ما الذي تعرفه عن داء كاواساكي؟ إليك أعراضه وطرق علاجه

3 دقائق
ماذا تعرف عن داء كاواساكي؟ أعراضه وعلاجه
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Asada Nami

يصيب داء كاواساكي جدران الأوعية الدموية الصغيرة ومتوسطة الحجم في جميع أنحاء الجسم، وتكمن خصوصيته بإصابته للشرايين التاجية أو الإكليلية التي تزود العضلة القلبية بالدم الغني بالأوكسجين. عُرف داء كاواساكي سابقاً بـ"متلازمة العقد اللمفاوية المخاطية الجلدية"، والسبب يعود لإصابته الجهاز اللمفاوي والأغشية المخاطية كالفم والعينين والأنف والحلق.

يتم تصنيفه كأحد الأمراض الحموية التي تصيب الأطفال دون سن الخمس سنوات، ويتميز بوجود ارتفاع مديد في درجة الحرارة مترافق مع مجموعة من الأعراض القلبية والتنفسية، بالإضافة إلى حدوث تورم في اليدين والقدمين مع تقشر واحمرار الجلد والأنسجة المخاطية.

وعلى الرغم من شدة إصابته، عادةً ما يكون هذا الداء قابلاً للعلاج، إذ يتعافى معظم الأطفال دون حدوث أي مضاعفات خطيرة شرط تلقي العلاج الصحيح في غضون 10 أيام من ارتفاع درجة الحرارة. 

اقرأ أيضاً: دليلك الشامل لقياس درجة حرارة الطفل بطريقة علمية ودقيقة

أعراض الإصابة بداء كاواساكي عند الأطفال

يعتبر مرض كاواساكي مجهول السبب، وعلى الرغم من أنه داء حموي ترتفع فيه درجة الحرارة إلا أنه غير معدٍ، يُشك أن بعض الحالات ناجمة عن عدوى فيروسية أو جرثومية، في الوقت الذي تكون فيه العوامل البيئية مسؤولة عن نسبة من الحالات، حتّى إن الجينات تؤدي دوراً في زيادة خطر الإصابة.

للتوجه نحو معرفة الإصابة بداء كاواساكي، علينا مراقبة حرارة الطفل وإثبات ارتفاعها لأكثر من 102.2 فهرنهايت أو ما يعادل 39 درجة مئوية لمدة تتجاوز الخمسة أيام أو أكثر، بالإضافة إلى وجود 4 من الأعراض والعلامات التالية:

  • طفح جلدي يتوضع على الجذع أو في منطقة الأعضاء التناسلية.
  • ضخامة في العقد اللمفاوية الرقبية.
  • احمرار العينين والأغشية المخاطية كالملتحمة العينية مع غياب الإفرازات العينية السميكة، حيث يوجه وجود الإفرازات نحو مشكلة التهابية عينية وليس داء كاواساكي.
  • شفاه جافة ومحمرة ومتشققة.
  • لسان منتفخ شديد الاحمرار.
  • تورم واحمرار جلد راحتي اليدين وباطن القدمين، وتقشر هذا الاحمرار لاحقاً.
  • قد يعاني بعض الأطفال من آلام بطنية وقيء وإسهال وتهيج معوي، بالإضافة إلى ألم المفاصل والعضلات.

أما بالنسبة للشيوع، فيميل داء كاواساكي إلى الحدوث موسمياً في أميركا الشمالية إذ عادةً ما يصيب الأطفال في الشتاء وأوائل الربيع، بشكل مشابه للإنفلونزا تماماً. 

وفي الآونة الأخيرة، كثيراً ما تم الخلط بين حالات الإصابة بداء كاواساكي وكوفيد-19 وما يرافقه من أعراض التهابية متعددة الأجهزة عند الأطفال، ولهذا السبب يتم فحص جميع الأطفال حديثاً لنفي الإصابة بكوفيد-19، فالأعراض مخاتلة بين الحالتين.

اقرأ أيضاً: حرارته مرتفعة: دليلك الشامل لخفض حرارة الطفل

عوامل خطر الإصابة بداء كاواساكي

تتأثر الإصابة بكاواساكي بثلاثة محاور، وهي:

  • العمر: عادةً ما يكون الأطفال الأصغر من 5 سنوات أكثر عرضة للإصابة بمرض كاواساكي، كما يميل المرض لأن يكون أشد خطورة كلما صَغُر الطفل بالسن.
  • الجنس: حيث إن الأطفال الذكور أكثر عرضة للإصابة بداء كاواساكي.
  • العرق: يُبدي الأطفال من أصول آسيوية أو الأصول التي تتبع لجُزر المحيط الهادئ مثل اليابانيين أو الكوريين معدلات أعلى للإصابة بداء كاواساكي.

مضاعفات داء كاواساكي

يعتبر هذا الداء أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بأمراض القلب المكتسبة عند الأطفال في البلدان المتقدمة، يكمن مفتاح التدبير بتقديم العلاج الصحيح في غضون 10 أيام من بدء ارتفاع درجة الحرارة فعندئذٍ تكون مضاعفاته نادرة، إلا أن الأمر لا يخلو من حدوث ضرر دائم عند قلة من الأطفال حتى بعد تقديم العلاج الصحيح. تشمل مضاعفات الإصابة بداء كاواساكي كلاً مما يلي:

  • التهاب الأوعية الدموية وبشكل خاص الشرايين الإكليلية التي تزود العضلة القلبية بالدم.
  • التهاب عضلة القلب.
  • التهاب شغاف القلب والإصابة بأمراض الصمامات القلبية.
  • حدوث أمهات الدم في الشرايين الإكليلية القلبية.

يمكن لأي من هذه المضاعفات أن تلحق الضرر بالقلب، فالتهاب الشرايين الإكليلية غير المعالج يُضعف الشرايين ويُحدث انتفاخاً في جدرانها، وتتسبب هذه التبدلات الشريانية في زيادة خطر حدوث التجلطات الدموية، والتي بدورها تؤدي إلى حدوث نوبة قلبية عند الطفل أو قد تسبب نزيفاً داخلياً مهدداً للحياة. كما أنها سبب شائع للوفاة عند الأطفال المولودين بمشكلات قلبية أو مشكلات في الشرايين الإكليلية.

علاج داء كاواساكي عند الأطفال

يُعالج مرض كاواساكي في المستشفى نظراً لمضاعفاته المحتملة، ويتلخص علاجه بتقديم كل من الإسبرين والغلوبولين المناعي في الوريد، حيث يساعد الإسبرين في تخفيف الألم وحالة عدم الراحلة كما أنه يخفض درجة الحرارة ويقلل التورم الحاصل في جدران الأوعية الدموية، ويستمر العلاج به لمدة 6-8 أسابيع. 

يحمي الغلوبولين المناعي القلب، إذ يقلل من خطورة تطور المضاعفات القلبية، وعادةً ما تتحسن أعراض الطفل خلال 36 ساعة من البدء بتسريب الغلوبولين المناعي. بالمقابل، تتطلب بعض الحالات المتقدمة إعطاء الستيروئيدات القشرية السكرية نظراً لقوة تأثيراتها الجهازية المضادة للالتهاب.

المحتوى محمي