عندما يلعب الأطفال بعفوية وببساطة، وبعيداً عن أعين ذويهم فإنهم يكتسبون فائدة أكبر، لأن اللعب بهذه الطريقة يعزّز التفاعل والعمل الجماعي بين الأطفال، ويعزز قدراتهم في التفكير والإبداع والمهارات الاجتماعية، وقدرتهم على التكيّف.
ونظراً لأنني باحثة في علم النفس التنموي، فقد دفعتني تلك الحقيقة إلى إعادة النظر مجدداً في مكوّنٍ أساسي من مرحلة الطفولة، وهو ساحة لعب الأطفال.
عملت على دراسة جديدة نُشرت نتائجها عام 2017 لمعرفة هل أماكن لعب الأطفال بحاجةٍ إلى تصميم جديد أم لا. قمنا خلال هذه الدراسة بتعديل ساحتين مخصصتين للعب الأطفال ممن تتراوح أعمارهم بين سنتين إلى 5 سنوات، والتي عادة ما تُشيّد في الحدائق وتضمّ ألعاباً بلاستيكية ثابتة وأقواساً للتسلّق.
نظراً لأن هذه المعدّات ثابتة ولا يمكن للأطفال تحريكها أو تغييرها، فإنها تحدّ من مخيّلتهم. لذلك قمنا بإضافة ما يمكنهم تحريكه واستخدامه في أنشطتهم مثل العصيّ، قوالب الطوب، والرمل لنرى كيف ستغيّر هذه الإضافات من لعب الأطفال. أظهر الأطفال بعد أسبوعين من بدء التجربة سلوكاً تعاونياً أكثر، وتحدّثوا مع بعضهم أكثرَ أيضاً، وأخذوا يهتمّون بمشاعر بعضهم البعض.
يكتسب هذا النوع من لعب الأطفال التفاعلي زخماً إضافياً مؤخراً. فقد عادت «ملاعب المغامرات» للظهور مجدداً بعد أن انتشرت في السابق إبّان الحرب العالمية الثانية، حيث تحتوي هذه الأماكن المُخصصة للعب الأطفال على معدّاتٍ «خُردة»، مثل المجارف وألواح الخشب وغيرها حتى يلعب بها الأطفال. كما تغلق بعض المدن، مثل سياتل وتورنتو، الشوارع في أوقاتٍ معيّنة لتشجيع الأطفال على الانطلاق والركض فيها بحريّةٍ تامّة. أنا متفائلةٌ بأنّ أيام اللعب الحقيقي ستعودُ بقوّةٍ أكبر في المستقبل.
الكاتبة: «ماريانا بروكسوني»؛ أستاذة مشاركة في قسم طب الأطفال وكلية السكان والصحة العامة في جامعة كولومبيا البريطانية في كندا.
نُشرت القصة في العدد 19 من مجلة بوبيولار ساينس 2020،بعنوان «الألعاب»، كما يمكنك الاطلاع على أعداد المجلة المنشورة من هنا.