تحسين صحة عظام طفلك تبدأ منذ فترة الحمل

4 دقائق
صحة عظام طفلك

كآباءٍ جدد، هناك الكثير من الأشياء التي يجب معرفتها والانتباه إليها، من أهمها الحرص على صحة عظام أطفالهم وسلامتها. وفي هذا الصدد، يمكن أن يكون للخطوات التي تضمن تغذية جيدة للطفل، منذ وجوده في الرحم إلى وقت ولادته، تأثير دائم على كيفية نموه. إذ تلعب التغذية المناسبة دوراً مهماً في الوقاية من الكسور والأمراض المتعلقة بالعظام في المستقبل، مثل هشاشة العظام.

تقول الطبيبة جين تراشتنبرج، الأستاذة السريرية المساعدة في طب الأطفال في كلية إيكان للطب في ماونت سيناي: «الحفاظ على صحة عظام الطفل من خلال مساعدته في الحصول على التغذية المناسبة؛ أشبه بفتح حساب توفير له يقيه من الظروف الصعبة في المستقبل».

وتوضّح جين: «يُعد اتباع نظامٍ غذائي غني بالكالسيوم والمعادن الأخرى بمثابة عامل وقاية يحد من فقدان العظام». تشير جين إلى أن الأطفال الذين يكون لديهم مؤشر الكتلة العظمية مرتفعاً بعد سنّ المراهقة؛ يتمتعون بفرصة أكبر في الوقاية من أمراض العظام في المستقبل».

توصيات للحامل لتحسين صحة عظام طفلها

تناول الأم للكالسيوم وفيتامين د أثناء الحمل ضروري جداً

تبدأ أولى الخطوات لضمان صحة عظام أطفالنا منذ الحمل وبعد الولادة. تقول الدكتورة مونيكا جروفر، الأستاذة المساعدة والمديرة المشاركة لبرنامج الرعاية الصحية للعظام في مستشفى لوسيل باكارد للأطفال التابع لجامعة ستانفورد: «إن تغذية الأم وكمية الكالسيوم وفيتامين د الذين تحصل عليهم؛ هي عوامل مهمة للغاية لضمان حصول أطفالنا على عظامٍ سليمة».

في حين تُوصى الحامل عادة بتناول 400 وحدة دولية من مكملات فيتامين د، إلا أن  كحدّ أدنى من فيتامين د يومياً فقط.

بالنسبة للكالسيوم، توصي كلية أطباء النساء جميع النساء البالغات فوق سن 19، سواء كنّ حوامل أم لا، بتناول 1000 ملليجرام من الكالسيوم يومياً. بينما توصي المراهقات بتناول ما لا يقل عن 1300 ملليجرام من الكالسيوم يومياً.

عند الولادة: تأكدي أن الطفل يكتسب الوزن

حليب الأم غني بالمواد المغذية، ولكن ما زال من الجيد استكماله بالمكملات الغذائية أو التركيبات المدعمة.

بمجرد ولادة الطفل، فإن أهم شيء يمكنك القيام به لضمان صحة أسنانهم وعظامهم؛ هو الحرص على إعطائهم التغذية المناسبة والتأكد من أنهم يكتسبون الوزن المناسب. وكما هو الحال بالنسبة للأمهات أثناء الحمل، فإن المغذيات الرئيسية التي يجب أن يحتويها غذاء الطفل في هذه المرحلة هي فيتامين د، والذي سيضمن، إلى جانب الكالسيوم، نمو هيكله العظمي بشكلٍ سليم.

تقول تراشتنبرج، وهي بالمناسبة المتحدثة الرسمية باسم الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال أيضاً: «يحتاج الأطفال إلى 400 وحدة دولية على الأقل من فيتامين د يومياً بدءاً من الولادة وحتى إتمامهم عامهم الأول. بالنسبة للأطفال الذين يعتمدون في تغذيتهم على حليب الأطفال المُدعّم حصراً، فإنهم يحصلون على حاجتهم من فيتامين د طالما أنهم يشربون حوالي ليتر منه. بالمقابل، يحتاج الأطفال الذين يعتمدون على حليب الأم فقط، أو لا يتلقون كمية كافية من الحليب المدعم إلى 400 وحدة دولية من فيتامين د عبر المكملات الغذائية، وذلك نظراً لصعوبة امتصاص هذا الفيتامين من حليب الأم أو لانخفاض كميته فيه».

