تُشجع مراكز السيطرة على بالأمراض والوقاية منها الناس على ارتداء الأقنعة في كل الأوقات أثناء قضاء الوقت خارج المنزل. وباستثناء تجنب الأشخاص الآخرين، فإن الأقنعة هي «إحدى أفضل الوسائل التي نملكها لإبطاء وإيقاف انتشار مرض كوفيد-19».
أثبت عدد متزايد من الأدلة أن أغطية الوجه يمكن أن تساعد في كبح القُطيرات التنفّسية المسؤولة عن نشر فيروس كورونا من أن تنتشر في الهواء، أو تصل لأجسام الأشخاص الآخرين. ولكن حتى تكون الأقنعة فعالة في حمايتك وحماية مجتمعك، يجب عليك تنظيف الكمامات بشكلٍ منتظم.
يمكنك تطبيق عدد من الطرق لتبقي قناعك نظيفاً، لكن انتبه، هذه الطرق تنفع فقط لقتل الفيروسات والبكتيريا الموجودة على الأقنعة القماشية مثل الأقنعة القطنية، أو المصنوعة من البولي بروبيلين. إذا كنت تستخدم أقنعة طبية جراحية ورغبت في إعادة استخدامها مرة أخرى، فهذا ليس ممكناً.
تقول ريتشل نوبل، عالمة أحياء دقيقة وأستاذ في جامعة كارولينا الشمالية في تشابل هِل: «الأقنعة الجراحية مصنوعة من قماش ناعم للغاية أقوى قليلاً من المناديل الورقية. ومكوناته يمكن أن تتضرر كثيراً بسبب بعض مواد التنظيف التي يمكن أن تستخدمها في منزلك».
تطبيق أي طريقة من الطرق التالية على الأقنعة الجراحية سيجعلها بالتأكيد إما أقل فعالية، أو غير فعالة على الإطلاق في الوقاية من الجسيمات المحمولة في الهواء التي تحمل فيروس كورونا. لكن إذا طُبقت الطرق التالية بشكل صحيح، فمن شأنها أن تُنظف الأقنعة القماشية بشكل جيد. على الأقل على ضوء ما نعرفه الآن عن فيروس كورونا.
1. غلي القناع
إحدى الطرق السهلة لتعقيم قناع الوجه خاصتك هي غليه بالماء لمدة 5 دقائق. بهذه البساطة.
الجانب السلبي لهذه الطريقة هو أنه بالاعتماد على المادة التي صنع منها القناع، فإن الغلي عدة مرات يمكن أن يضر بالقناع أو يؤثر على التهوية.
تقول نوبل: «أقنعة الوجه القماشية لها عمر معين. فهي تهترء بنفس الطريقة التي تهترء بها ملاءات السرير بعد الغسل مراراً وتكراراً».
لكي تضمن أن يبقى قناعك قابلاً للاستخدام بعد الغلي، يجب عليك أن تتفحصه بدقة. وجّه عليه مصدراً ضوئياً وتفقد وجود أي مناطق رقيقة يمكن أن تتشكل فيها ثقوب صغيرة. جسيمات مرض كوفيد-19 يبلغ قطرها بين 60 و 140 نانومتر. مما يعني أنها قادرة على المرور عبر الأقمشة المتلفة أو المنسوجة بشكلٍ فضفاض. ولتكن في أمان، تنصح نوبل ألا تغلي القناع أكثر من 10 مرات.
2. اغسل القناع في الغسالة
غسل القناع في الغسالة مع الثياب الأخرى هو طريقة رائعة لتعقيمه. وكما يقضي غسل اليدين على الفيروس عن طريق تفكيك طبقاته الخارجية، فإن المطهر سيكون كافياً لجعل الأقنعة جاهزة لإعادة الاستخدام. وتقول نوبل أنك يجب أن تنتبه بشكل خاص لدرجة حرارة الماء.
تبيّن أن الماء بدرجة حرارة 60 مئوية فعال في تعطيل معظم الفيروسات. وتنصح منظمة الصحة العالمية ومصلحة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة باستخدام الماء في درجة الحرارة هذه لمعالجة الثياب والأقمشة الملوثة. لكن لأن الماء بهذه الدرجة يحرق جلدك، فمعظم الأشخاص يضبطون مسخنات الماء خاصتهم عند حوالي 50 مئوية. تقول نوبل: «ستُعطَّل معظم الفيروسات عند هذه الدرجة، لكنها لن تزال بالكامل».
