ما يجب أن تعرفه للتعامل مع الحالات الطبية الطارئة لك ولأسرتك

في حالات الطوارئ، يمكن أن يكون الحصول على المعرفة الطبية الأساسية الفاصل بين الحياة والموت. سواء كنت أنت من تعرّض إلى الإصابة أو كان شخص آخر يعاني حالة طبية طارئة، فإن التعرف إلى المفاهيم الطبية الأساسية، ومعرفة كيفية الاستجابة يمكن أن يزيد فرص النجاة على نحو كبير، وبأقل الآثار الممكنة.

إليك بعض المعرفة والمهارات الطبية الأساسية التي يمكن أن تكون نافعة في حالات الطوارئ.

أبجديات الإسعافات الأولية

في الحالات الطارئة؛ حيث تكون أمام حالة فقدان للوعي، فإنه ثمة أساسيات ينبغي التأكد منها؛ وهي:

مجرى الهواء: عندما يكون الشخص فاقداً للوعي، قد يصبح مجرى الهواء مسدوداً، ولا يمكنه التنفس؛ لذا ينبغي فتح مجرى الهواء من خلال إمالة رأسه إلى الخلف قليلاً ورفع ذقنه إلى للأعلى.
التنفس: إذا بقي المصاب غير قادر على التنفس، حاول تزويده بالأوكسجين عبر الإنعاش القلبي الرئوي.
النبض: في أثناء الإنعاش الرئوي، حاول استعادة النبض والدورة الدموية، بالضغط على الصدر.

التعرف إلى حالات الطوارئ الطبية وأعراضها

لتقديم المساعدة، لا بدّ من التعرّف إلى الحالات الطارئة وأعراضها وعلامات الإصابة بها، لتحديد نوع الإسعافات الأولية، والرعاية الطبية الطارئة الممكن تقديمها. وفقاً للكلية الأميركية لأطباء الطوارئ (American College of Emergency Physicians)؛ يمكن للحالات الطبية الطارئة أن تترافق مع أعراض مثل:

النزيف المتواصل.
صعوبة التنفس أو ضيق التنفس أو الاختناق.
الألم في الصدر، أو الشعور بعدم الراحة الذي يستمر مدة دقيقتين أو أكثر.
السعال أو القيء مع الدم.
الإغماء أو فقدان الوعي.
القيء الشديد أو المستمر.
الإصابة المفاجئة نتيجة حادث سيارة، أو الحروق أو استنشاق الدخان، أو الغرق، أو جرح عميق أو كبير، أو إصابات أخرى.
ابتلاع مادة سامة.
زرقة لون الجلد.

تعلّم الإسعافات الأولية للحالات الطارئة وتقنياتها

من المهم الحصول على تدريب رسمي على الإسعافات الأولية حتى تتمكن من الاستجابة بفعالية في حالات الطوارئ، ريثما يحضر فريق علاج الطوارئ.

الإسعافات الأولية لتوقف القلب

أحد أهم الإجراءات الإسعافية الذي قد ينقذ الأرواح في حالات توقف التنفس والنبض؛ مثل الغرق أو النوبة القلبية، هو الإنعاش القلبي الرئوي (CPR). يساعد هذا الإجراء على إعادة تشغيل القلب ومتابعة تدفق الدم إلى الدماغ وغيره من أعضاء الجسم. لتنفيذ الإنعاش القلبي الرئوي، يمكن اتباع نصائح جمعية القلب الأميركية التالية:

الإنعاش القلبي الرئوي باستخدام اليدين فقط: وذلك بالنسبة إلى المبتدئين أو الذين لا يمكنهم تقديم التنفس الاصطناعي. يتضمن الضغط إلى أسفل بقوة وبسرعة في منتصف صدر الشخص، بمعدل 100-120 ضغطة في الدقيقة.
الإنعاش القلبي الرئوي مع التنفس الاصطناعي: إذا كنت مدرباً على الإنعاش القلبي الرئوي، ساعد المصاب على التنفس بتقديم التنفس الاصطناعي له بعد 30 ضغطة باليد على الصدر. ابدأ بسد فتحتي الأنف، ثمّ غطِّ فم الشخص المصاب بفمك تغطية محكمة، وانفخ فيه مدة ثانية واحدة. كرر التنفس مرة أخرى، ثم أعد دورة الضغط 30 ضغطة على الصدر والتنفس لمرتين، حتى ارتفاع الصدر واستعادة تدفق الدم؛ أي حتى ترى علامات حياة او حتى يصل فريق الإسعاف.

الإسعافات الأولية للنزيف

في حالات الإصابة بالجروح، قد تساعدك المعرفة المسبقة بكيفية جريان الدم في اتخاذ الإجراء المناسب، بالإضافة إلى عمق الإصابة؛ حيث يمكن تحديد شدة الإصابة من لون الدم وغزارته كما يلي:

نزف الشعيرات الدموية: يكون في قطرات صغيرة، ويتوقف من تلقاء نفسه.
نزف الأوردة: يكون لون الدم داكناً وتتراوح شدته من خفيف إلى شديد.
نزيف الشرايين: يكون لون الدم أحمرَ ساطعاً، وفقدان الدم شديداً وبسرعة كبيرة.