ووفقاً لجروفر؛ يعد ذلك ضرورياً حتى لو كانت الأم المرضعة تتناول مكملات فيتامين د أثناء الإرضاع الطبيعي. فلكي تكون الأم قادرة على نقل هذه المغذيات إلى الطفل من خلال حليب الثدي، يتعين عليها تناول ما بين 4000 إلى 6000 وحدة دولية من فيتامين د يومياً، وذلك غير شائعٍ في الواقع.

وتقول تراشتنبرج: «من المهم أن تتأكد الأم من أن حليب الطفل مُدعّم بالعناصر الغذائية الضرورية، ويمكن تعزيزه حسب التوجيهات (بخلطه مع الكمية المناسبة من المكملات الغذائية والماء) لضمان حصول الطفل على المستويات الصحيحة من العناصر الغذائية».

مرحلة الرضاعة وما بعدها وتأثير على صحة عظام طفلك

السماح للطفل بتناول الطعام بأنفسهم يسمح لهم بالتحكم أكثر بوتيرة وكمية الطعام التي يتناولها.

توصي الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بالرضاعة الطبيعية حصراً خلال الأشهر الستة الأولى من حياة الطفل، وبعد ذلك، يمكنك إدخال الأطعمة الصلبة في نظامه الغذائي. وبحلول سن 12 شهراً، يجب أن يستهلك الطفل حوالي 1000 سعرة حرارية في اليوم موزعة على 3 وجبات رئيسية ووجبتين خفيفتين.

ولدعم صحة العظام في هذا العمر، توصي تراشتنبرج بإدخال الأطعمة الصلبة الغنية بفيتامين د والكالسيوم، مثل اللبن والجبن والسلمون والبيض والفاصوليا والخضروات الخضراء.

ضع في اعتبارك أن تقديم طعامٍ جديد للطفل قد يكون مهمة طويلة وصعبة. تقول تراشتنبرج في هذا الصدد: قد تُضطر إلى المحاولة عدة مرات قبل أن يتقبل الطفل الأطعمة الجديدة، ولكن هناك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها لتسهيل هذه المهمة بالنسبة لك ولهم كالآتي:

  • كن صبوراً ومتسقاً
  • جرب طرقاً مختلفة لتحضير الأطعمة (مثل المخبوزات أو الأطعمة المهروسة أو المقلية)
  • لا تجبر طفلك على تناول شيء لا يريده
  • تذكّر أن طفلك بحاجةٍ للوقت لتكوين عاداتٍ جديدة

يمكن للأطفال الانتقال إلى الحليب كامل الدسم بعد إتمام العام الأول، وهو مصدرٌ غني بفيتامين د والكالسيوم. ووفقاً لتراشتنبرج، تزداد كمية فيتامين د الموصى بها يومياً في هذا العمر إلى 600 وحدة دولية. ووفقاً للأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، يجب أن يستهلك الأطفال الصغار من حصتين إلى 3 حصص من منتجات الألبان يومياً، مثل نصف كوبٍ من الحليب، أو مكعبٍ من الجبن بحجم بوصة واحدة، أو ثلث كوب من الزبادي.

وتقول تراشتنبرج: «إذا كان الطفل لا يحب الحليب كامل الدسم أو منتجات الألبان عموماً، يمكنه الحصول على هذه العناصر الغذائية من مصادر أخرى». لكن جروفر حذرة من هذه الناحية وتقول: «من الصعب الحصول على حاجة الطفل من هذه العناصر الغذائية من الأطعمة النباتية لوحدها».

وتضيف جروفر: «لكي تحصل على نفس الكمية من الكالسيوم التي تحصل عليها من منتجات الألبان، يجب عليك أن تأكل كمياتٍ كبيرةٍ من البروكولي والسبانخ. إذا كان طفلك يستسيغ أكل الخضار فقط، غالباً ما يحتاج إلى تناول المكملات الغذائية، مثل المكملات متعددة الفيتامينات التي تحتوي على فيتامين د والكالسيوم، حيث يمكن تقديم 300 - 600 وحدة دولية من فيتامين د، بالإضافة إلى 100-250 ملليجرام من الكالسيوم مع كل وجبة.

بالرغم من أن هناك بعض العوامل المتعلقة بنمو العظام والصحة لا يمكن التحكم فيها، مثل الأمراض المزمنة والعوامل الوراثية، فإن العادات التي يبنيها الآباء خلال الفترة الأولى من حياة أطفالهم يمكن أن تساعد الأطفال على إنشاء قاعدةٍ متينةٍ لصحة جيدة تستمر طوال فترة البلوغ.

هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً

المحتوى محمي