تحتوي بعض الغسالات الحديثة على مسخن ماء داخلي قادر على إيصال الماء لدرجات أعلى من 50 سلزيوس. لكن إذا لم يكن لديك واحدة منها، ننصحك بتغيير إعدادات مسخن الماء خاصتك. بغض النظر عن مقدرات غسالتك، فهذا ليس الوقت المناسب لغسل الثياب دون مطهر. تأكد من أن تضع كمية كافية من المسحوق وأضف لها المطهر الذي تفضله: الكلور، المبيض الآمن للألوان، أو أوكسي كلين.
وإذا بقيت بعض العوامل الممرضة التي لم تنظفها الغسالة، فيمكنك أن تتأكد أنك ستقضي عليها بعد ترك الثياب في المجففة على درجة حرارة عالية لمدة 5 أو 10 دقائق.
3. نظف القناع بالماء والمبيّض
إذا كنت تنتظر أن تتجمع كمية كافية من الثياب في الغسيل. أو إذا لم تكن راغباً بأن تنتظر الماء حتى يغلي، تقترح نوبل أن تنقع القناع لمدة 5 دقائق في محلول يحوي ملعقة صغيرة من المبيّض لكل حوالي 950 مل من الماء الساخن. درجة الحرارة لا تهم هنا، إذ أن المبيض سيقوم بمهمة التطهير، لكنها تمثل طبقة إضافية من الحماية.
مع ذلك، يجب عليك أن تكون حذراً. إذ أن استخدام تركيز أعلى من المبيض، أو ترك القليل من المادة الكاشطة هذه على القماش بعد النقع يمكن أن يتلف القناع. وأيضاً، بما أن القناع سيكون فوق أنفك وفمك مباشرة، فيجب أن تُخليه من المبيض قبل الاستعمال. إذ أن استنشاق الأبخرة المترسبة في القناع يمكن أن يضر بالمنافذ الهوائية خاصتك، أو يجعل أي حالة تنفسية تعاني منها أسوأ.
لضمان التخلص من أي كمية مترسبة من المبيض. أخرج القناع من المحلول واشطفه بالماء (بأي درجة حرارة) لمدة 10 أو 15 ثانية. بعد ذلك، انقعه بالماء النظيف لـ 5 دقائق أخرى. يمكنك تعليق القناع لتجفيفه، أو وضعه في المجففة على درجة حرارة مرتفعة للحصول على التعقيم الإضافي.
الوقت كعامل في عملية تنظيف الكمامات
تطهير أقنعة الوجه هي عملية ينطبق فيها مبدأ «الأكثر أفضل» بالتأكيد. كل واحدة من الطرق أعلاه ستكون كافية لوحدها. لكن إذا كنت لا تزال قلقاً أو إذا رغبت بأن تكون واثقاً أكثر من أنك لست تخاطر، يمكنك استغلال عامل الوقت لمصلحتك أيضاً.
جسيمات كوفيد-19 لها عمر حياة محدود يعتمد على السطح الذي تستقر عليه. وعلى الرغم من أننا لدينا فكرة عن المدة التي يمكن أن يعيشها الفيروس على بعض المواد، إلا أننا لازلنا غير متأكدين عندما يتعلق الأمر بالسطوح المسامية. تبين بعض التقارير أن الفيروس يتحلل بعد يومين على القماش والكرتون. لكن وجدت أخرى آثاراً للفيروس على هذه المواد بعد 6 أو 7 أيام.
مع ذلك، استخدمت الدراسات كميات أكبر من عينات الفيروس من التي يمكن أن تتعرض لها بشكلٍ طبيعي إذا عطس أحد الأشخاص المصابين بالفيروس على أغراضك. وأوضح مركز السيطرة على الأمراض أنه على الرغم من أنه من الممكن الإصابة بالفيروس بهذه الطريقة، إلا أن هذا غير شائع للغاية، وأنه يجب أن تتركز الجهود على ارتداء الأقنعة والتباعد الاجتماعي.
