ما هو تطعيم السنة ونصف؟ وما آثاره الجانبية؟

4 دقائق
تطعيم السنة ونصف
حقوق الصورة: أوكسانا كوزمينا/ شترستوك.

يتلقى الأطفال معظم اللقاحات المهمة خلال أول سنتين من العمر، حيث تقيهم هذه اللقاحات من أمراض خطيرة يؤدي بعضها إلى الوفاة. تتوزع اللقاحات على عدة جرعات، يتلقاها الطفل خلال جدول يُعطيه الطبيب للوالدين من أجل اتباعه. يأخذ الطفل إحدى الجرعات في عمر الـ 18 شهراً، فما هو تطعيم السنة ونصف؟ وما أعراضه وآثاره الجانبية؟ 

ماذا يتضمن تطعيم السنة ونصف؟

في عمر السنة ونصف، يُعطى الطفل لقاحاً بهدف حمايته من الإصابة بعدة أمراض، هي:

الخناق والكزاز والسعال الديكي «DTPa»

يغطي هذا اللقاح 3 أمراض في جرعة واحدة:

الخناق: وتسببه بكتيريا «الدفتيريا» (Diphtheria) التي تسبب تشكل طبقة سميكة من المخاط في مؤخرة الحلق، وبالتالي تسبب صعوبة في التنفس. تؤدي عدوى الأطفال تحت عمر الـ 5 سنوات بهذه البكتيريا إلى الموت.

الكزاز: ويُعرف أيضاً باسم التيتانوس، العامل المسبب له بكتيريا «كلوستريديوم تيتاني» (Clostridium tetani)، التي تُفرز مادة سامة في الجسم تؤدي إلى تشنجات وتقلصات الفك، وتصلب العضلات، والحمى، وغالباً ما تؤدي إلى الوفاة.

السعال الديكي: ويُسمى أيضاً الشاهوق، وهي عدوى بكتيرية أيضاً تسمى «بورديتيلا بيرتوسيس» (Bordetella pertussis)، تصيب الجهاز التنفسي، تتمثل الإصابة بنوبات سعال لا يمكن السيطرة عليه، ويمكن أن يكون مميتاً للرضع.

تُعطى الجرعة الأولى من هذا اللقاح بعمر الشهرين، والجرعة التي يتلقاها الطفل في عمر السنة ونصف هي جرعة داعمة. غالباً، لا تظهر أعراض جانبية بعد تلقي هذا اللقاح، وإن ظهرت تكون بشكل حمى وإقياء وألم في موضع الحقن، ومن النادر أن تكون الحمى شديدة.

اقرأ أيضا:

اللقاح الرباعي: الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية وجدري الماء MMRV

يغطي هذا اللقاح 4 أمراض فيروسية في جرعة واحدة: 

الحصبة: هي مرض يسبب طفحاً جلديّاً أحمر على كافة الجسم، بالإضافة إلى الحمى والسعال وسيلان الأنف واحمرار العينين المائي. غالباً ما تتطور الإصابة وتسبب الالتهاب الرئوي والتهابات الأذن والعمى والنزيف والتهاب السحايا، وفي حالات نادرة تنتقل الإصابة إلى الدماغ وتسبب تلفه والوفاة بعد ذلك.

النكاف: مرض فيروسي يسبب الصداع والتهاب الحلق والحمى وآلام العضلات وفقدان الشهية وتورم الرقبة وتحت الإبطين أو الفخذ. وقد يؤدي إلى الصمم وتورم مؤلم في الخصيتين أو المبايض. نادراً ما يتسبب النكاف في التهاب الدماغ أو السحايا أو يؤدي إلى الوفاة.

الحصبة الألمانية: تسبب طفحاً جلديّاً مثل الحصبة لكنها مرض مختلف عنها، تسبب الحمى والتهاب الحلق والطفح الجلدي والصداع وتهيج العين. تصيب النساء غالباً مسببةً لهنَّ التهاب المفاصل. وإذا أصيبت الحامل بالعدوى، يعني ذلك أنها معرضة لخطر الإجهاض، أو ولادة طفل بعيوب خلقية مثل الصمم أو العمى، أو مصاب بضرر في الدماغ. 

