اضطرابات النوم لدى الأطفال وخاصةً الرضع منهم شائعة بشكل أكثر مما نتصور، وساعات النوم المستقرة ضرورية للغاية للرضع، فهم ما زالوا في مرحلة نمو وتطور ويحتاجون كل ساعة منها، حيث يرتبط الأرق وانخفاض جودة النوم بمجموعة من المشكلات وعلى رأسها الصعوبات الأكاديمية والسلوكية والتنموية والاجتماعية. لهذا السبب قدمنا مجموعة من النصائح التي أثبتت فعاليتها في إعادة نسق النوم الطبيعي للرضيع والسماح له بالاستمتاع بساعات النوم التي يحتاجها.
اقرأ أيضاً: لمَ يواجه بعض الأطفال صعوبة في النوم؟ وما طرق مساعدتهم؟
نسق النوم الطبيعي لدى الرضيع
قد لا يعرف بعض الآباء مقدار النوم الذي يحتاجه رضيعهم بالضبط أو كيف يبدو النوم المعتاد، كما أن ذلك يتبدل حسب العمر. بشكل عام ينام معظم الأطفال بين 16-17 ساعة يومياً، وتتوزع هذه الساعات بشكل عشوائي بين النهار والليل عند الرضع ممن لا يتجاوزون 3 أشهر دون أي تفضيل للنوم خلال النهار أو الليل بسبب عدم نضوج الغدة الصنوبرية التي تنظم ذلك.
أما بعمر 6 أشهر، فيظهر التفضيل للنوم خلال الليل عند الرضع ويفضّلون البقاء مستيقظين خلال ساعات النهار أكثر من الليل. ومع اقتراب إتمام الرضيع لعامه الأول، ينام بشكل أكثر ثباتاً في الليل مع قيلولة واحدة أو أكثر خلال النهار.
ما سبب حدوث اضطرابات النوم عند الرضع؟
يتبدل نسق النوم في كل مرحلة من مراحل النمو نتيجة نمو وتطور جسم الطفل وجهازه العصبي، قد يكون قلق الانفصال والرغبة بالاحتضان السبب الكامن وراء حدوث اضطرابات النوم عند الرضيع، وحتّى يمكن أن تحدث بسبب يوم مثير أو مرهق بشكل خاص ما يجعل الرضيع متوتراً بحيث لا يستطيع النوم بشكل سليم، كما أن للانتقال إلى بيئة محيطة جديدة أو الإقدام على تغيير كبير في الروتين دوراً في العبث بنسق النوم الطبيعي لديه.
من جهة أخرى، يؤدي ما تتناوله الأم من أطعمة ومشروبات دوراً في حدوث اضطرابات النوم، إذ إن الإكثار من تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين تُبقي الرضيع قلقاً وتمنعه من الخلود إلى النوم. كما قد تحدث اضطرابات النوم لأسباب أخرى نذكر أهمها:
- الإصابة بأحد الأمراض مثل التهاب الأذن الوسطى أو التهاب الأمعاء.
- التحسس.
- حالات خاصة مثل توقف التنفس أثناء النوم.
- متلازمة تململ الساقين والتي تُبقي لدى الرضيع رغبة بتحريك ساقيه بشكل مستمر.
اقرأ أيضاً: هل يحصل طفلك حديث الولادة على النوم والرضاعة الكافيين لتحقيق نموه الأمثل؟
تقليل اضطرابات النوم عند الرضع
يبعث موضوع اضطرابات النوم عند الرضع القلق في نفس معظم الآباء، ولكن تدبيره ليس صعباً أو مستحيلاً. أهم نقطة هي التوجه إلى مقدم الرعاية الصحية لنفي وجود أي مرض لدى الرضيع سواء رشح عابر أو التهاب الأمعاء أو التهاب الأذن، إذ تؤدي جميعها دوراً في العبث بنوم الرضيع. وفي حال كان الرضيع سليماً يمكن الاطمئنان بأن اضطرابات النوم يمكن تدبيرها باتباع النصائح التالية:
- تطوير إيقاع نوم: لا يكون نوم الرضع منتظماً في البداية، إلا أن جدول نومه سيصبح أكثر اتساقاً تدريجياً مع نضوجه، ويمكن تشجيع ذلك من خلال الالتزام بالقيام بروتين استرخاء قبل النوم كالاستحمام بالماء الدافئ والاستماع لموسيقى هادئة والاحتضان وإخفات الأضواء، كما يساعد إلهاء الرضيع قليلاً خلال النهار وعدم السماح له بأخذ قيلولة طويلة، وهذا لا يعني إيقاظ الرضيع بشكل قسري فهو بالنهاية يحتاج هذا النوم.
- وضع سرير الطفل في غرفة الوالدين: يجب أن ينام الرضيع إلى جانب أمه في نفس الغرفة ولكن في سرير مفرد، حيث يساعده الشعور بأن أمه إلى جانبه والإحساس بها وشم رائحتها إلى حد كبير في تقليل القلق والخوف لديه وبذلك سيحظى بنوم أكثر هدوءاً.
- تشجيع عادات النوم الجيدة: كوضع الرضيع في فراشه وهو نعسان وليس غافياً ومنحه الوقت للاستقرار، إذ قد يبكي ويكون منزعجاً لفترة محاولةً منه في العثور على وضعية مريحة، ولكن هذا مفيد لمساعدته في ربط السرير بعملية النوم.
- استخدام اللهاية: تساعد اللهاية الرضيع في الشعور بالاستقرار بشكل كبير.
اقرأ أيضاً: لماذا ينام حديثو الولادة والرضع كثيراً؟
- تغذية الطفل بهدوء ليلاً: يُنصح باستخدام أضواء خافتة عند الاستيقاظ لتغذية الرضيع أثناء الليل والحرص على الحفاظ على الأصوات ضعيفة أيضاً، وذلك لمساعدة الرضيع في فهم أن هذا وقت للتغذية والعودة إلى النوم وليس الاستيقاظ واللعب.
ومن المهم أن تتذكر بأن قدرة الأهل على جعل رضيعهم ينام طوال الليل ليست مقياساً لمهارات الأبوة والأمومة، لذلك لا تقلق وخذ وقتك في فهم عادات نوم رضيعك وعزز طرق تواصلك معه حتى تتمكن من مساعدته، وإذا كانت لديك أيّ مخاوف فلا تهملها وتحدث إلى مقدم الرعاية الصحية الخاص برضيعك.