يتعرض الأطفال لصور العنف كل يوم تقريباً؛ سواء من خلال وسائل الإعلام أو في الحياة الواقعية، وتُظهر الأبحاث أن استهلاك الصور العنيفة يمكن أن يُلحق الأذى برفاهية الطفل العقلية والعاطفية. قد يسأل الآباء؛ وخاصةً أولئك الذين لديهم أطفال صغار، كيف يجب أن يكون التحدث مع الأطفال عن العنف؟
فيما يلي مقتطفاتٌ من 4 مقالاتٍ من خبراء وكتّاب في موقع «ذي كونفيرسيشن»، حول كيفية التحدث مع الأطفال عن العنف.
1. علّم الأطفال أن يكونوا صامدين
تكتب «فانيسا لو بلو»؛ الأستاذة المساعدة في علم النفس بجامعة روتجرز في نيوارك، عن الطرق التي يمكن للوالدين من خلالها خلق بيئة داعمة لمساعدة الأطفال على تطوير المرونة في المواقف العصيبة: «إن الاستماع بصدق إلى الأطفال عندما يتحدثون عن شعورهم، لا يُظهر فقط الرعاية والقبول لهم وحسب؛ بل ويساعدهم أيضاً في التحقق من مشاعرهم ووضعها في سياقها، والسماح لهم باستقلالية معينة لحل مشاكلهم بأنفسهم -حتى عندما يفشلون- ويمكن أن يساعدهم على ممارسة المرونة».
وتضيف: «إن مساعدة الأطفال على بناء المرونة هو أمر مهم جداً في هذه الأوقات؛ حيث يواجه الأميركيون تغيراتٍ واضطراباتٍ كثيرةً في نمط حياتهم اليومية. يجب على الآباء أيضاً الاهتمام بصحتهم العقلية من أجل منح أطفالهم الدعم المهم الذي يحتاجون إليه، فبناء المرونة ليس مجرد اللعب مع الأطفال فقط».
2. علّم الأطفال التفكير النّقدي حول عدم المساواة
ربما لم تكن أي مهنةٍ في بؤرة اهتمام الجمهور مؤخراً بهذا الشكل كما كانت عليه مهنة ضابط الشرطة، ففي أقل من شهر في ربيع عام 2021، كان هناك ما لا يقل عن 3 عمليات إطلاق نار مميتة على يد أفراد الشرطة، وأودت بحياة 3 شبانٍ؛ هم: «آدم توليدو»؛ 13 عاماً في شيكاغو، «داونت رايت»؛ 20 عاماً في مركز بروكلين، و«ماكيا براينت»؛ البالغة من العمر 16 عاماً في كولومبوس بولاية أوهايو.
يكتب «آدم فاين»؛ أستاذ علم الجريمة والعدالة الجنائية، و«كاثلين باديلا»؛ طالبة الدراسات العليا في علم الجريمة والعدالة الجنائية، وكلاهما في جامعة ولاية أريزونا: «لا تشكّل مثل هذه التجارب كيفية رؤية الأطفال للشرطة فحسب؛ بل تتشكّل هذه التصورات في سن مبكرة، ولا تؤثر هذه التصورات على الأطفال كأفرادٍ فقط؛ بل تؤثّر على المجتمع أيضاً؛ حيث يمكن للنظرة السلبية حول الشرطة أن تثني الشباب الملونين عن السعي وراء وظائف تنفيذ القانون. في حين أن الأمة تنخرط في نقاشاتٍ حول مستقبل الشرطة؛ يجب أن يركّز جزءٌ من هذا النقاش على سبب عدم انضمام معظم الشباب الملونين إلى وظائف تنفيذ القانون».
3. تحقق من شعور طفلك
للأسف؛ الأطفال متآلفين مع العنف. في مدارس اليوم، يجري الطلاب تدريبات نشطةً على إطلاق النار، ويشاركون في حركات مناهضة للعنف؛ مثل حركة «مارش فور أور لايفز»، وفي هذا الصدد؛ كتبت «كي كاواشيما جينسبيرغ»؛ مديرة مركز المعلومات والأبحاث حول التعلم المدني والمشاركة في جامعة تافتس، في مقالٍ لها مع خبراءٍ آخرين على موقع «كونفيرسيشن»، حول كيفية التحدث مع الطلاب حول أعمال الشغب التي وقعت في 6 يناير/ كانون الثاني 2021 في الكابيتول: «إن إشراك الطلاب في المناقشات حول الأحداث العنيفة الماضية والحالية، يمكن أن يسمح لهم بالتعبير عن مشاعرهم ومعالجتها في بيئة آمنة. لا تجرد أي طالب من إنسانيته بسبب آرائه؛ ولكن علمه أن يأخذ في الاعتبار دائماً الغرض والآثار المترتبة على رده».
4. تعرّف إلى ما يتعرّض له طفلك
الإنترنت مليء بالصور العنيفة؛ مما يجعل العديد من الأطفال عرضةً للأذى النفسي. يصف «دانييل جيه فلانيري»؛ مدير مركز بيغون لأبحاث وتعليم الوقاية من العنف في جامعة «كيس ويسترن ريزيرف»، كيف يمكن أن يؤدي التعرض للعنف إلى زيادة مخاطر الإصابة بالاكتئاب والغضب والقلق؛ حيث يكتب: «للوالدين دور مهم للغاية، فإن معرفة مكان تواجد أطفالهم وماذا يفعلون ومع من هم، سيساعد كثيراً في دعمهم وتحسين قدرتهم على التكيّف مع ما يحدث في العالم من حولهم».
اقرأ أيضاً: كيف يؤثر العنف المنزلي على صحة الأطفال؟
هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.