توصي الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بالرضاعة الطبيعية خلال الأشهر الستة الأولى التي تلي الولادة، أو الصناعية إن وجد مضاد استطباب للإرضاع الطبيعي عند الأم. بعد ذلك يتم تقديم الأطعمة الصلبة إضافةً إلى الحليب وذلك لمدة عام واحد أو أكثر حسب رغبة الأم والرضيع.
على الرغم من تفوق الرضاعة الطبيعية على الرضاعة الصناعية، إلّا أن الأم قد لا تكون قادرة على الإرضاع في بعض الحالات، ويشعر الآباء بالقلق عادةً حيال كيفية اختيار الحليب الأنسب لرضيعهم، فالخيارات كثيرة وبعض الرضع لديهم خصوصية صحية معينة، الأمر الذي يفاقم قلق الآباء من صحة اختيارهم. ولكن من المريح أن يعلموا أنه لا يوجد خيار خاطئ بالمطلق كما لا يوجد حليب صناعي مثالي للرضيع، كل ما في الأمر أن هناك خيارات مختلفة تتعلق بمكونات الحليب الغذائية لكي تتناسب مع متطلبات الرضع المختلفة.
أشكال حليب الأطفال الصناعي
يتم تحديد مواصفات المواد الغذائية الخاصة بحليب الأطفال من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية بالشكل الذي يلبي الاحتياجات الغذائية للرضع لتحقيق نموهم الأمثل. لا يمكن إنكار أن حليب الأطفال الصناعي مدعوم بالمواد المغذية والمعادن والفيتامينات، وبشكل عام يضع مصنعو التركيبات مستويات مغذيات أعلى من الحد الذي وضعته إدارة الغذاء والدواء الأميركية، وبالتالي لا يحتاج الأطفال الذين يعتمدون على الحليب الصناعي إلى مكملات غذائية إضافية.
اقرأ أيضا:
يتوفر الحليب الصناعي عادةً بثلاثة أشكال:
- مسحوق جاف: يُجهز للرضاعة من خلال خلطه بكمية معينة من الماء.
- سائل حليبي مركز: يجب خلطه بكمية مساوية من الماء قبل الرضاعة.
- حليب صناعي جاهز للتغذية: لا يتطلب أي إضافات أخرى.
مكونات حليب الأطفال الصناعي
يشكل البروتين والسكريات "الكربوهيدرات" والدسم النسبة الأعظم من مكونات الحليب الصناعي، وهي تعتبر إحدى أساسيات غذاء الرضيع الآخذ بالنمو ولذلك تعتبر "ثقيلة" في بعض الأوقات على معدته فتؤثر على راحة الجهاز الهضمي للرضيع، الأمر الذي يدفع الآباء للبحث عن حليب صناعي آخر ذو تركيبة أخف. وبالمقابل قد تؤمّن إحدى التركيبات نمواً ضعيفاً للرضيع حيث يحتاج بعض الرضع تركيبات أكثف لتأمين احتياجاتهم، الأمر الذي يدفع الأهل لتغيير الحليب.
البروتينات
توجد أشكال متنوعة من البروتينات تختلف عن بعضها بعضاً بالكثافة الجزيئية، وعلى هذا الأساس يكون بعضها أصعب هضماً وأخرى أسهل هضماً، نذكر منها:
- البروتينات المعيارية كاملة الحجم: يتحمل معظم الأطفال الأصحاء هذه البروتينات الكبيرة ويهضمونها بشكل جيد، ومع ذلك تعتبر من البروتينات صعبة الهضم والتي تتصلب جهداً إضافياً لهضمها وامتصاصها.
- البروتينات المُحللة جزئياً: وهي ذات جزيئات بروتينية أصغر، حيث يتم تكسير البروتينات الموجودة في هذا النوع لتكون أصغر وأقرب إلى حجم بروتينات حليب الثدي. وتعتبر خياراً جيداً للأطفال الرضع وحديثي الولادة نظراً لأنها سهلة الهضم والامتصاص. كما تُستخدم عند الأطفال الذين يعانون من عدم الراحة عند هضم البروتينات كاملة الحجم أو ممن لديهم تاريخ من مشكلات الجهاز الهضمي.
- البروتينات المُحللة بالكامل: يتم تفكيك البروتينات إلى جزيئات صغيرة جداً. هذا الصنف جيد جداً للأطفال الذين يعانون من حساسية تجاه بروتين حليب البقر كامل الحجم، إضافةً للذين يعانون من مشكلات هضمية شديدة.
اقرأ أيضاً: متى يبدأ الرضيع في شرب المياه؟ وما هي الأضرار الناتجة عن ذلك؟
السكريات
يعتبر "اللاكتوز" مصدر السكريات في حليب الثدي ويمكن لجميع الأطفال الأصحاء هضمه، إلّا أن بعض الأطفال وخاصةً الذين ولدوا باكراً أو ذوي السبل الهضمية غير الناضجة أو المتهيجة، قد لا يتحملوا اللاكتوز بنسبة عالية، لأنهم ينتجون كمية أقل من إنزيم اللاكتاز الذي يهضم اللاكتوز، الأمر الذي يتطلب وصف حليب صناعي خاص ذو نسبة أقل من اللاكتوز لهذه الفئات.
كما يُفضل استخدام الحليب منخفض اللاكتوز عند الأطفال الذين يعانون من الإسهال أو الأطفال الذين يتناولون حليب ذو تركيبة منخفضة اللاكتوز لفترة طويلة، نظراً لأن سبلهم الهضمية ستكون قد اعتادت على إنتاج كمية أقل من اللاكتاز، ولذا يشعرون براحة أكبر عند استخدام تركيبة منخفضة اللاكتوز، ويفضل الاستمرار بتغذيتهم بهذه التركيبة أو إضافة نوع آخر من حليب عالي اللاكتوز بشكل تدريجي.