ما يمكنك فعله هو البدء بأبجدية الإسعافات الأولية، ثم متابعة الخطوات بالترتيب التالي:

1. ارتدِ قفازات لحماية نفسك من الأمراض المعدية التي تنتقل بالدم؛ مثل التهاب الكبد الفيروسي وفيروس نقص المناعة البشرية.

2. اشطف الجرح بالماء.

3. غطِّ الجرح بقطعة قماش؛ مثل منشفة أو قطعة ملابس.

4. اضغط على الجرح مباشرة لوقف تدفق الدم وتحفيز تشكّل الخثرة.

5. حاول رفع الجزء النازف فوق مستوى قلب المصاب إن أمكن.

6. تجنب إزالة قطعة القماش حتى لو تبللت؛ لأنك قد نزيل معها الطبقة الأولى من الخثرة في الجرح. عوضاً عن ذلك، أضف المزيد من طبقات القماش إذا لزم الأمر.

7. ضع ضمادة على الجرح بعد توقف النزف.

الإسعافات الأولية للاختناق

يحدث الاختناق نتيجة سد المجرى التنفسي (القصبة الهوائية) بجسم غريب؛ مثل لقمة طعام أو ما شابه. ولإسعافه، عليك أن تكون مُلمّاً بكلّ من علامات الاختناق التي تشمل:

اللهاث أو الصفير.
صعوبة الكلام أو السعال.
ازرقاق لون الوجه.
مسك الحلق.

ومناورة هيمليك هي سلسلة من الضغطات على البطن التي تدفع الجسم الغريب إلى الخروج وفق الخطوات التالية:

1. قف خلف الشخص، وضع ذراعيك حول خصره.

2. أحكِم قبضة يدك بالأخرى، وضعهما بين السرة والقفص الصدري.

3. اسحب قبضتَي يديك إلى الأعلى والخلف 5 مرات بقوة وسرعة.

4. كرر العملية حتى يخرج الجسم أو يتمكن المصاب من السعال.

5. إذا كان المصاب امرأة حبلى، أو يعاني البدانة، اضغط حول الصدر بدلاً من البطن.

تذكر، لا يمكنك استخدام مناورة هيمليك إلا إذا كان الفرد يختنق بالفعل، وليس إن كان يسعل.

اقرأ ايضاً: دليلك الشامل لتقديم الإسعافات الأولية في حالات التسمم

الإسعافات الأولية للحروق

ابدأ الإسعافات الأولية للحروق بوقف مسبب الحرق، وتبريد موقع الإصابة بالماء الجاري، وإبقائه بعيداً عن أي مصدر حرارة.

تُصنف الحروق وفقاً لشدتها وعمقها إلى:

حروق الدرجة الأولى: وهي الحروق الطفيفة التي تصيب الطبقة الخارجية من الجلد فقط، وتسبب احمراراً وتورماً.
حروق الدرجة الثانية: تصل هذه الحروق إلى طبقتين من الجلد، وتسبب تقرحات واحمراراً وتورّماً.
حروق الدرجة الثالثة: وهي الحروق التي تؤثر في مناطق أعمق من الجلد.

بالنسبة إلى الحروق الطفيفة أو البسيطة الانتشار، يمكنك اتخاذ خطوات الإسعافات الأولية التالية:

1. اغسل منطقة الحرق بتيار مائي؛ لكن لا تضع الثلج عليها.

2. استخدم مرهماً مضاداً للحروق.

3. تناول مسكنات للألم؛ مثل الإيبوبروفين أو التايلينول (أسيتامينوفين)، إذا شعرت بألم شديد.

4. لا تحاول الضغط على بثور الحرق أو التخلص منها.

5. غطِّ الحرق بشاشة خفيفة.

الإسعافات الأولية لكسر في العظام

بينما تساعد الإسعافات الأولية لإصابات الكسور على تثبيت العظام ريثما يصل الإسعاف، فإن بعض الحالات تحتاج إلى علاج طارئ، وينبغي عليك عدم تحريك المصاب؛ مثل:

النزف أو فقدان الكثير من الدم، أو عدم القدرة على التنفس.
وجود أكثر من إصابة.
وجود إصابات خطِرة؛ مثل إصابة العمود الفقري أو الرأس أو الورك أو الحوض، وفي هذه الحالات لا يجوز تحريك المصاب.
بروز العظم المكسور من الجلد.

أما بالنسبة إلى كسور الأطراف، فيمكنك اتباع التالي:

لا تحاول تصويب العظام.
استخدم جبيرة لإبقاء الطرف ثابتاً.
ضع كمادة باردة على موقع الإصابة؛ ولكن ليس على الجلد مباشرة. يمكنك لف كيس الثلج بقطعة ملابس أو منشفة ثم وضعها على منطقة الإصابة.
أعطِ المصاب مضادات التهاب لتسكن الألم؛ مثل أدفيل (إيبوبروفين) أو أليف (نابروكسين).