كيف نستدل على وجود تأخر في الكلام عند الأطفال؟ وكيف نتعامل مع ذلك؟

3 دقائق
كيف نستدل على وجود تأخر في الكلام عند الأطفال؟ وكيف نتعامل مع ذلك؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Prostock-studio

لا يستوفي بعض الأطفال المعالم التنموية اللغوية لأعمارهم ويعانون من تأخر في النطق أو ما يُسمى بـ "التأخر اللغوي". بشكلٍ عام، تتطور القدرات اللغوية لبعض الأطفال بشكل متفاوت، إذ يكتسبها بعضهم على نحو أبطأ من غيرهم وقد يكون هذا طبيعي إلى حد ما، لكن بالمقابل تترافق بعض حالات تأخر الكلام مع ضعف في السمع والكلام والإدراك وهنا تأتي أهمية التفريق بين الاثنين للتعامل مع الحالة بالشكل الصحيح، فالإهمال قد يُكلف الطفل حقه في التعبير عن نفسه أو فهم الآخرين طوال حياته.

متى نقول إن الطفل يعاني من تأخر الكلام؟

يؤثر تأخر الكلام أو ضعف تطور اللغة على 5-10% من الأطفال في سن ما قبل المدرسة في الولايات المتحدة الأميركية وذلك وفقاً للتقارير الصحية لجامعة ميشيغان. وتعد الصعوبات التي يواجهها الأطفال بين سني 18 شهر و3 سنوات طبيعية نظراً لأنهم ما زالوا في مرحلة التعلم. ومع ذلك يتم رصد بداية حدوث "تأخر النطق" في عمر 2-5 سنوات من خلال مجموعة من المعالم التي سنأتي على ذكرها. وبالمقابل، تُشخص "اضطرابات النطق" بعد سن الخامسة وتتجسد في أشكال مختلفة تتراوح بين صعوبة نطق الأحرف بشكل صحيح أو عسر في الكلام ناجم عن ضعف في فهم اللغة أو التمتمة.

اقرأ أيضاً: يتواصلون مبكراً ويتطورون تدريجياً: كيف أعلم طفلي الكلام؟

من المعالم والعلامات التي تشير إلى احتمال وجود مُشكلة في النطق عند الأطفال:

  • عدم التفاعل مع أصوات المحيط وندرة إصدار الأصوات، وذلك عند حديثي الولادة وحتّى عمر 12 شهر.
  • عدم تعرف الطفل إلى اسمه وصعوبة نطق كلمات مثل "بابا" أو "ماما" كباقي الأطفال ذوي الأعمار 12-24 شهر، إضافةً إلى عدم محاولة تكرار ما يسمعه وما يُقال إليه.
  • ضعف القدرة على فهم بعض الأسئلة الواضحة مثل "من أين؟" أو "إلى أين؟" أو استيعاب بعض الكلمات الأساسية مثل "فوق" أو "تحت"، وذلك بالنسبة للأطفال ممن تتراوح أعمارهم بين 3-4 سنوات.
  • التواصل عبر الإيماءات.
  • ندرة نطق جمل كاملة وسليمة وصعوبات في تعلم كلمات جديدة، أو تكوين جمل مفيدة تتوافق مع عمره.
  • أما بالنسبة للأطفال ذوي 4-5 سنوات، فنجدهم يعبرون بطريقة غير مفهومة ويبحثون عن الكلمات باستمرار، كما يعانون من صعوبة في تسمية الألوان والتعرف عليها.

ما هي أنماط التأخر في الكلام عند الأطفال؟

يمكن أن يكون سبب حدوث التأخر في الكلام استقباليّاً أو استيعابيّاً، أي ناجماً عن عدم القدرة على فهم الكلام الموجه للشخص، أو تعبيريّاً، ويعني ضعف القدرة على التواصل اللفظي والتعبير عن النفس، أو مزيجاً من الاثنين.

