عندما تصل الجراثيم أو الفيروسات إلى أمعاء الطفل، فإن الجسم يثير رد فعل على ذلك، محاولاً التخلص من تلك العوامل الممرضة عن طريق إفراغ الأمعاء بسرعة، أي عن طريق الإسهال. هذا السبب الشائع للإسهال، لكنه ليس الوحيد، بل توجد أسباب أخرى. يعتمد إيقاف الإسهال عند الأطفال على معرفة السبب، وعلى تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة التي تساعد على إيقافه.
أسباب الإسهال عند الأطفال
الإسهال هو أحد الأعراض التي تؤدي إلى إصابة الطفل بحالة مرضية معينة، وللتخلص منه يجب تحديد السبب حتى تتمكن من علاجه. من الحالات التي تسبب الإسهال عند الأطفال:
التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي
إذا انتقلت عدوى فيروسية هضمية للطفل، سيكون الإسهال إشارة إلى التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي. من هذه الفيروسات: فيروسات الروتا والنوروفيروس والفيروسات الغدية والفيروسات النجمية.
يبدأ التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي عادةً بالتقيؤ المستمر ليوم أو يومين، مترافقاً مع حمى خفيفة. ثم يبدأ الإسهال المائي، وقد يستمر حتى أسبوع إلى 10 أيام.
التهاب المعدة والأمعاء الجرثومي
تسبب مجموعة واسعة من الجراثيم المعوية التهاب المعدة والأمعاء، والتي تأتي أحياناً بسبب التسمم الغذائي. من هذه الجراثيم السالمونيلا والإشريكية القولونية والشيغلا. تسبب الإصابة بهذه الجراثيم الإسهال أيضاً، لكن يمكن تمييز الإسهال الجرثومي عن الفيروسي بالأعراض المرافقة، فقد يظهر دم أو مخاط في البراز، مع ارتفاع حاد في الحرارة عند الإصابة بالتهاب المعدة والأمعاء الفيروسي.
عادة يختفي الإسهال الناجم عن التسمم الغذائي خلال 24 ساعة دون الحاجة لتناول المضادات الحيوية.
الطفيليات
قد ينجم التهاب المعدة والأمعاء عن الإصابة بالطفيليات، مثل الجيارديا. تسبب هذه الطفيليات الإسهال المستمر أو الشديد، وتشنجات في المعدة، والتعب وفقدان الوزن.
المضادات الحيوية
الإسهال من الآثار الجانبية لتناول بعض المضادات الحيوية. تقضي المضادات الحيوية على الجراثيم المفيدة والضارة، فيحدث بالتالي خلل في توازن بكتيريا الأمعاء، ومن ثم الإسهال.
الإمساك المزمن
قد يتصلب البراز بسبب الإمساك الشديد والمزمن. في هذه الحالة يتسرب بعضه بشكل سائل من الأمعاء دون أن يشعر الطفل، ويلوث ملابسه. تسمى هذه الحالة سلس البراز.
عدم تحمل اللاكتوز
يُصاب بعض البشر بحالة تسمى عدم تحمل اللاكتوز. وفيها، لا يستطيع الجهاز الهضمي هضم اللاكتوز الموجود في الحليب. وعند شرب الطفل الذي يعاني من عدم تحمل اللاكتوز الحليب، يصاب بآلام في المعدة والإسهال.
داء كرون
داء كرون هو مرض مزمن يصيب الجهاز الهضمي بأكمله، تظهر أعراضه فجأة ثم تختفي، ومن هذه الأعراض الإسهال. قد يفقد الطفل الكثير من وزنه عند الإصابة بداء كرون.
حساسية الغلوتين
لا تستطيع بعض الأجسام تحمل تناول الأطعمة التي تحتوي على بروتين الغلوتين الموجود بالقمح. وعند تناول الطفل المصاب بحساسية الغلوتين طعاماً يحتوي على القمح، فإنه يعاني من الإسهال والانتفاخ وآلام البطن، بالإضافة إلى فقدان الوزن أو بطء النمو عند تناوله دائماً.
سوء الامتصاص
يعني سوء الامتصاص عدم قدرة الأمعاء على امتصاص المواد الغذائية من الطعام. ينتج عن ذلك الإسهال المستمر وصعوبة في اكتساب الوزن.
اقرأ أيضاً: أسباب إسهال الرضّع وطرق طبيعية لعلاجه
علاج الإسهال عند الأطفال
يعتمد علاج الإسهال عند الأطفال على العامل المسبب له:
- المضادات الحيوية: إيقاف أو تغيير المضاد الحيوي.
- حساسية الغلوتين أو عدم تحمل اللاكتوز: تعديل النظام الغذائي، وإزالة الغلوتين أو اللاكتوز منه.
- الإمساك: علاج الإمساك للتخلص من سلس البراز عند الطبيب المختص.
- التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي أو الجرثومي أو الطفيلي: تعويض السوائل والأملاح وتناول المضادات الحيوية التي يحدد الطبيب المناسب منها لكل حالة.
