9 من أهم التغييرات التي تحدث في جسم الأم بعد الولادة

4 دقيقة
9 من أهم التغييرات التي تحدث في جسم الأم بعد الولادة؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Ratchat

ما بين إحساس الأم بعظمة الإنجاز بصنعها إنساناً صغيراً في أحشائها، وصدمتها بشكل جسمها في الأيام والأسابيع الأولى التي تلي الولادة. تعيش الأمهات الجدد حالة من الذهول والحيرة، فعلى الرغم مما مر به جسمها من تغييرات خلال الحمل، وتحولات بنفس القدر بعد الولادة، فإنها تتغاضى عن صحتها وشكلها للتعامل مع مشكلة أكبر، ألا وهي رعاية الطفل مع القليل من النوم. فما أهم هذه التغييرات التي يمر بها جسم الأم بعد الولادة؟ ومتى يمكنها استعادة جسم ما قبل الحمل؟

1. تضخم القدمين

قبل الحمل، تستمتع النساء بتسوق مختلف أنواع الأحذية وفقاً لكل مناسبة وبما يمنح القدم النعومة والجمال، ولكن خلال الحمل والولادة يبدأن تدريجياً باستبدال ما يمتلكن بمقاسات أكبر فأكبر، حتى إن بعضهن قد يزداد مقاس قدمهن نصف الضعف، وقد لا يتمكنَّ من العودة للمقاس السابق. يعود تضخم القدم لسببين رئيسين هما:

  • زيادة الوزن: وفقاً للكلية الأميركية لأطباء النساء والتوليد (ACOG)، تكتسب النساء بشكل طبيعي خلال الحمل ما بين 11-16 كيلوغراماً، يضغط هذا الوزن الزائد على القدم طوال شهور الحمل، ما يؤدي إلى تسطح قوس القدم.
  • الهرمونات: وفقاً لدراسة نُشرت في "مجلة جراحة العظام والمفاصل" (The Journal of Bone and Joint Surgery)، يفرز الجسم خلال الحمل هرمون الريلاكسين الذي يساعد على استرخاء الأربطة والعضلات في الحوض، ما يمنح الجسم المرونة اللازمة للولادة. يمكن لهذا الهرمون أن يؤثر على الأربطة في مناطق أخرى من الجسم مثل القدمين، ما يجعل قدم الأم أكثر ليونة وقابلية للتمدد.

2. الإفرازات المهبلية

بعد الولادة وحتى نحو شهر أو ستة أسابيع، ستعاني المرأة من إفرازات مهبلية تُعرف بالهلابة (lochia)، وهي عبارة عن دم مع مواد مخاطية. يتغير اللون تدريجياً بمرور الوقت حيث يتحول إلى أحمر فاتح ثم وردي ثم أبيض. تأتي هذه الإفرازات نتيجة خروج المشيمة التي كانت مرتبطة بعضلة الرحم عن طريق المهبل.

3. نمو الثديين وتقلصهما

ربما الوقت مناسب لشراء حمالة صدر جديدة، إذ يزداد حجم الثديين أثناء الحمل وبعد الولادة نتيجة استبدال الأنسجة الدهنية بأنسجة وظيفية استعداداً للرضاعة، بالإضافة إلى امتلائهما بالحليب بعد الولادة. لكن هذا الحال لا يدوم، إذ يتعرض النسيج الوظيفي للتلف حالما يتم إيقاف الرضاعة، فيتقلص الثديان مرة أخرى، وتعود المرأة لاستخدام حمالة الصدر القديمة.

4. ترهل الثديين

للأسف ما إن يصاب الثديان بالترهل فلا يمكن إعادتهما لوضعهما الطبيعي، هذا ما أشارت له الدراسة المنشورة في "مجلة الجراحة التجميلية" (Aesthetic Surgery Journal)، لأن الترهل ينتج عن ارتخاء الأربطة والإيلاستين التي تشد الأنسجة الدهنية في الثدي. لا تؤدي الرضاعة الطبيعية لترهل الثدي، لكن تكرار الحمل، والممارسات غير الصحية كالتدخين وزيادة الوزن يمكن أن تزيد من فرص الإصابة بالترهل.

5. علامات التمدد على الجلد

تظهر علامات التمدد على الجلد في البداية كحكة ثم كخطوط وردية تميل إلى الأرجوانية على الجلد فوق المعدة أو الفخذين أو الثديين مع تقدم الحمل، وهي لا تصيب الحوامل فقط، بل يمكن أن تحدث لدى زيادة الوزن أو نقصانه، وكذلك في فترة البلوغ، إلا أن الحوامل أكثر عرضة للإصابة في الأشهر الأخيرة من الحمل نتيجة تمدد الجلد لإفساح المجال للجنين بالنمو.

