في أثناء تناول الطعام قد تمر قطعة من الطعام عن طريق الخطأ نحو مجرى التنفس، أو قد تتجه نحو المريء وتعلق هناك. يزداد الأمر سوءاً إذا كان الطعام سمكاً له حسك. وفي أسوأ الحالات، قد يبتلع طفل أو كهل أو أي شخص آخر أداة حادة مثل دبوس أو قطعة زجاج أو بلاستيك، وذلك ما يتطلب رعاية طبية خاصة. لذا إليك كيف تتصرف إذا تعرضت لأي من تلك الحالات.
كيف تتصرف في حال الشردقة بقطعة طعام؟
عند تناول الطعام، قد يتعرّض أي شخص لمرور قطعة من الطعام نحو مجرى التنفس أو قد تمر بطريقها الصحيح لكنها قد تعلق في المريء. لكل حالة من هذه الحالات طريقة مختلفة للتصرف الصحيح.
توقف الطعام في المريء
إذا عُلِق الطعام في المريء سيسبب ألماً في الصدر، وتساعد العلاجات المنزلية على التخلص من هذا الألم وتمرير الطعام نحو المعدة، ومنها:
- شرب كمية كبيرة من الماء يساعد على ترطيب الطعام العالق في المريء وتمريره نحو المعدة.
- تناول بضع قضمات من طعام رطب مثل خبزة مبللة بالماء أو الحليب، أو تناول طعام طري مثل الموز.
- شرب المشروبات الغازية، إذ يساعد غاز ثاني أوكسيد الكربون الموجود فيها على تفكيك الطعام، كما أن دخولها إلى المعدة يؤدي إلى إطلاق الغازات، ويؤدي ضغط الغاز إلى إزاحة الطعام العالق.
- استخدام الأدوية الفوارة التي تسبب تشكل الفقاعات، ما يخلق ضغطاً يزيح الطعام العالق.
- خلط بعض صودا الخبز (بيكربونات الصوديوم) مع الماء يساعد على إزاحة الطعام بالآلية نفسها التي تعمل بها الأدوية الفوارة.
- تساعد أدوية علاج انتفاخ البطن المعدة على إنتاج الغاز الذي يزيد الضغط في المريء، ويمكن أن يؤدي إلى تحلل الطعام.
- تناول ملعقة كبيرة من الزبدة ما يساعد على ترطيب بطانة المريء وتسهيل انتقال الطعام العالق إلى المعدة.
يمكن بكل بساطة انتظار الطعام العالق في المريء ليمرَّ من تلقاء نفسه نحو المعدة. لكن إذا لم تنجح الطرق السابقة، وبقي الطعام عالقاً مدة 6 إلى 12 ساعة، يجب مراجعة الطبيب فوراً ليزيل الطعام بالمنظار، وتجنب حدوث تلف في بطانة المريء.
اقرأ أيضاً: كيف تتعامل مع حالات الاختناق؟ وما الإسعافات الأولية التي تُقدَّم؟
ماذا يحدث إذا كنت لا تستطيع التنفس؟
أمّا إذا دخل الطعام مجرى التنفس فسيعوق مرور الهواء نحو الرئتين، وكذلك قدرة الشخص على الكلام، مع المعاناة من صعوبة في التنفس، بالإضافة إلى السعال وشحوب لون الوجه أو ازرقاقه، وفقدان الوعي في بعض الأحيان.
تستدعي هذه الحالة التصرف على الفور. يمكن أن يساعد السعال على إخراج الطعام العالق، أو يجب انحناء الشخص للأمام والطلب من شخص آخر أن يضربه خمس ضربات على الظهر. إذا لم يفلح الأمر، عليه أن يضغط 5 ضغطات على البطن، وهو ما يُعرف باسم مناورة هيمليك. إذا لم تنجح مناورة هيمليك يجب طلب الطوارئ مباشرة قبل التسبب بالاختناق.
التصرف الصحيح عند ابتلاع حسك السمك
حسك السمك صغير جداً، ومن الشائع عدم ملاحظة القليل منه في أثناء تحضير السمك أو عند تناوله. للحسك حواف حادة وأشكال غريبة تعلق في الحلق، وتسبب شعوراً بالوخز والألم، بالإضافة إلى السعال وصعوبة البلع، وقد تؤدي في بعض الأحيان إلى بصق الدم.
لا داعي للذعر عند ابتلاع حسك السمك، ويمكن اتباع ما يلي:
- بعض العلاجات المنزلية تساعد على تمرير حسك السمك نحو المعدة، ومنها ابتلاع ملعقة أو ملعقتين كبيرتين من زيت الزيتون النقي، أو نقع قطعة خبز في الماء وابتلاعها كاملة، أو شرب المشروب الغازي أو الخل الأبيض أو خل التفاح، أو تناول الخبز المغطى بزبدة الفول السوداني، أو مضغ كمية من المارشميلو وابتلاعها دفعة واحدة.
- في حال عدم الشعور بأن الحسكة خدشت الحلق في أثناء ابتلاعها، فلا داعي لزيارة الطبيب، وسيتخلص الجسم منها عبر عملية الهضم الطبيعية. أمّا في حال الشعور بألم في الحلق أو بوجود شيء عالق فيه، فذلك يدل على خدش الحلق، وهو أمر شائع، ويجب أن يختفي في غضون يومين، إذ تشفى الخدوش من تلقاء نفسها.
- في بعض الحالات النادرة، قد يسبب الحسك خدشاً للهاة، والتي يمكن أن تصبح حمراء وملتهبة، ويستدعي ذلك معالجتها بالمضادات الحيوية بسرعة.