إذا استخدمت عامل الزمن وحده لتطهير القناع، فيجب عليك أن تفترض أن جسيمات كوفيد-19 ستبقى نشطة لأسبوع على الأقل، وهو أسوأ سيناريو ممكن. يجب عليك أن تترك قناعك في مكان آمن (مثل قبو المنزل) لـ 7 أيام على الأقل قبل أن تفكر بإعادة استخدامه. ولكن على الرغم من أن الفيروس قد يتفكك، إلا أن البكتيريا والمكروبات الأخرى قد تزدهر.
ولذلك، وفقاً لنوبل، فإن المزج الجيد بين طرق التطهير يتضمن غلي وغسل وتبييض القناع، ثم تركه لمدة أسبوع.
التخزين هو الأهم
تطهير قناع الوجه خاصتك لن ينفع شيئاً إذا لم تخزّنه بشكل سليم. بعد تطهير القناع، ضعه في وعاء بلاستيكي مغلق لوحده.
إذا رغبت بأن تدقق العملية أكثر، اكتب على الوعاء أو ألصق ملاحظة تتضمن تفاصيل حول آخر مرة غُسل فيها القناع والطريقة التي استُخدمت. هذا سيقيك من التلويث العرضي، وسيسمح لك بأن تكون متأكداً إذا كان القناع آمناً للاستخدام.
الطرق التي لا يجب استخدامها لتنظيف الكمامات
من المحتمل أن تكون قرأت عن الأشعة فوق البنفسجية، وأن تتساءل لماذا لم نشملها في هذه القائمة. في الواقع، فإن استخدام هذه الأضواء لتطهير الأقنعة ليس بسيطاً كما يبدو.
وفقاً لنوبل، أولاً، يجب عليك أن تستخدم الأطوال الموجية الصحيحة، وهي يو في-سي. يمكنك عادة أن تجد هذا النوع من الأضواء المعقمة في عصي التعقيم، لكن هذه الأخيرة لها أشكال وحجوم وأسعار عديدة، ولذلك من الصعب معرفة ما إذا كانت فعالة ضد عوامل ممرضة مختلفة. وبالأخص لأننا لا نعرف الكثير عن كوفيد-19 بعد.
أيضاً، أقنعة الوجه (سواءً كانت يدوية الصنع أم لا) فيها طيّات وتجاعيد تسمح لمادتها بأن تتمدد، وتغطي أكبر مساحة ممكنة من وجهك. وعندما يُلقح ضوء الأشعة فوق البنفسجية على القناع، هذه الطيات تصبح مشكلة.
تقول نوبل: «من الصعب جعل سطح القناع مضاءً بأكمله بشكل سليم. سيفكك الضوء الفيروسات الموجودة على السطح فقط، وليس الفيروسات المخفية».
لهذا السبب، على الرغم من أن الأشعة فوق البنفسجية تُستخدم بشكل واسع لتطهير معدات الحماية الشخصية في مقرات الرعاية الصحية وضمن الظروف المِخبريّة، لكن هذه الطريقة تترافق بعمليات تطهيرية أخرى مثل؛ التبييض أو استخدام بيروكسيد الهيدروجين.
يمكن أن تكون قد صادفت أشخاص يقولون أن وضع أقنعة الوجه في الميكروويف هو طريقة سريعة وسهلة لتطهيرها. وهذا صحيح تقنياً، لكن الأمر ليس ببساطة أن تطبخ قناعك لدقيقتين، بالأخص في حين أن بعض أجهزة الميكروويف يمكن أن تحرق بعض أنواع القماش.
إعدادات أجهزة الميكروويف ليست قياسية. لذلك فمن الصعب الأخذ بعين الاعتبار قوة كل جهاز ومنع الجهاز من إحداث ثقوب صغيرة في الأقنعة. وهذا دون ذكر أن الأقنعة الجيدة فيها قطعة معدنية عند الأنف لن تناسب بالتأكيد الميكروويف.
لتبقى في أمان، ننصحك بعدم استخدام الميكروويف. وهي قاعدة تنطبق أيضاً على تسخين البيتزا.
هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً