ما هي أسباب إقياءات الرضع المتكررة؟ وكيف يتم التعامل معها؟

3 دقائق
إقياءات الرضع
حقوق الصورة: شترستوك.

من المعروف أن الأطفال يتقيؤون منذ الولادة وحتى سنّ الـ 12 شهراً، كأنها إحدى الميزات الدائمة لهذه الفترة العمرية. ومع ذلك، وبقدر ما يكون القيء أمراً طبيعياً، إلّا أنه قد يكون مصدراً للقلق إن أصبح مفرطاً أو غريب المحتوى.

يمكن أن يكون القيء أحياناً علامة على الإصابة بأحد الأمراض أو حصول أحد المضاعفات، ولكن معظم حالات القيء والارتجاع تحدث عند الأطفال نتيجةً لعدم نضج المصرّة المعدية المريئية الأمر الذي يؤدي لخروج الطعام من المعدة إلى المريء وصولاً للفم. أو قد يكون ناتجاً عن البرد، ويسهل علاج الاستفراغ عند الأطفال بسبب البرد مقارنةً بالاستفراغ الناتج عن أسباب أخرى.

ما هي أنواع الإقياءات عند الرضع؟

ارتجاع الأطعمة شائع عند الأطفال الأصحاء، فالارتجاع هو تدفق بسيط لمحتويات معدة الطفل من خلال فمه وغالباً ما يحدث مع التجشؤ بعد الانتهاء من وجبة الطعام، أهم نقطة هي مراقبة سلوك الطفل ووزنه؛ فإذا كان الطفل يبدو مرتاحاً ويأكل بشكل جيد ويزداد وزنه فلا داعٍ للقلق.

يوجد شكل آخر يُسمى بـ "الإقياءات النافورية" يكون التدفق فيها قوياً لخارج الفم، ويكون التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي المُسبب المَرضي الأكثر شيوعاً للإقياء عند الرضع وغالباً ما يُسمى "الإنفلونزا المعدية"، هذا الشكل من الإقياءات يتطلب استشارة الطبيب تجنباً لحدوث أي مضاعفات لأنه يؤدي لخسارة كميات لا يُستهان بها من السوائل.

اقرأ أيضاً: نزلة البرد عند الأطفال: الأسباب والعلاج وطرق الوقاية

بعض الحالات الأقل شيوعاً للإقياءات عند الرضع

تتراجع الإقياءات الارتجاعية مع تقدم الرضيع بالعمر، كما تزول إقياءات الإنفلونزا المعدية بشفاء الرضيع، ولكن توجد بعض الحالات التي تحمل خطورة أعلى قليلاً من الحالات السابقة والتي قد يكون فيها الإقياء متكرراً، وهي نادرةٌ للغاية ولكن من المهم أخذ العلم بها، وهي:

  • الحساسية الغذائية: تكون الإقياءات فيها متوسطة الشدة ومتقطعة البداية وترتبط بتناول بعض الأطعمة، تترافق مع حدوث آلام وتقلصات بطنية وإسهال، كما قد يظهر طفح جلدي وتحمر الوجنتين وتنتفخ الشفتين.
  • التسمم الغذائي: يزداد سوءاً عند تناول أطعمة معينة وتبدأ الإقياءات فيه بشكل مفاجئ، كما يرافقه انتفاخ بالبطن وآلام وتقلصات بطنية وإسهال في بعض الحالات. ما يميز هذه الحالة عن الحساسية الغذائية هي ترافقها مع ارتفاع في درجة حرارة الرضيع على عكس الحساسية.
  • ضخامة العضلة البوابية المعدية: تحدث خلال الشهرين الأولين من الحياة وتتميز بإقياءات نافورية متوسطة الشدة ذات محتوى طعام غير مهضوم، وذلك لأن تضخم العضلة البوابية أو ما يُسمى "عضلة مخرج المعدة" تُبطئ عملية الهضم وتعيقها، كما تبقى شهية الطفل طبيعية دون حدوث أي زيادة في الوزن. علاجها جراحي لذلك يتوجب إحالة الطفل إلى الطبيب.
  • انسداد الأمعاء: يكون محتوى الإقياء إمّا أخضر اللون عندما يكون الانسداد في نهاية الأمعاء أو طعام في حال حدث الانسداد في بداية الأمعاء، يرافقه انتفاخ في البطن وتوقف تغوط الرضيع، وهي من الحالات الإسعافية التي تتطلب الإحالة إلى الطبيب بأسرع وقت.

اقرأ أيضا:

الرايات الحمراء في الإقياءات عند الرضع

توجد مجموعة من الأعراض التي توجهنا إلى أن الإقياء قد يخفي حالة أكثر خطورة من كونه مجرد ارتجاع. من المهم طلب الرعاية الطبية الطارئة لأي طفل، وللرضيع خصوصاً، في حال ظهور أي مما يلي:

  • إقياءات مدماة أو تحتوي على مادة خضراء.
  • الإقياءات المرافقة لتغوط أسود أو أحمر اللون.
  • صداع شديد.
  • آلام بطنية شديدة أو تقلصات.
  • انتفاخ شديد في البطن.

لإقياءات الرضع خصوصية عالية نظراً لصغر أجسامهم، فقد تشكل كمية الإقياءات المطروحة خلال 12 ساعة ثلث مخزونهم من الماء الأمر الذي يحمل خطورة تطور حالة من التجفاف عند الرضيع، وللتجفاف مضاعفات جمّة قد تؤدي إلى الوفاة أحياناً، ويرتفع خطر حدوثه في الحالات التالية:

  • استمرار القيء لمدة أكثر من 12 ساعة عند الرضع.
  • الإقياءات المستمرة لأكثر من 24 ساعة عند الأطفال دون سن الثانية.
  • ترافق القيء مع الإسهال.

ما هي علامات التجفاف عند الرضع؟

نقول إن الرضيع يعاني من التجفاف، مهما كان سببه سواء الإقياءات أو الإسهالات المستمرة، إذا ظهرت عليه العلامات التالية:

  • الرضيع لا يُبلل الحفاض لمدة أكثر من 8 ساعات: أي توقف في إنتاج البول عند الرضيع.
  • جفاف الجلد واصطباغه باللون الرمادي.
  • جفاف الفم والأغشية المخاطية.
  • بكاء الرضيع بدون دموع.
  • نعاس غير مُفسر أو هيجان غير اعتيادي.
  • غؤور في العينين والبطن.
  • غؤور اليافوخ وطراوته.
  • تسرع ضربات القلب. 

يمكن أن يكون التجفاف خطيراً إذا لم يعالج بشكل صحيح لأنه يستهلك ماء جسم الرضيع وأملاحه. العلاج الرئيسي هو البدء بتعويض السوائل بأسرع وقت ممكن، ويتم ذلك عن طريق تعويض المحاليل الملحية فموياً في حال توقفت إقياءات الرضيع أو البدء بالإماهة الوريدية في المستشفى إن كان الطفل يرفض أي وارد.

اقرأ أيضاً: أسباب إسهال الرضّع وطرق طبيعية لعلاجه

أهم نقطة هي تجنب إعطاء الرضيع المشروبات السكرية كالعصير أو مشروبات الفاكهة أو الشاي المحلى أو المرق أو ماء الأرز، فهذه السوائل تحتوي على كميات خاطئة من الماء والأملاح والسكر، ويمكن أن تؤدي إلى تفاقم حالة التجفاف لدى الرضيع.

 

المحتوى محمي