عادةً لا يمكن تحديد سبب معين لحدوث تأخر الكلام عند الأطفال، إذ قد يساهم أكثر من عامل في حدوثه، ومن الأسباب الشائعة نذكر:

  • ضعف السمع: من الشائع أن يترافق ضعف السمع مع ضعف في اللغة أيضاً، حيث يكون تعلم التواصل اللفظي صعباً للغاية عند الأطفال الذين لا يسمعون بشكل جيد. 
  • الإصابة بطيف التوحد: لا يعاني جميع الأطفال المصابين بالتوحد من حدوث تأخر في الكلام، إلا أنه أحد أهم الأسباب التي تؤثر على التواصل.
  • الإعاقة الذهنية: تتسبب الإعاقة الذهنية في حدوث صعوبة في التعلم مثل عسر القراءة والتي بدورها تؤثر في مقدرة الطفل على الكلام.
  • المشكلات النفسية والاجتماعية: فعلى سبيل المثال يؤدي إهمال الوالدين الشديد لطفلهما إلى حدوث اضطرابات في تطور اللغة لديه.
  • عسر في التلفظ: كما في قصر لجام اللسان أو أحد الأمراض الدماغية التي صعوبة في تحريك عضلات الوجه واللسان.

كيف يتم التعامل مع تأخر الكلام عند الأطفال؟

من المهم البدء بالعلاج فور تشخيص وجود تأخر في الكلام عند الأطفال، إذ يساعد العلاج المبكر في منع تطور المشكلات الأخرى الاجتماعية والتعليمية والنفسية المستقبلية المرافقة لتأخر الكلام. يُقيّم أخصائي أمراض النطق واللغة، بالتعاون مع أخصائي الأمراض العصبية والنفسية، الطفل بشكل كامل لتحديد فيما إذا كان يعاني من أي مُشكلات صحية عضوية والتي بدورها قد تكون أثرت على قدرة الطفل على النطق والكلام، ليوجهه بعد ذلك إلى العلاج الأنسب لحالته بناء على المعطيات والبيانات التي تم جمعها عن حالته الصحية ودرجة التأخر في الكلام لديه.

يختلف التدبير بين الحالات، فلا يوجد علاج واحد يناسب الجميع وإنما يتعلق الأمر بالسبب الكامن وراء حدوث تأخر الكلام، لكن توجد بعض النقاط الرئيسية التي تعتبر عماد كل العلاجات، نذكر منها:

  • من المهم التحدث مع الطفل ببطء والحرص على التأكد من أنه فهم جميع الكلمات المكونة للجملة.
  • إعادة صياغة الجمل التي أخطأ الطفل بنطقها ببطء وإعادة المفردات التي صعبت عليه.
  • السماح للطفل بأخذ كل الوقت الذي يحتاجه عند التعبير عن نفسه، أي دعه يتحدث بالسرعة التي يحتاجها.
  • الحرص على أن يختلط الطفل مع أفراد سنه، سيتعلم بهذه الطريقة بشكل أسرع وأكثر فعالية.

تختلف الاستجابة للعلاج باختلاف المرحلة العمرية للطفل، ويلتحق بعض الأطفال بأقرانهم بعد الحصول على العلاج المناسب في الوقت الذي يواجه فيه بعض الأطفال صعوبة أكبر في التغلب على التأخر اللغوي، ما قد ينعكس سلباً على قدراتهم التعليمية كالقراءة، ولذلك يتطلب هؤلاء الأطفال رعاية واهتماماً أكبر.

اقرأ أيضاً: كلام الرضّع: ليس ظريفاً فحسب بل ضروري أيضاً لتعليم الطفل المفردات

كيف تقي طفلك من حدوث تأخر الكلام؟

في الوقت الذي يكون فيه منع حدوث تأخر الكلام بشكل مُطلق عند الأطفال المؤَهبين صعباً، تبقى الوقاية من خلال تطبيق بعض النصائح مهمة لتشجيع تطور اللغة لدى طفلك:

  • تحدث إلى طفلك منذ ولادته.
  • استجب إلى مناغاة طفلك عندما يكون رضيعاً.
  • غنِّ لطفلك.
  • اقرأ بصوت عالٍ لطفلك.
  • أجب عن أسئلة طفلك.

المحتوى محمي