دقيقة واحدة تفصل بين سباحةٍ سلسةٍ وبين أن تجد نفسك تتلوى من الألم فجأة، هكذا يُوصَف الشد العضلي، ولا تختلف التشنجات التي يتعرّض لها السباحون عن التشنجات التي يعاني منها الرياضيون الآخرون من ناحية آلية الحدوث، إلّا أن الفرق يكمن بوجود ضرورة ملحة لمعالجة الشد العضلي في أثناء السباحة، لأنه يعوق الجسم عن الحركة كما يجب، ما يزيد خطر حدوث الغرق.
ما أكثر العضلات التي تتعرض للشد العضلي في أثناء السباحة؟
يحدث الشد العضلي لأسباب متنوعة، على رأسها التجفاف واضطراب شوارد الجسم من صوديوم وبوتاسيوم ومغنيزيوم، إذ تضطرب وظيفة العضلات بسبب هذه العوامل، كما أن ضعف الإحماء والمباشرة السريعة بالسباحة دون البدء بشكلٍ تدريجي عامل مهم يزيد من خطر حدوث الشد العضلي، ففي النهاية تنطوي السباحة تحت تصنيف "رياضات قوة التحمل".
وأخيراً، يتعلق بعض العوامل بالماء، إذ يزيد الماء من احتمال حدوث الشد العضلي إن كان ساخناً للغاية أو شديد البرودة. ومن أبرز العضلات والأوتار التي تشيع إصابتها بالشد العضلي في أثناء السباحة:
1. عضلات القدم
لنبدأ بعضلات مشط القدم، حيث يوجد أكثر من 100 من الأوتار والأربطة والعضلات التي تجعل القدم عرضة لخطر التشنج الشديد حتى عندما تكون مستعداً للسباحة وفي أفضل حالاتك. يجعلك حدوث الشد العضلي في عضلات القدم تشعر وكأنك عاجز عن التحكم بقدمك بشكلٍ تام وكأنها "منغلقة على نفسها"، ما يجعل من المستحيل الاستمرار بالسباحة بشكلٍ جيد، ناهيك عن الألم الذي يُسببه الشد.
2. عضلة الربلة
يعتبر الشد العضلي في عضلة الربلة الشكل الأكثر شيوعاً للشد العضلي عند السباحين، وتضعك هذه الحالة في عالم من الألم، إذ يكون الألم أشد بكثير من ألم تشنج عضلات القدم، ويُوصَف بأنه ألم مفاجئ وحاد، ومعيق للحركة بشكلٍ أكبر عند مقارنته بسابقه، يترافق مع حدوث خدر وارتعاش تحت الجلد وضعف في التنسيق الحركي.
اقرأ أيضاً: كيف تتعامل مع حالات الاختناق؟ وما الإسعافات الأولية التي تُقدَّم؟
3. أوتار الحفرة المأبضية
أوتار المأبض هي نقطة أخرى يستهدفها الشد العضلي، حيث يؤدي تشنج أوتار الركبة المأبضية إلى تقييد نطاق حركة أحد الأطراف السفلية، الأمر الذي يعوق السباحة بشكلٍ كبير ويتطلب التدبير السريع، وتستدل على حدوث الشد العضلي في أوتار المأبض عن طريق وجود صعوبة في أثناء تحسس العضلة لما يكون ذلك مؤلماً.
ماذا تفعل إذا أُصبت بشد عضلي في أثناء السباحة؟
قد يكون الشد العضلي أمرٌ لا بُدّ من حدوثه ولا يمكن تجنبه بشكلٍ مُطلق، إلّا أن هناك مجموعة من النصائح التي تجعل من هذه التجربة أقل ألماً وتضع حلاً للحالة بأمان وبسرعة، وهذه الخطوات هي:
- التوقف عن السباحة والخروج من الماء مع المحافظة على الهدوء وتجنب القلق.
- بعد تحديد العضلة المصابة بالتشنج، ينبغي القيام بتمرين إطالة يستهدف العضلة المشدودة والمنطقة المحيطة بها عن طريق القيام بحركات إطالة تُعاكس جهة حدوث الشد العضلي للسماح للعضلة بالتمدد والاسترخاء.
- بعد الشعور بأن الشد العضلي بدأ بالتلاشي، ينبغي تدليك العضلة المشدودة والمنطقة المحيطة بها بلطف لتهدئتها.
- شرب الماء والسوائل الغنية بالشوارد لإعادة توازن الشوارد الذي يحقق الاستتباب العضلي.
- تجنب إكمال السباحة إلّا عند التأكد بأن الشد العضلي قد زال تماماً.
الوقاية من حدوث الشد العضلي في أثناء السباحة
نظراً لأن معظم السباحين يفضّلون تجنب موقف الشد العضلي، فإنهم دائماً ما يهتمون باتباع أساليب الوقاية، ونذكر من أبرزها:
- الحرص على ترطيب الجسم عن طريق شرب الماء بكميات كافية قبل الشروع بالسباحة بعدة ساعات، وعدم إهمال استهلاك المشروبات الحاوية على الشوارد الضرورية لعمل العضلات.
- السباحة في الصباح الباكر أو عند غروب الشمس، حيث تكون درجة الحرارة أخفض وهذا يعني تعرقاً أقل، على عكس السباحة في ساعات الذروة التي تترافق مع التعرق المفرط وخسارة سوائل الجسم.
- المثابرة على القيام بتدريبات الإحماء لمدة 5 دقائق قبل البدء بالسباحة، بالإضافة إلى تمارين الإطالة لمدة دقيقتين، والتركيز على عضلات مشط القدم وعضلة الربلة.
- السماح للجسم بالتكيُّف تدريجياً مع السباحة وإعطاء العضلات وقتها حتى تتكيّف بشكلٍ جيد، فكما يقول المثل "امشِ قبل أن تجرِ". وهذا يعني السباحة 25 متراً أو أقل في البداية دون استخدام عضلات الذراعين والكتفين والساقين، ومن ثَمَّ سباحة 75 متراً آخر مع تحريك الأطراف كما في السباحة الحرة، حيث يقلل الالتزام بذلك من حدوث الشد العضلي.
اقرأ أيضاً: يكلف جهلها حياة أحدهم: ما أهم الإسعافات الأولية الخاصة بالغرق؟