- داء كرون: هنا يجب مراجعة الطبيب لتأكيد التشخيص ووصف أدوية ونظام غذائي مناسب.
- سوء الامتصاص: يعتمد العلاج على المسبب الأساسي، بالإضافة إلى استبدال العناصر الغذائية المفقودة.
مهما كان سبب الإسهال يجب المحافظة على ترطيب الطفل عن طريق الإكثار من السوائل، وذلك لتجنب الإصابة بالتجفاف. ولا يُنصح بإعطاء الأدوية المضادة للإسهال دون استشارة الطبيب.
علاج الإسهال بحسب شدته
يعتمد علاج الإسهال عند الأطفال عادة على شدته:
الإسهال الخفيف دون إقياء
يختفي الإسهال الخفيف عادة خلال يوم أو يومين من تلقاء نفسه، ولا حاجة لتغيير نظام الطفل الغذائي. كل ما يجب فعله هو الإكثار من السوائل.
الإسهال الخفيف مع إقياء
إذا ترافق الإسهال مع الإقياء يجب تغيير نظام الطفل الغذائي، وتعويض السوائل والأملاح لديه عن طريق إعطائه محاليل الأملاح المتوفرة في الصيدليات ليوم أو يومين حتى يتوقف الإقياء.
الإسهال الحاد
يعدّ الإسهال شديداً عندما يتبرز الطفل كل ساعة إلى ساعتين، مع التوقف عن تناول الطعام وإظهار علامات الجفاف. في هذه الحالة، يجب التركيز على تعويض السوائل معتدلة السكريات والأملاح، وغالباً يكون ذلك التعويض عن طريق الوريد في المستشفى.
اقرأ أيضاً: ما هي أسباب إقياءات الرضع المتكررة؟ وكيف يتم التعامل معها؟
متى يكون الإسهال خطراً؟
يجب مراجعة المستشفى أو الطبيب المختص عندما تظهر على طفلك الأعراض التالية:
- حمى لأكثر من 24 إلى 48 ساعة.
- البراز الدموي.
- إقياء لأكثر من 12 إلى 24 ساعة.
- إقياء أخضر اللون أو مدمى أو له مظهر القهوة المطحونة.
- انتفاخ في البطن.
- التوقف عن الطعام والشراب.
- ألم شديد في البطن.
- الطفح الجلدي أو اليرقان.
التجفاف: أكثر مضاعفات الإسهال خطورة
التجفاف هو ما يجب أن تقلق منه عند إصابة الطفل بالإسهال، وهو ما يستدعي الدخول إلى المستشفى، لأنه يمكن أن يسبب نوبات وتلف في الدماغ وحتى الموت، وتتمثل أعراضه بما يلي:
- الدوار.
- جفاف الفم.
- بول أصفر داكن.
- قلّة التبول أو عدمه.
- البكاء دون دموع أو القليل منها.
- الجلد البارد أو الجاف.
- ضعف النشاط وعدم القدرة على الوقوف.
أطعمة تساعد على إيقاف الإسهال عند الأطفال
عندما يصاب الطفل بالإسهال، يجب أن تكون السوائل أهم ما يتناوله بكثرة، لذلك يمكنه تناول أي سائل يرغب به عادةً، مع عدم الاكتفاء بالماء، والإكثار من عصائر الفاكهة المخففة بالماء. أما بالنسبة للأطعمة الصلبة، يجب أن تكون متنوعة وخفيفة وموزعة على مدار اليوم، مع عدم التركيز على تناول 3 وجبات في اليوم فقط. وتتضمن الأطعمة التي توقف الإسهال عند الأطفال:
- بعض الأطعمة المالحة، مثل المعجنات والحساء.
- اللحوم بأنواعها (البقر والدجاج والسمك).
- البيض.
- عصير التفاح.
- الفواكه الطازجة وخاصة الموز.
- الحبوب مثل الشوفان ورقائق الذرة.
- الخضار المطبوخة مثل الجزر والفاصوليا الخضراء والفطر والكوسا.
- بعض الحلويات والوجبات الخفيفة.
- البطاطا المشوية أو المسلوقة.
- منتجات الخبز والمعكرونة، إلا إذا كان سبب إسهال الطفل هو حساسية الغلوتين.
- الأرز الأبيض.
- الحليب قليل الدسم أو الجبن أو الزبادي، إلا إذا كان الطفل يعاني من حساسية اللاكتوز.
كان هذا ما يجب أن يأكله الطفل المصاب بالإسهال، أما ما يجب أن يبتعد عنه هو الأطعمة المقلية والدهون والأطعمة المصنعة والوجبات السريعة والكعك والنقانق، والعصائر المركزة، والخضروات التي تسبب تشكل الغازات مثل البروكلي والفلفل والفول والبازلاء والتوت والخوخ والحمص والخضروات الورقية والذرة، بالإضافة إلى الكافيين والمشروبات الغازية.