العظام وتهشمها والتعامل معها.
  • التعرف على نوبات الربو والتعامل معها.
  • تحديد وعلاج إصابات الرأس.
  • التعامل مع النوبات الصدرية والقلبية.
  • التعامل مع الاختناق والحروق والنزيف.
  • التعامل مع حالات فقدان الوعي.

اقرأ أيضاً: دليلك المبسط لأنواع الإسعافات الأولية والتصرف في الطوارئ

أنواع الإصابات الرياضية

تختلف الإصابات الرياضية في شدتها ونوعها باختلاف نوع الرياضة، ومن أكثرها شيوعاً:

  • الانخلاع: مثل خلع الكتف الحاد.
  • الكسور: تحدث نتيجة صدمة قوية يتعرض لها العظم، وينتج عنها تورم وكدمات وصعوبة في الحركة.
  • إصابات الركبة: مثل إصابة الغضروف المفصلي أو الأوتار أو الأربطة.
  • الالتواءات: هي إصابة في الرباط بين عظمين أو مفصلين.
  • الإجهاد: إصابة في العضلة أو وتر مشدود ممزق.
  • إصابات الكُفّة المدوّرة: وهي مجموعة العضلات والأوتار في الكتف والتي تلتف حول عظم العضد.
  • الجروح والخدوش: غالباً ما تحدث أثناء الجري أو نتيجة السقوط عن الدراجات أو التزلج على الجليد.
  • ارتجاج الدماغ: توضح الأكاديمية الأميركية لجراحي العظام أهم أعراض ارتجاج الدماغ بما يلي:
    • الدوار وصعوبة التوازن.
    • اضطراب النوم.
    • صعوبة التحدث والتواصل.
    • فقدان الوعي.
    • فقدان الذاكرة.
    • النعاس وصداع الرأس.
    • استفراغ وغثيان.

أدوات ومستلزمات الإسعاف الرياضي

على الرغم من وجود بعض التفاوتات في معدات الإسعاف الرياضي لمختلف الرياضات، لكنها بشكل عام تتكون من أدوات الإسعاف الأساسية التالية:

  • بطاقات التعريف لكل رياضي: وتتضمن معلومات الاتصال في حال حدوث أي طارئ، بالإضافة إلى معلومات طبية خاصة مثل الحساسية.
  • قناع الإنعاش القلبي الرئوي.
  • قفازات الجراحة.
  • كمادات باردة للاستخدام الفوري.
  • الجبائر.
  • ضمادات مثلثة ولاصقة.
  • ضمادات مطاطية بأحجام متعددة.
  • ضمادات شاش معقمة.
  • مقص وملاقط معقمة.
  • المراهم والمحاليل مثل:
    • مرهم مضاد حيوي.
    • محلول وجل معقم لليدين.
    • غسول معقم للعين.
    • كريم واقٍ من الشمس.

اقرأ أيضاً: كيف تجهز عدة الإسعافات الأولية التي تناسب احتياجاتك؟

مسكنات الألم الموضعية في الإسعاف الرياضي

انتشر استخدام مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفات طبية في الإسعاف الرياضي، وبشكل خاص عندما لا يتوافر فريق المسعفين. تأتي المسكنات بأشكال مختلفة؛ كالمواد الهلامية والكريمات والبخاخات، بحيث يتم تطبيقها مباشرة على موقع الإصابة.

تختلف آلية تأثير المسكنات وفقاً لمكوناتها، وبشكل عام قد تحتوي على المواد الفعّالة التالية:

  • ميثيل الساليسيلات أو ما يُعرف بزيت وينترجرين: يستخدم ساليسيلات الميثيل كمضاد للتهيج، حيث يعمل على إلهاء لنقاط الألم، بمنع تكوين البروستاجلاندين، وقد يخلق إحساساً بالبرودة.
  • مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية: هي مواد يمتصها الجلد فتقلل من رد الفعل الالتهابي في منطقة الإصابة، مثل الأسبرين والإيبوبروفين.
  • الكابسيسين: وهو المكون الحار في نبات الفلفل، حيث تمنح المسكنات الموضعية المحتوية على الكابسيسين إحساساً بالدفء في منطقة الإصابة، ما يحفّز ورود الدم المحمل بالأوكسيجين والمواد الغذائية إليها، ويُسرّع عملية الشفاء.
  • المنثول: وهو مركب مشتق من النعناع، حيث تعمل المسكنات الموضعية المحتوية على المنثول عن طريق خداع الدماغ بمنح إحساس بالبرودة في منطقة تطبيق المسكن. يقلل شعور البرودة من حساسية النهايات العصبية، ومن تدفق الدم إلى منطقة الإصابة.

الإدارة الذاتية للإصابات الرياضية

يمكن علاج بعض الإصابات الرياضية الطفيفة التي قد تحدث في المنزل مثل الالتواء والإجهاد، باتباع استراتيجية "برايس" (PRICE) لإدارة الألم، وتتضمن المراحل التالية:

  • الحماية (Protection): أي حماية المنطقة المصابة من المزيد من الإصابات، مثل استخدام دعامة.
  • الراحة (Rest): التخفيف من ممارسة الرياضة، وتقليل النشاط البدني أو أي نشاط قد يسبب الضغط على منطقة الإصابة.
  • الثلج (Ice): يمكن للثلج أن يساعد في تخفيف الألم والتورم في منطقة الإصابة، لذا يجب وضع كيس ثلج على منطقة الإصابة لمدة 15-20 دقيقة كل 2-3 ساعات، بعد لفه بمنشفة لمنع الإصابة بحروق الثلج نتيجة التماس المباشر له مع الجلد.
  • الضغط (Compression): تساعد ضمادات الضغط في الحد من التورم.
  • الرفع (Elevation): يجب رفع الجزء المصاب فوق مستوى القلب قدر الإمكان، ما يخفف من الورم والانتفاخ.

إذاً، فإن الفهم الصحيح لأساسيات الإسعاف الرياضي لا يساعد فقط في تسكين ألم الإصابة وعلاجها، بل قد يكون منقذاً لمسيرة مهنية وحتى لأرواح بشرية.

المحتوى محمي