يجب إضافة بعض الكربوهيدرات الأخرى عند حذف كمية من اللاكتوز، لضمان حصول الأطفال على طاقة كافية. يوجد نوعين آخرين من السكريات وهي السكروز والغلوكوز، وكلاهما آمن للأطفال إلّا أن الغلوكوز يفضل على نطاق أوسع.
اقرأ أيضاً: أسباب إسهال الرضّع وطرق طبيعية لعلاجه
كيف تختار الحليب الأنسب لرضيعك؟
تنتج خيارات الحليب الصناعي المتنوعة عن أنواع البروتين وخيارات الكربوهيدرات المتنوعة كما ذكرنا سابقاً، ما قد يكون مربكاً في بعض الحالات، إلّا أن الفكرة أصبحت أوضح بعد معرفة تراكيبها، الأمر الذي يسهّل الاختيار بينها.
عند اختيار الحليب الصناعي، تبقى أولوية الاختيار هي "البروتين" لأنه العامل الأكثر تأثيراً على الجهاز الهضمي. وتبقى القاعدة العامة هي أولوية اختيار حليب يحتوي على مزيج من السكريات الأقرب إلى احتياجات الرضيع ونسبة من البروتينات جيدة التحمل.
بعض الحالات الخاصة التي ينبغي مراعاتها عند اختيار الحليب الصناعي للطفل
إذا كان الطفل يعاني من "القلس المعدي المُريئي" فيوصى باختيار حليب يحتوي على نسبة عالية من "مصل اللبن" أو "الكازئين"، إذ يساعد في الحفاظ على المحتويات في المعدة كما يتم تفريغها بشكل أسرع، الأمر الذي يقلل من حالة القلس. يمكن أيضاً علاج حالة القلس بـ "تكثيف الحليب"، أي استخدام بروتينات كاملة الحجم والتي تساعد في الحفاظ على المحتويات كثيفة وغير قابلة للارتجاع.
يعتبر الحليب ذو البروتين المتحلل جزئياً مناسباً الأطفال الذين يعانون من "الأكزيما" عند الرضع، إذ تتحسن عملية الهضم عند هؤلاء الرضع بعد استخدام هذا النوع من الحليب.
اقرأ أيضاً: ما هي الأطعمة التي يجب إعطاؤها أو تجنبها عند الأطفال من عمر 4 حتى 6 أشهر؟
يجب استخدام أنواع الحليب الصناعي الخالية من زيت النخيل عند الرضع الذين يعانون من الإمساك، إذ يمكن أن يفاقم زيت النخيل من حالة الإمساك جاعلاً براز الأطفال أكثر صلابة.
من المهم التأكيد على ضرورة الإدخال التدريجي لأي نوع جديد من الحليب الصناعي، فإن رغبت الأم في تعديل حليب الطفل، عليها التأكد من تقليل الكمية الحالية ببطء بشكل متزامن مع الزيادة التدريجية في كمية الحليب الجديد، وهذا مهم بشكل خاص عندما يحتوي الحليب الجديد على نسب أعلى من البروتين أو اللاكتوز.
اقرأ أيضاً: هل يحصل طفلك حديث الولادة على النوم والرضاعة الكافيين لتحقيق نموه الأمثل؟
نصائح إدارة الغذاء والدواء الأميركية
تساعد القواعد الصحية التي وضعتها إدارة الغذاء والدواء الأميركية في ضمان حصول الرضع على منتجات آمنة تدعم النمو الصحي للرضع المستهلكين. ووضعت إضافة إلى المعايير الغذائية لتركيب الحليب الصناعي مجموعة من النصائح العامة التي تساعد في توجيه الآباء نحو التغذية الصحيحة:
- تجنب صنع غذاء الرضيع في المنزل: والمقصود بذلك الأطعمة الصلبة أو بعض أنواع الحليب الصناعي محلي الصنع التي تدعي أنها للرضع، إذ لا تحتوي هذه الصيغة على العناصر الغذائية الأساسية لهم أو قد تكون بالتراكيز الدنيا. لاستخدام هذه المنتجات مضاعفات على رأسها نقص الكالسيوم والتسمم وضعف النمو.
- نظافة ماء تحضير الحليب: استخدم الماء من مصدر آمن لخلطه مع حليب الأطفال المجفف. في حال عدم التأكد مما إذا كان ماء الصنبور آمناً للاستخدام، يجب غلي الماء للقضاء على الشوائب والملوثات وتركه يبرد ومن ثم استخدامه.
- الزجاجات والحلمات: يجب أن تكون الزجاجات والحلقات والأغطية والحلمات نظيفة ومعقمة.
- درجة حرارة الحليب: على الحليب أن يكون دافئاً وليس ساخناً، ويتم التأكد من ذلك بوضع بعض القطرات على ظهر اليد للتحقق.
- التأكد من تاريخ "الصلاحية": هذا هو التاريخ الذي تضمن فيه الشركة المصنعة سلامة محتوى المغذيات وجودة الحليب، إذ لا ينبغي إطعام الرضع هذا حليب بعد انقضاء تاريخ الصلاحية.
- التخزين: يجب على الشركات المصنّعة تضمين تعليمات على عبوات حليب الأطفال للتعامل معها بشكل صحيح قبل وبعد فتح العلبة. كما يجب أن تتضمن معلومات عن تخزين التركيبة المحضرة وكيفية التخلص منها.