فطام الطفل: متى وكيف تتوقف الرضاعة الطبيعية؟

4 دقائق
فطام الطفل: متى وكيف تتوقف الرضاعة الطبيعية؟
حقوق الصورة: شترستوك.

هناك وقت ما سيحين فيه موعد فطام الطفل. يرتبط الفطام بالمشاعر المتضاربة، وعلى الرغم من أنه يعني نهاية أوقات حميمية للأمهات مع أطفالهن، إلا أنهن يرغبن في نهاية المطاف بانتهاء الرضاعة الطبيعية. يبقى السؤال المثير للجدل متى يمكن للأم أن تفطم طفلها؟ وكيف يتم ذلك؟

فطام الطفل وأنواعه

هو مرحلة طبيعية يمر بها كل طفل، حيث يتحول بعدها من التغذية على حليب الأم الطبيعي إلى مصدر آخر للتغذية. فهو مهمة قد تكون صعبة وتحتاج إلى صبر من كلا الطرفين، لدورها المؤثر على نمو وتطور الطفل. في الوقت الحالي يوجد ثلاثة أنواع للفطام، وهي:

  • الفطام التقليدي: يتضمن التحول إلى الطعام المهروس الذي يسهل بلعه بالملعقة بالنسبة للطفل ولمدة شهرين، بحيث يتم التحول التدريجي نحو إضافة المزيد من الأطعمة لاحقاً.
  • الفطام بقيادة الطفل: وفيه يُسمح للطفل بإطعام نفسه بالأغذية الصلبة التي يمكنه مسكها بقبضة يده وتناولها. تكمن مهمة الوالدين في الفطام الذي يقوده الطفل في تحديد الأطعمة التي يمكنهم تقديمها، بينما يحدد الطفل الأغذية التي يرغب بتجربتها. يساعد هذا النوع من الفطام في تشجيع الطفل على الاستكشاف وينمي حواس اللمس والتذوق والشم.
  • الجمع بين نوعي الفطام: بحيث يمكن تقديم الوجبات المهروسة للطفل إلى جانب الوجبات التي يمكن اختيارها ومسكها بأصابع يديه وتناولها بنفسه.

اقرأ أيضاً: كيف تساعد طفلك على النوم بشكل متواصل في الليل؟

متى يجب فطام الطفل؟

يمكن تحديد أنسب عمر لفطام الطفل من خلال ملاحظة بعض السلوكيات لدى الطفل، والتي تعبر عن التطور في الجهاز الهضمي والمناعي للطفل، واكتسابه للمهارات الحركية والفموية، بما يمكن الطفل من التعامل بشكل جيد مع مختلف أنواع الطعام. ومن هذه العلامات والسلوكيات للاستعداد للفطام:

  • القدرة على الجلوس بشكل مستقيم دون وجود ما يسنده أو يدعمه ودون مساعدة من أحد، وبحيث يمكنه التحكم جيداً بعضلات الرقبة.
  • القدرة على التقاط الأشياء وإحضارها إلى فمه.
  • تناقص انعكاس اللسان، ويُقصد به القدرة على بصق الأشياء من فمه.

غالباً ما يمتلك الطفل المهارات والقدرات السابقة خلال ستة أشهر من الولادة، لذا حددت منظمة الصحة العالمية أن أفضل عمر لفطام الطفل يبدأ من سن الستة أشهر، مع الاستمرار في الرضاعة أثناء تقديم الأطعمة الصلبة حتى عمر السنتين. إلا أن الموعد الأنسب قد يختلف بين طفل وآخر؛ فقد يتأخر بعض الأطفال في اكتساب هذه المهارات حتى ما بعد التسعة أشهر. وعموماً، توصي منظمة الصحة العالمية بعدم فطام الطفل قبل أن يصل عمره لـ 12 أسبوعاً، لأن حليب الأم ليس غذاءً فحسب بل يحتوي أيضاً على مواد معززة لمناعة الطفل.

اقرأ أيضاً: ما هو العمر المناسب حتى ينام الطفل في غرفة مستقلة؟

كيفية فطام الطفل

قبل اتخاذ قرار فطام الطفل لا بد من تحديد نوع الفطام الذي يرغب الوالدان باتباعه؛ سواء كان الذي يتم بقيادة الطفل، أو التقليدي بقيادة الأم، أم بالجمع بينهما. وفي جميع الأحوال لا بد أن يحدث فطام الطفل تدريجياً، لأنه قد يتسبب للأم بخطر الاحتقان أو انسداد القنوات أو التهاب الثدي، بالإضافة إلى كونه تغييراً مفاجئاً للجهاز الهضمي والمناعي للطفل، ويحمل صعوبات عاطفية لكل من الأم والطفل.

