الزائدة الدودية هي أحد المكونات الحيوية للجهاز اللمفاوي في الجسم، وهي عبارة عن بروز إصبعي الشكل يتفرع من القولون الأيمن ويكون هذا البروز مجوّفاً على شكل جيب ضيق. وكباقي الأعضاء من الممكن أن يحدث التهاب في الزائدة الدودية فتمتلئ بالصديد وبقايا الالتهاب.
يصيب التهاب الزائدة الدودية 70 ألف طفل سنوياً في الولايات المتحدة، وهو أكثر شيوعاً عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عاماً، حيث تعتبر التهاب الزائدة الدودية السبب الأكثر شيوعاً لجراحة البطن الإسعافية في مرحلة الطفولة.
ما هو التهاب الزائدة الدودية؟
من الشائع أن تلتهب الزائدة الدودية عند البالغين نتيجة لانسداد تجويفها بكتلة برازية صلبة أو ما تُسمى بـ "حصاة برازية"، فيحدث التهاب ناتج عن الانسداد، وتظهر أعراض الالتهاب الشديدة. أمّا بالنسبة للأطفال فقد لا يكون سبب حدوث الالتهاب واضحاً في بعض الأحيان، فقد تلتهب نتيجة مجموعة من الأسباب منها:
- إنتانات الطرق التنفسية العلوية: تتصل العقد اللمفاوية الصدرية بالأنسجة اللمفاوية المتوضعة في الزائدة، وبالتالي يمكن لأي إنتان أن ينتقل بسهولة. نستدل على سبب الإصابة من خلال القصة المرضية، فإن كان الطفل قد أُصيب بالتهاب طرق تنفسية علوي من فترة قريبة فمن الممكن أن ينتقل الالتهاب عبر السبيل اللمفاوي ليصل إلى الزائدة.
- إنتان في أحد الأعضاء البطنية: قد يتسبب التهاب المرارة أو التهاب الكبد بحدوث التهاب في الزائدة الدودية نظراً لأن الأعضاء البطنية متجاورة، الأمر الذي يؤدي لانتشار أي إنتان بسهولة بين الأعضاء البطنية.
- التهابات المعدة والأمعاء: كما ذكرنا، الزائدة هي بروز من القولون الأيمن لذا فإن التهاب في المعدة والأمعاء قد ينتقل للزائدة.
- انحشار البراز أو الطفيليات داخل الزائدة الدودية.
ماذا يحدث إذا لم يتم علاج الزائدة الدودية؟
التهاب الزائدة الدودية حالة خطيرة للغاية إن لم تُعالج، إذ يمكن أن تنفجر أو تتمزق الزائدة الدودية للطفل؟ ولأنها عضو بطني فعندما تتمزق تنشر الجراثيم الموجودة بداخلها إلى كامل التجويف البطني، مسببةً بذلك حدوث "التهاب البريتوان البطني"، والبريتوان هو غشاء مصلي يبطن تجويف البطن، كما يُعتبر نسيجاً رابطاً وداعماً، يحافظ على سلامة الأحشاء الداخلية في البطن. وإن لم يُعالج فإنه سيؤدي إلى حدوث صدمة إنتانية والتي هي عدوى في كل أعضاء الجسم. تعتبر الصدمة الإنتانية حالة مهددة للحياة إذ تتطور بسرعة مسببةً قصور أعضاء شامل ومن ثم الوفاة.
أعراض التهاب الزائدة الدودية عند الأطفال
العلامة الرئيسية في التهاب الزائدة الدودية عند الأطفال هي الألم البطني الحاد في المنطقة السفلية اليمنى من بطن الطفل. يبدأ الألم حول السرة ومن ثم ينتقل إلى الجانب الأيمن السفلي لاحقاً، ويترافق الالتهاب مع مجموعة من الأعراض الأخرى نذكر منها:
- الغثيان والإقياء.
- فقدان الشهية.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- اتخاذ وضعية ثابتة مريحة إذ نجد أن الطفل ثابت في وضعية معينة ولا يتحرك لأن الحركة تتسبب في زيادة الألم.
اقرأ أيضاً: ما هي أسباب إقياءات الرضع المتكررة؟ وكيف يتم التعامل معها؟
تشخيص التهاب الزائدة الدودية
تشخيص التهاب الزائدة الدودية سريريّ بالدرجة الأولى، فإن كانت أعراض الطفل تشير إلى التهاب الزائدة فعندئذ يجب أخذ الطفل للطبيب لإجراء فحص سريري شامل، مع إجراء اختبارات الدم والبول للتحقق من سبب حدوث التهاب الزائدة بالدرجة الأولى. كما قد يستخدم الطبيب جهاز الأمواج فوق الصوتية للكشف بشكل أفضل على زائدة الطفل وتأكيد الالتهاب.
علاج التهاب الزائدة الدودية عند الأطفال
في بعض الحالات غير الحادة يمكن علاج التهاب الزائدة الدودية عند الأطفال بالمضادات الحيوية وحدها، ولكن في أغلب الأحيان، يتم علاج التهاب الزائدة الدودية جراحياً عن طريق استئصال الزائدة الدودية، حيث يقوم الجرّاح باستئصالها إمّا بواسطة "المنظار"، ولهذه الطريقة فترة شفاء أقصر وهي تستخدم في الحالات البسيطة وغير المعقدة، أو بواسطة فتح البطن وذلك كأي عمل جراحي آخر، يكون فتح البطن جراحياً ضرورياً في بعض الحالات المعقدة من التهاب الزائدة. من المهم إعطاء الطفل المضادات الحيوية قبل العمل الجراحي للتقليل من حدة الالتهاب في حال تمزقت الزائدة الدودية.
يتعافى معظم الأطفال بسرعة بعد الجراحة، ولا توجد أي حاجة لتغيير النظام الغذائي أو نمط الحياة، لكن يجب أن يحد الأطفال الذين خضعوا لعملية جراحية بالمنظار من نشاطهم البدني خلال الأيام الثلاثة إلى الخمسة الأولى من التعافي. كما يجب أن يستريح الأطفال الذين خضعوا لفتح البطن لمدة 10 إلى 14 يوماً قبل الانخراط في أي نشاط بدني.
اقرأ أيضاً: نزلة البرد عند الأطفال والرضع: الأسباب والعلاج وطرق الوقاية
ما هي مضاعفات جراحة الزائدة الدودية؟
كأي عمل جراحي آخر تعتبر المضاعفات شائعة بعد استئصال الزائدة الدودية، وتكون أكثر شيوعاً مع الحالات المتقدمة والأكثر تعقيداً كتمزق الزائدة والتهاب البريتوان الحاد، ومن المضاعفات نذكر:
- الإنتان: قد يبقى الإنتان موجوداً حتى بعد استئصال الزائدة، والذي يُعالج بالمضادات الحيوية. وأحياناً قد يضطر الجراح إلى فتح البطن مرة أخرى لتنظيف الإنتان وتعقيم المنطقة.
- الخراجات: يتم في بعض الحالات احتواء الإنتان في جيب صغير مشكلاً خراجات متعددة والتي تُعالج بالمضادات الحيوية، بينما قد تحتاج الخراجات الكبيرة إلى التصريف بواسطة المفجر الجراحي.
- انسداد الأمعاء الدقيقة: يمكن أن يحدث انسداد جزئي أو كامل للأمعاء الدقيقة، وهنا توجد حاجة ملحة لإعادة فتح البطن جراحياً.