لربما سمعت يوماً عبارة «أنا أعمل عن بعد» في محادثة اعتيادية أو «لقد تمكنت من السفر وأخذ وظيفتي معي!». أومأت برأسك وأنت تستمع إلى هؤلاء الأشخاص وهم يمجدون مرونة أنماط حياتهم المهنية والفوائد التي رأوها خلال العمل عن بعد، ولكن لا يزال لديك بعض الأسئلة، وتساورك الشكوك حول إمكانية تحقيق ذلك فعلاً ومدى كفاءة العمل بهذه الطريقة.
بعد انتشار فيروس كورونا، لجأت الكثير من الشركات لتحويل نمط عملهم المكتبي للعمل عن بعد، ولربما وجدوا في هذه التجربة ما عكس كل ما هو متوقع عن العمل عن بعد في أذهانهم.
لم يقتصر تأثير ثقافة العمل عن بعد على الشركات فحسب، بل حاز على اهتمام الحكومات أيضاً، و التي بدأت بإصدار قوانين جديدة تنظم تأشيرات إقامة في بلدانهم مخصصة للعاملين عن بعد.
أنواع العمل عن بعد
- بيع الخدمات والمنتجات
عندما تنتج شركة ما مستحضرات للشعر فإنها تبيع ما يسمى «منتجات» ولكن عندما تذهب لجلسة عناية بالشعر أو للحلاق فأنت تحصل على ما يسمى «خدمة»، على نفس المبدأ ولكن في عالم الانترنت، يمكنك بيع خدماتك، ككتابة مقالات مثلاً، أو تسويق صفحة تواصل إجتماعية، يمكنك أن تنتج أيضاً وتبيع منتجاتك على مواقع متعددة.
- العمل المستقل أو المبني على المشاريع
ماذا لو تعاقدت معك الشركة بدلأً من عرض خدماتك للبيع؟ هنا يمكننا تصنيف هذا النمط بالعمل المستقل، يشبه هذا النمط التقديم على المناقصات على أرض الواقع، إلا أنه في عالم الانترنت، ستجد شركات تطلب مبرمجين مثلاً لإنجاز مشروع محدد كتطبيق خاص بشركتهم مثلاً، هذا النمط لا يعد كالوظيفة بل هو يقتصر على مشروع واحد فقط بميزانية وزمن محددين.
- التوظيف عن بعد
كحال التوظيف في العمل المكتبي، إلا أنه عن بعد، كثير من الأعمال بات من الإمكان إنجازها عبر الانترنت دون الحاجة للتواجد المكتبي مما رفع من معدلات التوظيف بدوام عمل كامل أو جزئي، حتى وصل العدد في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها إلى 4.7 مليون موظف عن بعد حسب موقع فليكس جوب.
المهارات المطلوبة
المهارات الواجب امتلاكها في هذا النمط مشابهة لتلك الموجودة في العمل المكتبي، فمعظم الوظائف بات من الممكن تحويلها لعالم الإنترنت. ولأنك هنا ستعمل في العالم الرقمي، فعليك أن تتمتع بالمهارات والمعرفة الرقمية.
يمكنك التعرف على مجموعة من المهارات الهامة للعمل عن بعد من مقالاتنا في قسم العمل والتعليم من دليل بوبساي على موقع العلوم للعموم.
رواتب العمل عن بعد
تختلف الرواتب حسب المجال، وحسب موقع الشركة وحجمها، ولكن من الطبيعي أن تنخفض معدلات الرواتب عن بعد مقارنة بمعدلات رواتب العمل المكتبي، نتيجة تقليل التكاليف المتعلقة التنقل، ناهيك عن إمكانية بقاءك في منزلك وفي دولة قد تكون تكاليف المعيشة فيها أقل من الدولة التي توجد فيها الشركة التي تعمل معها.
هذا ما ميّز العمل عن بعد، بتقليل التكاليف على الموظفين والشركات في آن واحد، ومن جهة أخرى زاد من الإنتاجية خصوصاً مع إمكانية خلق بيئتك الخاصة للعمل، ووجود حالة التنوع التي تخلق إبداعاً.
فيزا العمل عن بعد
أطلقت الكثير من الدول حول العالم نظامي تأشيرة وإقامة جديدين للعاملين عن بعد، كان من بين الدول العربية التي أطلقت هذا النوع من التأشيرات دولة الإمارات العربية المتحدة ببرنامج العمل الافتراضي في دبي، وكان من بين الدول الأوروبية التي تصدر هذا النوع من تصاريح الإقامة:
هل يسيطر هذا النمط على سوق العمل مستقبلاً؟ من يدري؟