جدري الماء «الحماق»: وهو أيضاً مرض يسبب طفحاً جلدياً مثيراً للحكة، بالإضافة إلى الحمى والتعب وفقدان الشهية والصداع. وقد يتطور إلى التهاب الجلد والالتهاب الرئوي والتهاب الأوعية الدموية وتورم الدماغ و/ أو النخاع الشوكي وإصابة الدم أو العظام أو المفاصل. وإذا أصيبت به الحامل يمكن أن يسبب لها التهاباً رئوياً والتهاب الدماغ والتهاب الكبد، وقد يولد طفلها مصاباً بنقص الوزن، وندوب على الجلد، وغالباً لا ينمو دماغه بشكل طبيعي. قد يسبب جدري الماء لاحقاً الإصابة بطفح جلدي مؤلم يسمى «الهربس النطاقي»

يتلقى الطفل الجرعة الأولى من اللقاح الرباعي في عمر السنة ونصف، ويتلقى الجرعة الثانية منه في عمر الخمس سنوات عادة. يُنصح الأطفال الذين يعانون من مشاكل خطيرة في جهاز المناعة بعدم تلقي هذا اللقاح، فقد يتسبب في حدوث عدوى قد تكون مهددة للحياة. 

اقرأ أيضاً: لقاح الحصبة قد يحمي الأطفال من أمراضٍ أخرى

المستدمية النزلية من النوع ب 

«المستدمية النزلية من النوع ب» (Haemophilus influenzae) هي بكتيريا يمكن أن تسبب التهاب السحايا، وهي الأنسجة المحيطة بالمخ والنخاع الشوكي. تصيب الأطفال دون سن الخامسة، ويمكن أن تكون قاتلةً. تُعطى الجرعة الأولى من اللقاح في عمر الشهرين، والجرعة التي يتلقاها الطفل في عمر السنة ونصف هي جرعة داعمة. قد يعاني الطفل بعد تلقي اللقاح من حمى وتورّم أو احمرار أو ألم في مكان الحقن، لكن غالبية الأطفال لا يعانون من آثار جانبية.

الإنفلونزا

تختلف الإنفلونزا عن نزلات البرد، إذ تكون أكثر حدة وتستمر لفترة أطول. ويمكن أن تؤدي إلى حالات خطيرة مثل الالتهاب الرئوي الشديد أو التهاب الدماغ. يكون الأطفال الرضع والأطفال دون سن الخامسة أكثر عرضة للإصابة بالإنفلونزا الشديدة، لذلك يفضل تطعيمهم ضدها.

اقرأ أيضاً: تطعيم الشهرين: ما هو؟ وكيف تتعامل مع آثاره الجانبية؟

أعراض تطعيم السنة ونصف

تطعيم السنة ونصف
حقوق الصورة: مارينا ديميديوك/ شترستوك.

عندما يتلقى الطفل لقاحه، عادةً يعطي الطبيب التعليمات الواجب اتباعها مع الطفل لتخفيف الألم، أو لكيفية التعامل مع الآثار الجانبية التي يمكن أن تظهر، أو أي ردود فعل مهما كانت خفيفة. من الأعراض التي يمكن أن تظهر على الطفل:

  • طفح جلدي خفيف. 
  • ألم في موقع الحقن، واحمراره.
  • البكاء.
  • التعب.
  • ارتفاع بسيط في درجة الحرارة.
  • تورم في الغدد الموجودة في الخدين أو الرقبة أو ألم مؤقت وتيبس في المفاصل.
  • نادراً ما يحدث انخفاض مؤقت في عدد الصفائح الدموية.

اقرأ أيضاً: حرارته مرتفعة: دليلك الشامل لخفض حرارة الطفل

تخفيف ألم تطعيم السنة ونصف وآثاره الجانبية

يمكن اتباع عدة نصائح لتخفيف ألم التطعيم بعد الحقن، فإذا كان الطفل ما زال يتغذى بالرضاعة، يوصي الأطباء بالإكثار من إرضاعه -طبيعياً أو صناعياً- بعد تلقي اللقاحات للحفاظ على رطوبته. ويمكن تخفيف الألم في موضع الحقن بوضع قطعة قماش مبللة بماء بارد.

إذا عانى الطفل من ارتفاع بسيط في درجة الحرارة، يمكن عمل حمام فاتر له. يوصي الأطباء أيضاً بإعطاء الطفل دواءً مسكنناً للألم وخافضاً للحرارة مثل الباراسيتامول وليس الأسبرين، وبجرعة تناسب وزنه وعمره.

تزول الآثار الجانبية للقاحات في غضون 24 ساعة، وإذا استمرت لأكثر من ذلك يجب الاتصال بطبيب الأطفال، كما يُوصى بالذهاب إلى الطبيب في حال:

  • ارتفعت درجة حرارة الطفل لأكثر من 38 درجة مئوية، أو استمرت لأكثر من 24 ساعة.
  • عدم زوال الاحمرار موضع الحقن بعد 48 ساعة.
  • استمرار الطفل في البكاء لأكثر من 3 ساعات.
  • الطفل يعاني من صعوبة في التنفس أو البلع.

اللقاحات آمنة، ومن الأفضل إعطائها للطفل في المواعيد المحددة، حسب جدول اللقاحات لحمايته من تلك الأمراض الخطيرة.

المحتوى محمي