تعليم الأطفال المسؤولية الاجتماعية قد يقلل حوادث التنمر في المدرسة

2 دقائق
التنمر في المدرسة
shutterstock.com/ Syda Productions

وفقاً لدراسة خضعت لمراجعة الأقران، ونُشرت في المجلة الدولية للتنمية السلوكية في يونيو/ حزيران الجاري، فإن المدارس التي تشجع طلابها على المسؤولية الاجتماعية؛ مثل الاهتمام بمشاعر زملائهم، وحلّ الخلافات مع أقرانهم بالطرق السلمية، يمكن أن تقلل من حوادث التنمر في المدرسة.

تفاصيل الدراسة

أجرينا استبياناً شمل 1850 تلميذاً برازيلياً تتراوح أعمارهم بين 7 و 15 عاماً ومعلميهم على مدى 3 أشهر في عام 2019؛ أي قبل وقتٍ قصير من تعطّل الدراسة نتيجة جائحة فيروس كورونا، وكان المعلمون يعملون على تنمية مهارات المسؤولية الاجتماعية بين طلابهم.

أفاد الطلاب الذين شملهم المسح بأن المعلمين شجعوهم على الاهتمام بالآخرين والعمل سويةً لحلّ الخلافات، وأنهم عززوا بيئة الفصل الدراسي بقواعد واضحة، وأضافوا أيضاً بأنهم يشعرون بأن حوادث التعرّض لزملائهم والتنمر في المدرسة قد قلّ بشكلٍ كبير.

على وجه التحديد؛ كان هناك انخفاضٌ بنسبة 34% في نهاية فترة الدراسة في حوادث الضرب والركل والدفع ونشر الشائعات، وإقصاء الطلاب لبعضهم الآخر، كما يشير الطلاب إلى أن مناخ الفصل الدراسي الداعم كان السبب الرئيسي في انخفاض هذه الحوادث.

أهمية تحمل الأطفال للمسؤولية الاجتماعية

يقول أكثر من نصف الأطفال والمراهقين في جميع أنحاء العالم؛ بما في ذلك الولايات المتحدة، أنهم يتعرضون للتنمر في المدرسة من قبل زملائهم في الفصل، مع تعرض ما لا يقل عن 10% منهم للتنمر بشكلٍ متكرر. عندما يساعد الأطفال بعضهم البعض ويتعاونون سويةً لحل الخلافات، فإنهم يمارسون ما يسميه علماء النفس «المسؤولية الاجتماعية»؛ من خلال المساهمة في الصالح العام للمجموعة.

Teacher, Learning, School, Teaching, Classroom

يمكن للمدرسة تعزيز المسؤولية الاجتماعية من خلال خلق بيئة تجمع بين العدالة والعلاقات الاجتماعية الإيجابية، مع توفير الفرصة للطلاب للتعلّم، ونمذجة طرقٍ يكونوا من خلالها لطفاء، وتعلّم كيفية إشراك الآخرين. على سبيل المثال؛ يمكن للمدرسين تشجيع الطلاب على تحمّل المسؤولية عن أفعالهم ومساعدة الآخرين وطلب المساعدة عند الحاجة.

بالإضافة إلى ذلك؛ لا أحد يعلم كيف سيؤثر التباعد الاجتماعي الذي فرضته الجائحة على الأطفال والمراهقين الذين يكبرون اليوم؛ سواء في البرازيل أو أي مكانٍ آخر؛ لكن يبدو أنه من المرجّح أن يكون لانخفاض التفاعل بين الطلاب بعض الآثار السلبية. نعتقد أنه من المهم أن تركز المدارس على رفاه الأطفال الاجتماعي والعاطفي أثناء الجائحة وبعدها.

ما الذي لا يزال مجهولاً؟

سجلت البرازيل أكثر من 17 مليون حالة إصابة بفيروس كورونا، وأكثر من 480 ألف وفاة بالمرض بحلول يونيو/ حزيران من هذا العام؛ أي أكثر من باقي دول العالم باستثناء الولايات المتحدة والهند. انتقلت العديد من المدارس البرازيلية؛ من رياض الأطفال وحتى المدارس الثانوية، إلى التعليم عن بعد أوائل عام 2020؛ كما كان الحال في مدارس الولايات المتحدة.

قد تساعد التقنيات التي استخدمها المعلمون في دراستنا في تنمية روابط إيجابية، وتعزيز استجابة مرنةٍ للجائحة -سواء في البرازيل أو الولايات المتحدة وغيرها من دول العالم- بين الأطفال والأُسر والمدارس والمجتمعات؛ لكن هناك حاجةٌ إلى المزيد من البحث القائم على الأدلة للكيفية التي يمكن أن يساعد بها تعزيز المسؤولية الاجتماعية في تسريع التعافي من آثار الجائحة.

ما هو التالي؟

نجري حالياً استبياناتٍ سريعةً، ومقابلات مع المعلمين، ونقوم بتصميم برامج جديدة؛ مثل وضع خطط دروس جديدة للتعلم عن بعد، حتى للأطفال الذين ليس لديهم اتصال بالإنترنت، ونقوم أيضاً بنشر أنشطة البرنامج هذه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ومنصّات التعلم عبر الإنترنت، لمساعدة الأطفال على مواصلة تعلم هذه المهارات، وتعزيز الشعور بالتواصل في أنشطة التعلم عن بعد الخاصة بهم أيضاً.

هدفنا التالي هو دراسة كيف يسهم تعزيز المسؤولية الاجتماعية لدى الأطفال في تطوير إحساسهم بالمواطنة المسؤولة والتشاركية مع نموهم؛ نريد اكتشاف طرقٍ جديدة تخلق الفرصة للأطفال والمراهقين للمشاركة، والمساهمة الفعّالة في رفاهية مجتمعاتهم.

المحتوى محمي