يتلقى الأطفال معظم اللقاحات المهمة خلال أول سنتين من العمر، تقيهم هذه اللقاحات من أمراض خطيرة يؤدي بعضها إلى الوفاة. تتوزع اللقاحات على عدة جرعات، يتلقاها الطفل خلال جدول يُعطيه الطبيب للوالدين من أجل اتباعه. يأخذ الطفل إحدى الجرعات في عمر الشهرين، فما هو تطعيم الشهرين وما هي أعراضه وكيفية التعامل معه.
ماذا يتضمن تطعيم الشهرين؟
في عمر الشهرين، يُعطى الطفل لقاحاً بهدف حمايته من الإصابة من عدة أمراض، هي:
1. التهاب الكبد ب
التهاب الكبد ب هو مرض كبدي فيروسي. يعاني بعض المصابين به من أعراض بسيطة، لكن البعض الآخر يعانون من أعراض شديدة، قد تضطرهم إلى دخول المستشفى، أو قد تؤدي إلى الإصابة بسرطان الكبد.
تكون الجرعة التي يتلقاها الطفل بعمر الشهرين جرعة داعمة، إذ يتلقى الجرعة الأولى في الساعات الأولى من ولادته. يُعتبر لقاح التهاب الكبد ب آمناً، لكن قد يعاني بعض الأطفال من ألم في موضع الحقن أو ارتفاع قليل في درجة الحرارة لتصل إلى 38 درجة مئوية.
2. الخناق والكزاز والسعال الديكي
يغطي هذا اللقاح 3 أمراض في جرعة واحدة:
الخناق: وتسببه بكتيريا «الدفتيريا» (diphthera) التي تسبب تشكل طبقة سميكة من المخاط في مؤخرة الحلق، وبالتالي تسبب صعوبة في التنفس. تؤدي عدوى الأطفال تحت عمر الـ5 سنوات بهذه البكتيريا إلى الموت.
الكزاز: ويُعرف أيضاً باسم التيتانوس، العامل المسبب له بكتيريا «كلوستريديوم تيتاني» (Clostridium tetani)، التي تُفرز مادة سامة في الجسم، تؤدي إلى تشنجات وتقلصات الفك، وتصلب العضلات، والحمى، وغالباً ما يؤدي إلى الوفاة.
السعال الديكي: ويُسمى أيضاً الشاهوق، وهي عدوى بكتيرية أيضاً تسمى «بورديتيلا بيرتوسيس» (Bordetella pertussis)، تصيب الجهاز التنفسي، تتمثل الإصابة بنوبات سعال لا يمكن السيطرة عليه، ويمكن أن يكون مميتاً للرضع.
تُعطى الجرعة الأولى من هذا اللقاح بعمر الشهرين، تليها عدة جرعات داعمة. غالباً، لا تظهر أعراض جانبية بعد تلقي هذا اللقاح، وإن ظهرت تكون بشكل حمى وإقياء وألم في موضع الحقن، ومن النادر أن تكون الحمى شديدة، بالإضافة إلى نوبات بكاء مستمر لساعات.
3. المكورات الرئوية
المكورات الرئوية «Streptococcus pneumonia» هي بكتيريا تسبب التهاب الرئتين والأذنين، وقد تصل إلى الدم والدماغ، وتسبب الوفاة في حالات نادرة. يصعب علاج هذا النوع من البكتيريا لأن بعض سلالاتها مقاومة للمضادات الحيوية.
هذا اللقاح آمن، ومعظم الأطفال لا يعانون من آثار جانبية. وإن حصل، تكون الأعراض متمثلة بالحمى التي قد تترافق مع قشعريرة، وفقدان الشهية، والصداع والتعب. في بعض الأحيان يحدث ألم واحمرار حول مكان الحقنة.
4. المستدمية النزلية من النوع ب
المستدمية النزلية من النوع ب «Haemophilus influenzae» هي بكتيريا يمكن أن تسبب التهاب السحايا، وهي الأنسجة المحيطة بالمخ والنخاع الشوكي. تصيب الأطفال دون سن الخامسة، ويمكن أن يكون قاتلاً. تُعطى الجرعة الاولى من اللقاح في عمر الشهرين. قد يعاني الطفل بعد تلقي اللقاح من حمى وتورّم أو احمرار أو ألم في مكان الحقن، لكن غالبية الأطفال لا يعانون من آثار جانبية.