- عند الشعور بوجود شيء ما عالق في أسفل المريء، مع عدم القدرة على ابتلاع الطعام أو الماء، فقد يدل ذلك على وجود الحسك هناك، وهذا أمر يستدعي طلب الرعاية الطبية على الفور، إذ يمكن أن تشكّل خطراً في هذه الحالة يتمثل في إيذاء بطانة المريء وتشكل الخرّاج.
يمكن للطبيب عادةً إزالة الحسك بسهولة من الحلق، لكن إذا لم يتمكن من رؤيته إذا كان عالقاً في الجزء الخلفي من الحلق، فمن المرجح أن يجري تنظيراً داخلياً لاستخراجه أو دفعه إلى داخل المعدة.
اقرأ أيضاً: دليلك المبسط لأنواع الإسعافات الأولية والتصرف في الطوارئ
التصرف الصحيح عند ابتلاع الأدوات الحادة بأنواعها
يمكن لأي شخص ابتلاع جسم غريب، لا سيما الرضع والأطفال الصغار الذين يضعون أشياء مختلفة في أفواههم، ما يعرّضهم لخطر ابتلاع الأجسام الغريبة أكثر من البالغين، وغالباً ما يتطلب ذلك طلب المشورة الطبية على الفور.
من أبرز الأجسام الغريبة والمواد الحادة التي يمكن ابتلاعها: العملات المعدنية والبطاريات الصغيرة والأزرار والحجارة الصغيرة والأظافر والمسامير والدبابيس والمغانط الصغيرة.
في كثير من الحالات، يعالج الجهاز الهضمي الجسم المبتلع، ويخرجه الجسم بشكلٍ طبيعي. وفي حالات أخرى، قد يعلق الجسم الغريب في مجرى التنفس أو مجرى الهضم، أو يسبب إصابات خطيرة في أثناء مروره مثل ثقب المريء أو الأمعاء.
وإذا سدّ الجسم الغريب المُبتَلع مجرى التنفس تظهر أعراض مثل الاختناق وصعوبة في التنفس والسعال، أمّا إذا عُلِق الجسم الغريب في المريء أو الأمعاء فقد يظهر على الشخص أعراض مثل القيء وسيلان اللعاب وألم في الصدر أو الحلق، ورفض تناول الطعام، بالإضافة إلى ألم في البطن والحمى أو براز مُدمّى، وفقدان الوعي في بعض الأحيان.
قد لا تظهر الأعراض فور ابتلاع الجسم الغريب، إذ يمر دون أن يعلق في مكان ما في البداية، لكن قد يواجه الجهاز الهضمي صعوبة في تمريره لاحقاً، فتبدأ هذه الأعراض بالظهور.
يسبب الجسم الغريب مضاعفات خطيرة لاحقاً إذا لم يتم التخلص منه، وتظهر غالباً بعد يوم أو يومين، ومنها عدوى الالتهاب الرئوي التنفسي المتكررة، والتي تؤدي إلى ألم في الصدر، وسعال منتج للبلغم، وأزيز. وفي بعض الأحيان تصاحب هذه الأعراض الحمى.
عموماً، من المهم استشارة الطبيب عند ابتلاع جسم غريب، حتى لو اعتُقد أنه يمر بشكلٍ طبيعي. ففي بعض الحالات يجب طلب العناية الطبية على الفور خاصة عند ابتلاع جسم مغناطيسي أو بطارية صغيرة دون انتظار ظهور الأعراض، إذ يجب تحديد موقع الجسم عبر التصوير بالأشعة السينية أو التنظير لاتخاذ الإجراء الطبي المناسب.
يُجري الطبيب المعالجة المناسبة بناءً على نوع الجسم المُبتَلع والموقع الذي عُلِق فيه. تتراوح الخطط العلاجية بين المعالجة الفورية والرعاية المنزلية والعمليات الجراحية:
- المعالجة الطارئة والسريعة إذا كان الشخص لا يستطيع التنفس بسبب انسداد مجرى الهواء، حيث يزيل الطبيب الجسم الغريب من مجرى الهواء باستخدام الضربات الخلفية أو مناورة هيمليك أو الإنعاش القلبي الرئوي.
- الرعاية المنزلية إذا ابتلعه الجسم بالكامل ولم يسبب اختناقاً، إذ يجب مراقبته حتى يمر بشكلٍ طبيعي، أو حتى ظهور أي من الأعراض السابقة الدالة على تسببه بمشكلة ما.
- العمليات الجراحية أو التنظير إذا سبب الجسم الغريب الألم أو الضرر للأمعاء أو المريء لإزالته قبل أن يسبب المزيد من الضرر.
يجب على الشخص الذي ابتلع الجسم ألّا يأكل أو يشرب أي شيء لحين حصوله على الرعاية الطبية، إذ تتطلب إزالته أحياناً معدة فارغة. من المهم جداً عدم إجبار الشخص على التقيؤ، فذلك قد يسبب الاختناق أو انسداد مجرى الهواء.
اقرأ أيضاً: كيف تعرف أن طفلك ابتلع شيئاً ما؟ وكيف تتصرف؟
ولأن الوقاية خيرٌ من العلاج، أبعِد عن أطفالك الصغار الأشياء الصغيرة التي قد يبتلعونها، وتجنّب وضع أجسام غريبة صغيرة في فمك، خاصة الأشياء التي يمكن أن تنزلق إلى الحلق وتسد مجرى الهواء.