على الرغم من المزاعم بقدرة بعض الكريمات والزيوت على إزالة هذه العلامات، فإنها لا تستطيع علاجها، لكن لحسن الحظ فإنها تتلاشى بعد فترة من الزمن، وتختلف من امرأة إلى أخرى نتيجة تقلص البشرة.

6. توسع الأوردة: الدوالي

وفقاً للطبيبة ليزا ماسترسون (Lisa Masterson)، وهي طبيبة أمراض النساء في مستشفى ومركز سيدارز سيناي الطبي (Cedars-Sinai Medical Center)، تُصاب 40% من النساء الحوامل بتوسع الأوردة في المنطقة السطحية من الجلد، وغالباً في ربلة الساقين والفخذين، لكنها غالباً ما تتحسن تدريجياً بعد الولادة، وقد تستغرق نحو 12 أسبوعاً. تنتج دوالي الأوردة عن العوامل التالية:

  • زيادة حجم دم الأم وضغطه على الأوردة.
  • ضغط الجنين بوزنه على الأوعية الدموية في الحوض، ما يغيّر من تدفق الدم.
  • التغييرات الهرمونية التي تسبب تباطؤ عودة الدم إلى القلب.

7. انفصال البطن: انفراق المستقيم

بينما يتباهى الرياضيون بعضلات البطن المستقيمة والمكونة من ستة حزم (6 Abs)، تتعرض النساء لما يُعرف بانفراق المستقيم أو انفصال البطن، وهو حالة شائعة تصيب النساء الحوامل وبعد الولادة بشكل رئيسي.

تتكون عضلات البطن من ست عضلات موزعة في مجموعتين على يمين البطن ويساره، ويربط بينهما نسيج ضام (لينيا ألبا). خلال الحمل تتمدد العضلات لإفساح المجال للجنين بالنمو، لكن قد ينتج عن زيادة الضغط عليها انفصال النسيج الضام، وبالتالي انفصال مجموعتي العضلات عن بعضهما، وتشكل فجوة بينهما. هذا هو السبب في مظهر بطن المرأة حتى بعد الولادة، إذ يصبح البطن مترهلاً وبارزاً. يتمتع النسيج الضام بالمرونة، لذا يمكن أن يلتئم بعد الولادة في غضون 8 أسابيع من الولادة وحتى 6 أشهر، معيداً جمع المجموعتين مع بعضهما، إلا أن زيادة الضغط قد تسبب فرط تمدده حتى يفقد مرونته.

8. فقدان الشعر

خلال الحمل، وبعد الأسبوع الـ15 من الحمل، تشعر الحامل بزيادة كثافة شعرها، وهذا يحدث بتأثير ارتفاع مستوى هرمون الإستروجين، ما يؤدي إلى تساقط أقل للشعر لأنه يبقى لفترة أطول في مرحلة النمو من دورته. بعد الولادة، يعود الإستروجين إلى مستوياته الطبيعية، فينتقل الشعر بسرعة من مرحلة النمو إلى مرحلة الراحة والتساقط، لذا قد تعاني معظم النساء بعد الولادة من تساقط الشعر حتى نحو 3-4 أشهر. ولكن لا داعي للقلق، لأن الشعر سيعود إلى دورة نموه الطبيعية لينمو من جديد عندما يبلغ الطفل عامه الأول.

9. تقلصات الرحم

خلال بضع ساعات من الولادة، يصبح الجزء العلوي من الرحم في سوية السرة. وبعد يوم كامل ينزل الرحم إلى موضعه تدريجياً، ويتقلص إلى حجمه الطبيعي الذي يماثل حبة الكمثرى في غضون 6 أسابيع بعد الولادة. تترافق هذه التقلصات في الرحم بآلام وتشنجات لإيقاف النزف الناتج عن خروج المشيمة من المهبل، إلا أنها لا تستمر لأكثر من 5 دقائق وخاصة في حالة الرضاعة الطبيعية.

بعض التغييرات التي يمر بها جسم الأم بعد الولادة تزول تدريجياً، وبعضها الآخر يحتاج إلى نمط حياة صحي كممارسة الرياضة وتناول الغذاء الصحي، ولكن وبجميع الأحوال لا بُدّ من استشارة الطبيب المختص للحصول على التعليمات والتوجيهات ومراقبة التغييرات.

المحتوى محمي