5. شلل الأطفال
شلل الأطفال مرض يسببه فيروس يهاجم الجهاز العصبي. وعندما يصل إلى النخاع الشوكي، قد يتسبب في حدوث شلل مؤقت أو دائم، ويكون قاتلاً في بعض الأحيان. يُصيب الأطفال دون سن الخامسة أيضاً. يُعطى هذا اللقاح على عدة جرعات من عمر يوم حتى عمر الخمس سنوات.
6. فيروس الروتا
فيروس الروتا هو فيروس يصيب الأطفال ويسبب لهم الإسهال والإقياء الشديدين، ما قد يؤدي إلى حدوث التجفاف لدى الطفل، ويمكن أن تصبح الحالة مهددة للحياة ما لم يتلقَ الطفل العلاج.
يُعطى لقاح الروتا على شكل قطرات عن طريق الفم، وقد يسبب الهياج والإسهال والإقياء، وفي حالات نادرة جداً (1 من 20000 إلى 100000) يسبب انسداد الأمعاء، وهو أمر يتطلب جراحة لعلاجه.
اقرأ أيضاً: أسباب إسهال الرضّع وطرق طبيعية لعلاجه
أعراض تطعيم الشهرين
عندما يتلقى الطفل لقاحه، عادةً يعطي الطبيب التعليمات الواجب اتباعها مع الطفل لتخفيف الألم، أو لكيفية التعامل مع الآثار الجانبية التي يمكن أن تظهر، أو أي ردود فعل مهما كانت خفيفة. من الأعراض التي يمكن أن تظهر على الطفل:
- طفح جلدي.
- ألم في موقع الحقن.
- البكاء الشديد.
- التعب.
- ارتفاع بسيط في درجة الحرارة.
اقرأ أيضاً: حرارته مرتفعة: دليلك الشامل لخفض حرارة الطفل
تخفيف ألم تطعيم الشهرين وآثاره الجانبية
يمكن اتباع عدة نصائح لتخفيف ألم التطعيم قبل الحقن وبعده.
قبل التطعيم
يوصي الأطباء بإعطاء الطفل محلول سكري من سكر الغلوكوز أو السكروز قبل تلقي اللقاح بدقائق، لأن ذلك يؤدي إلى تخفيف الألم عند الحقن. ويمكن الإكثار من إرضاع الطفل قبل اللقاح، لإمداد الطفل بكمية كافية من السكر الموجود بالحليب، وبالتالي تخفيف ألم الحقن أيضاً.
بعد التطعيم
يوصي الأطباء عادةً بالإكثار من إرضاع الطفل -طبيعياً أو صناعياً- بعد تلقي اللقاحات للحفاظ على رطوبته. كما يمكن لف الرضيع ليحافظ على الشعور بالأمان. ويمكن تخفيف الألم في موضع الحقن بوضع قطعة قماش مبللة بماء بارد.
إذا عانى الطفل من ارتفاع بسيط في درجة الحرارة، يمكن عمل حمام فاتر له. يوصي الأطباء أيضاً بإعطاء الطفل دواءً مسكنناً للألم وخافضاً للحرارة مثل الباراسيتامول وليس الأسبرين، وبجرعة تناسب وزنه وعمره.
تزول الآثار الجانبية للقاحات في غضون 24 ساعة، وإذا استمرت لأكثر من ذلك يجب الاتصال بطبيب الأطفال، كما يُوصى بالذهاب إلى الطبيب في حال:
- ارتفعت درجة حرارة الطفل لأكثر من 38 درجة مئوية، أو استمرت لأكثر من 24 ساعة.
- عدم زوال الاحمرار موضع الحقن بعد 48 ساعة.
- استمرار الطفل في البكاء لأكثر من 3 ساعات.
- الطفل يعاني من صعوبة في التنفس أو البلع.
اللقاحات آمنة، ومن الأفضل إعطائها للطفل في المواعيد المحددة، حسب جدول اللقاحات لحمايته من تلك الأمراض الخطيرة.