ما هو العمر المناسب حتى ينام الطفل في غرفة مستقلة؟

3 دقائق
ما هو العمر المناسب حتى ينام الطفل في غرفة مستقلة؟
حقوق الصورة: شترستوك.

قد تختلف الثقافات والمعتقدات حول العالم، إلا أنها تكاد تجمع على أن الطفل يجب أن ينام قرب والديه ليلاً. لكن، يفترض التوجه الحديث لعالم اليوم استقلال الصغار في نومهم ليلاً، مُعززَاً بتوجيهات الأطباء والمختصين. كما تضاربت نصائح الخبراء والآراء حول المكان الأفضل لنوم الطفل والعمر المناسب لاستقلاله في غرفته الخاصة. فما هو الخيار الأفضل؟ ومتى يمكن للطفل أن ينام في غرفة مستقلة؟

مشاركة الطفل النوم مع والديه في غرفة واحدة

أوصت دراسة أجرتها الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال (AAP) بمشاركة الأطفال غرف النوم مع الوالدين ولكن بسرير خاص منفصل عن سرير الوالدين، حتى يبلغ الطفل عامه الأول أو ما لا يقل عن 6 أشهر. ربطت الدراسة استقلال الطفل بغرفة خاصة بمتلازمة موت الرضيع المفاجئ المرتبطة بالنوم، حيث انخفضت نسبة الإصابة به بنسبة 50% عند مشاركة الأطفال غرف النوم مع الوالدين حتى عمر السنة. فوفقاً للخبراء، يجعل وجود أشخاص آخرين مع الطفل نوم الطفل أقل عمقاً ما يقلل من خطر موت الرضيع المفاجئ، وأنواع أخرى من موت الرضع المفاجئ غير المتوقع، مثل الاختناق، بالإضافة لبقاء الطفل قريباً من الأم لتلبية متطلباته في الليل كالإرضاع، ما يعزز من الروابط بينهما.

نوم الطفل في غرفة مستقلة: أدلة جديدة

بقي سبب انخفاض نسبة الإصابة بمتلازمة موت الرضيع المفاجئ لدى مشاركة الغرفة غير واضح ضمن دراسة الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، ولا يتضمن ما يكفي من الأدلة والقرائن، لذلك، اعترض فريق طبي أميركي بقيادة الدكتور "إيان بول" على النصيحة.

أشارت الدراسة التي نشرها الفريق الطبي في دورية طب الأطفال إلى أنه قد يكون من الأفضل أن ينام الأطفال في غرف مستقلة منذ عمر 4 أشهر، حيث ازدادت مدة نوم الأطفال الذين ينامون في غرفة مستقلة بمقدار 46 دقيقة بعمر 9 أشهر، و30 دقيقة في سن 30 شهراً. علاوة على ذلك، أثبتت الدراسة ميل الأطفال إلى النوم المبكر والأكثر عمقاً.

ونوّه الفريق الطبي إلى ضرورة تحديد عادات النوم لدى الأطفال الرضع بعد ولادتهم مباشرة، لأنها تبقى ملازمةً للطفل حتى مراحل متأخرة من طفولته.

يشير بول، المؤلف الرئيسي للدراسة الجديدة ودكتور قسم طب الأطفال وعلوم الصحة العامة في كلية الطب بولاية بنسلفانيا الأميركية، إلى حقيقة أن مشاركة الطفل للغرفة مع والديه بعد سن الـ 4 أشهر قد تزيد من مخاطر متلازمة موت الرضيع المفاجئ؛ لوجود بعض العناصر الخطرة مثل الوسائد والبطانيات وألعاب الحيوانات المحشوة، حيث يقول: "لقد وجدنا أن الآباء الذين يتشاركون غرف النوم مع أطفالهم لديهم ممارسات نوم أقل أماناً".

اقرأ أيضا:

كيف تنقل طفلك إلى غرفة مستقلة؟

بعد أن يتخذ الوالدان قرارهما بنقل الطفل إلى غرفته المستقلة، يمكنهما اتباع النصائح التالية لعملية انتقال سلسة:

  • اتباع روتين ثابت لوقت النوم: وفقاً للدكتورة "جودي ميندل"، مديرة مساعدة لمركز النوم في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا في الولايات المتحدة، من الجيد ربط النوم بعادات ثابتة بالنسبة للطفل، كالرضاعة ما قبل النوم. أشارت ميندل إلى أن هذا يساعد على تعلم الطفل لتهدئة نفسه عندما يستيقظ في وقت لاحق في الليل.
  • تعريف الطفل بغرفة نومه الجديدة قبل نقله إليها: لمنحه الراحة والأمان في الغرفة الجديدة. يمكن اتباع روتين ما قبل النوم في الغرفة الجديدة قبل الانتقال إليها، ويمكن للطفل أن يأخذ قيلولة في النهار فيها.
  • المحافظة على بيئة نوم مثالية: من حيث درجة حرارة تتراوح بين (20-22) درجة مئوية، وإضاءة خافتة في الغرفة، وإبقاء ألعاب الحيوانات المحشوة خارج الغرفة كي لا يحاول الطفل اللعب بها.
  • استخدام السرير ذاته الذي استخدمه الطفل خلال مشاركته الغرفة مع والديه.
  • النوم مع طفلك في الغرفة الجديدة لبضع ليالٍ: أو اتباع تقنية "تلاشي حضور الوالدين" بحيث تجالس الطفل بالقرب من السرير في الليالي الأولى، ثم تبتعد تدريجياً باتجاه الباب في الليالي التالية، ثم خارجه.

اقرأ أيضاً: هل يحصل طفلك حديث الولادة على النوم والرضاعة الكافيين لتحقيق نموه الأمثل؟

أهمية نوم الطفل لوحده

خلُصت  دراسة أجرتها كل من "ميريت كيلر" و"ويندي غولدبرغ"، باحثتان في قسم علم النفس والسلوك الاجتماعي في جامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية، حول تأثير النوم المشترك إلى أن للنوم في غرفة مستقلة بعض المزايا ومنها:

  • اعتماد الأطفال على أنفسهم في المستقبل كارتداء الملابس لوحدهم.
  • استقلال الأطفال في سلوكياتهم الاجتماعية كما في تكوين الصداقات.
  • دعم استقلالية الأمهات اللواتي ينلن قسطاً أكبر من الراحة الليلية في النوم.
  • النوم بشكل أعمق للأطفال.
  • الاستيقاظ بنشاط في الصباح.
  • تعزيز الصحة الجسدية والعقلية.

اقرأ أيضاً: كيف أجعل طفلي يتحدث بطلاقة؟ إليك النصائح التالية

ختاماً، ما هي أفضل طريقة لتقرر توقيت نوم الطفل؟ تقول الدكتورة ميندل: "أعتقد أنه مجرد قرار شخصي". إذاً، على الوالدين استشارة طبيب أطفال، وبشكل خاص للأطفال الذين يعانون من مرض مزمن، وقد يحتاجون لمراقبة خاصة في الليل.

المحتوى محمي