في بعض الأحيان نتعرض لمواد كيميائية لا تتحملها أجسامنا، وقد تكون هذه المواد سائلة تسبب حروقاً كيميائية أو قد تكون غازية الطبيعة كما هو الحال مع الغازات السامة. لا شك أننا لا نرغب في التعرض إلى أي من هذه المواد، إلا أنه يكون حتمياً في بعض الحالات، لهذا السبب من المهم أن نكون على دراية بكيفية التعامل معها.
اقرأ أيضاً: مهارات أساسية في الإسعافات الأولية على الجميع تعلمها
كيف نتعامل مع الحروق الكيميائية؟
تنجم الحروق الكيميائية عن التعرض للأحماض القوية والمنظفات الثقيلة بالإضافة إلى مخففات الطلاء وغيرها من المواد الأخرى، وعادةً ما نكون على دراية بالمادة التي سببت الحرق الكيميائي. لكن في بعض الحالات لا يتطور الحرق الكيميائي على الفور وإنما بعد ساعات من التعرض، كما هو الحال مع الحروق الشمسية، لهذا ينبغي وضع المواد التي تعرضنا لها في الـ 24 ساعة الأخيرة في عين الاعتبار عند التعامل مع حرق كيميائي. وتتلخص الإسعافات الأولية الخاصة بالحروق الكيميائية بالخطوات التالية:
- إزالة بقايا المواد الكيميائية الجافة العالقة على الجلد بعد ارتداء قفازات خاصة.
- إزالة الملابس أو المجوهرات الملوثة بالمواد الكيميائية وشطف الجلد بالماء الجاري المعتدل البرودة لمدة 20 دقيقة على الأقل.
- الحرص على حماية العينين من التلوث الكيميائي.
- تغطية الحروق بضمادة نظيفة ولفها مع إبقائها فضفاضة وتجنب الضغط على الجلد المحروق.
- غسل الجلد مرة أخرى عدة دقائق عند الشعور بمزيد من الحرق.
- طلب الرعاية الطبية الإسعافية في حالات الحروق الواسعة أو العميقة.
ما أفضل طرق الوقاية من التعرض للغازات السامة؟
قبل الغوص فيما يمكننا فعله لتقليل تعرضنا للغازات السامة، ينبغي أولاً أن نعي ما الغازات التي تُصنف تحت عنوان "سامة". من أكثر الغازات التي ينبغي تجنبها شيوعاً أول أوكسيد الكربون والكلور وثنائي أوكسيد النيتروجين، وهي تتوافر بكثرة في أماكن التخزين وصناعة الأسمدة، خاصةً نترات الأمونيوم، كما تنتج أحماض البطاريات غازات سامة.
اقرأ أيضاً: كيف تتم عمليات الولادة في الأزمات حين تغيب المساعدة الطبية؟
إضافة لذلك تزداد نسبة الغازات السامة في الأماكن الزراعية التي يزداد فيها استخدام المبيدات الحشرية مثل مبيدات الأعشاب ومبيدات الفطريات، ويؤدي التعرض لهذه الغازات –وإن كان بمستويات منخفضة- إلى تهيج الرئة والعين والدوار والنعاس والصداع، وفي نفس الوقت ينتهي التعرض لمستويات عالية منها بفقدان الوعي السريع ويتبع ذلك مفارقة الحياة في حال التعرض لها فترات طويلة.
ومن النصائح التي تفيد في تجنب التعرض قدر الإمكان للغازات السامة في حال تواجدنا في بيئة ذات مستويات عالية منها نذكر:
- استخدام أقنعة وجه خاصة بتصفية الهواء إلى درجة عالية، إذ تعتبر هذه الأقنعة واحدة من أكثر الوسائل فاعلية لحماية أعضاء الجهاز التنفسي.
- غسل العينين بعد التعرض للهواء باستخدام محلول ملحي أو الشاي العادي أو شاي البابونج أو استخدام قطرات عينية من محلول حمض البوريك، إذ لا تتوفر حتى الآن أي نظارات خاصة تحمي من الغازات السامة الموجودة في الهواء، وينبغي غسل العينين أو تطبيق القطرات العينية بمعدل 3-4 مرات يومياً في حال التعرض المستمر للغازات السامة.
- الاستحمام بعد العودة من بيئة يحتمل أن تكون نسبة الغازات السامة فيها مرتفعة للتخلص من البقايا العالقة على الجلد.
- زيادة استهلاك الماء والسوائل إذ من الضروري شرب ما يُعادل 2-3 ليتر من الماء يومياً، ومن المُفضل استخدام الماء المعتدل الملوحة أو المشروبات القلوية الطبيعة مثل الحليب، ويُنصح بتجنب شرب القهوة والمياه الغازية.
اقرأ أيضاً: كيف تتصرف وتنجو في حال انهيار أو تهدم بناء سكني؟
ماذا عن التعرض للغازات السامة في الحروب؟
في بعض الأحيان تُستخدم الغازات السامة في الحروب، وفي هذه الحالة ينبغي الالتزام بالنصائح التالية:
- تجنب الخروج في أثناء إطلاق الغازات السامة وبعده بعدة ساعات، وإذا كانت هناك حاجة ماسة إلى الخروج، فعندئذ ينبغي استخدام قناع وجهي سميك من الشاش القطني يتضمن 8-10 طبقات من الشاش المنقوع في الماء. إلا أن هذا القناع لن يكون فعالاً إلا بعد بقائه في الماء 20-30 دقيقة حتّى يتشربه، ويجب التخلص من القناع بحذر عند الانتهاء من استخدامه لأنه جامع لبقايا المواد الكيميائية.
- تجنب الخروج لمدة 12 ساعة بعد إطلاق الغازات في حال هطول الأمطار، فمن المحتمل أن يحمل المطر المواد الحمضية من طبقات الهواء العليا.
- إغلاق النوافذ بإحكام، وإذا كانت هناك حاجة لفتح النوافذ فيجب تغطيتها بقطعة قماش مبللة وتغييرها بانتظام. وفي أثناء إطلاق الغازات يجب اعتماد التنظيف الرطب، أي تنظيف المنزل والأسطح بالماء لإزالة المواد العالقة بفاعلية.
- تجنب الإجهاد البدني في أثناء إطلاق الغازات السامة، لأنه يزيد معدل التنفس لدى الإنسان ويجعله عميقاً، وذلك مضر إذا كان الهواء ملوثاً.
اقرأ أيضاً: كيف تتعامل مع الجروح والنزيف في ظل غياب المساعدة الطبية؟
ينبغي ألا ننسى ضرورة مراجعة الطبيب، أو نتجاهلها، عند ظهور أي أعراض بعد التعرض للغازات السامة، مثل صعوبة التنفس والسعال والتهيج، إذ تكون هذه الأعراض دليلاً على بداية التسمم.