قد تحتاج الأم للفطام الفوري للطفل، ما يسبب آلاماً في ثدييها في البداية، إلا أن الحليب يحتوي على ما يعرف بـ "مثبط التغذية المرتدة للإرضاع" والذي يبطئ إنتاج الحليب عندما يتوقف الطفل عن الرضاعة، ولكن حتى يتمكن الثدي من التكيف قد يستغرق الأمر بضعة أيام أو أسابيع، يمكن خلالها استخدام مسكنات كالباراسيتامول أو الإيبوبروفين.

اقرأ أيضاً: أريده متميزاً: كيف أكتشف موهبة طفلي؟

فطام الطفل قبل عمر الستة أشهر

قد تحتاج الأم لفطام طفلها قبل أن يبلغ 6 أشهر نتيجة ظرفٍ ما، لذا ستلجأ للفطام التقليدي بقيادتها. يبدأ الفطام بتقليل عدد الرضعات يومياً، واستبدالها بزجاجة حليب صناعي، ويفضل تقديم الزجاجة للطفل بينما تتواجد الأم في غرفة أخرى لقدرة الطفل على تمييز رائحة حليبها في الجوار، ما يجعله يرفض شرب الحليب الصناعي.

قد يبدأ الثدي بالامتلاء بالحليب وإيلام الأم، لذا يمكنها شفط الحليب لتخفيف الضغط على الثدي دون تحفيزه على صنع المزيد من الحليب. وفي غضون عدة أيام من تخفيف التغذية بحليب الأم التدريجي يومياً، ينخفض إنتاج الحليب بينما يُفطم الطفل تدريجياً.

اقرأ أيضا:

فطام الطفل بعد عمر الستة أشهر

حالما يصل الطفل إلى عمر الستة أشهر يصبح جسده مهيئاً لاستقبال الطعام الصلب. يمكن تقليص عدد المرات التي يرضع الطفل من ثدي أمه تدريجياً حتى يصل لرضعتين في اليوم فقط بإتمامه لعامه الأول، إلى جانب الوجبات الغذائية الخفيفة والصحية. كما يمكن إدخال حليب البقر كسائل بديل عن حليب الأم في كوب أو في زجاجة الحليب.

قد يطالب الطفل بالرضاعة خلال فترة الفطام، فيمكن للأم أن تلجأ لأساليب مختلفة لإلهاء الطفل، مثل تقديم مشروب خفيف مع وجبة صغيرة، أو استخدام ألعابه المفضلة لإضفاء السعادة خلال مرحلة التغيير، كما قد يزيد الاحتضان في نهاية الوجبة من التقارب بينهما.

اقرأ أيضاً: كيف أعرف أن لدى طفلي تقوساً في الساقين؟

ماذا يأكل الطفل خلال الفطام؟

في عمر الستة أشهر يمكن البدء بوجبة خفيفة واحدة من الفاكهة والخضراوات المهروسة، كالجزر والبروكلي والبطاطا والتفاح والكمثرى، ويمكن مزج الأرز مع الحليب الصناعي، مع مراعاة تبريد الطعام قبل تقديمه للطفل، مع أخذ العلم أنه لا يجب إضافة الملح للوجبات لأنه يضر بكلية الطفل.

يمكن إدخال الأغذية التي قد تثير رد فعل تحسسي بكميات صغيرة ضمن الوجبات؛ للكشف عن أية حساسية لدى الطفل، على سبيل المثال:

  • حليب البقر، لوحده أو ممزوجاً بغذاء آخر.
  • البيض المطبوخ.
  • الأغذية المحتوية على الغلوتين كالقمح والشعير والجاودار.
  • المكسرات المطحونة.
  • المحار المطبوخ.
  • السمك.

اقرأ أيضاً: نظام الطفل الغذائي يبقى أثره مدى العمر

بعد أن يصل الطفل إلى العمر ما بين 7-9 أشهر يمكن تنظيم غذائه في ثلاث وجبات، مع المحافظة على التنوع في المواد الغذائية للحصول على كافة الاحتياجات الغذائية، وتجنب إضافة السكر لأنه قد يتسبب بتسوس الأسنان. ولدى بلوغ الطفل لعمر السنة يمكن للأم إشراكه مع العائلة في وجباتها، مع مراعاة تجنب الملح والسكر في الغذاء الذي سيتناوله الطفل مع العائلة.

قد تمر أيام يرفض الطفل فيها الطعام، بينما يأكل الكثير في أيام أخرى، وهو أمر طبيعي، فلا بد في النهاية أن يعتاد على نكهات وقوام الغذاء الصلب، إذ أن فطام الطفل مرحلة تتضمن تحولات جسدية وهرمونية وعاطفية لكل من الأم وطفلها، والصبر هو مفتاح نجاحها.

المحتوى محمي