دليل الأهل إلى عالم ألعاب روبلوكس الواسع

في كل يوم تقريباً عندما ينزل أطفالي من الحافلة، يتحدثون مع أصدقائهم حول لعبة "روبلوكس" (Roblox). استغربت ذلك لأن أولادي لم يكونوا يلعبون مطلقاً بهذه اللعبة قبل أن أبدأ في كتابة هذا المقال منذ ثلاثة أسابيع. ومع ذلك، فإن عدم اللعب بها سابقاً لم يمنع أطفالي من حب هذه اللعبة والإصرار على أنهم خبراء بها كخبرتهم بلعبة ماينكرافت. لذلك قبل أن أدعهم يستمرون بلعب هذه اللعبة الجديدة تماماً، قررت أن أجرب روبلوكس بنفسي لأرى سبب كل هذا الضجة حولها بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و7سنوات.

ما وجدته كان مفاجئاً. إنها ليست لعبة واحدة، بل مجموعة منتقاة من تجارب متنوعة تناسب أي ذوق، وكلها تعمل على واجهة مستخدم بسيطة على الرغم من أنها ليست مريحة بعض الشيئ. كشخص بالغ، لم أجد الكثير مما يجعلني أحب لعبة روبلوكس أكثر من لعبة "أساسين كريد" أو "أبيكس ليجيندس" أو "فورتنايت" مثلاً، ولكن فيها بعض الميزات الفريدة حقاً. ومع ذلك، يمكنني أن أفهم لماذا يحب الأطفال، وخصوصاً الأطفال الذين لم يبلغوا العمر الكافي لممارسة الألعاب المتقدمة حتى الآن، البساطة والنهج السهل لمعظم الألعاب داخل بيئة روبلوكس.

مع وجود 11 مليون تجربة لعب محتملة، ستواجه صعوبة كبيرة في التفكير في أي نوعٍ من الألعاب لا يوجد في روبلوكس. لقد وجدت ألعاب إطلاق النار عالية الجودة وفنون الدفاع عن النفس وتقمص الأدوار وبناء العوالم والسباقات بالإضافة لبعض ألعابي المفضلة التي كنت ألعبها في طفولتي في نسخٍ محدثة، مثل لعبة "سونيك". الألعاب التي أعجبتني حتى الآن هي ألعاب بناء العوالم، لأني وجدت أن التحكم في الألعاب السريعة الإيقاع، مثل القتال وسباق السيارات، بطيئاً بعض الشيئ. ولكن في غضون أسبوعين فقط من اللعب، وجدت ألعاباً تستحق اللعب من كل الأنواع تقريباً.

اقرأ أيضاً: 6 ألعاب متعلقة بالجيولوجيا للأطفال الذين لا يقدّرون قيمة الصخور

هل لعبة روبلوكس آمنة للأطفال؟

باختصار، نعم. نظراً للتنوع الهائل في الألعاب المتاحة، هناك تجارب تروق للأطفال من جميع الأعمار والاهتمامات. سألت الأطفال في محطة الحافلات الصباحية لدينا (أطفال في سن روضة الأطفال، وطلاب الصف الأول والثاني) عن الألعاب التي يجب أن أتحقق منها من أجل هذه المقالة، فقدموا لي قائمة طويلة. لاحظت أن الأطفال الصغار يفضلون ألعاب تقمص الأدوار. كان أحد الاقتراحات المشتركة لعبة "تبناني" (Adopt Me)، وهي لعبة تتبنى فيها حيوانات أليفة وتعتني بها. يمكن للاعبين إلباس حيواناتهم الأليفة جميع أنواع الملابس وتزيينها بشكلٍ ملائم، وحتى تصميم منازلها. كما أوصى جميع الأطفال بلعبة "بروك هافن" (Brookhaven)، والتي تبدو مشابهة للعبة "سكند لايف" (Second Life)، حيث يقوم اللاعبون بتحميل مدينة افتراضية وعليهم بناء حياة بديلة يختاروها لأنفسهم. يبدو هذا النوع من ألعاب تقمص الأدوار امتداداً للعب الأطفال التخيلي الطبيعي، ولكن على منصة رقمية.

هناك شيئ واحد يجب مراعاته عند تحديد المبلغ الذي يجب إنفاقه، وهو أن نسبة مئوية من الأموال تعود إلى مطور الألعاب التي يلعبها أطفالك، وليس فقط إلى شركة روبلوكس. تزعم روبلوكس أنها تدفع 28 سنتاً من كل دولار يتم إنفاقه على المنصة لمطوري الألعاب فيها بطريقةٍ أو أخرى. على الرغم من أن بعض هؤلاء المطورين ينتمون إلى شركات كبرى، إلا أن عدداً كبيراً منهم هم من المطورين الصغار الذين سيقدرون بالتأكيد هذا الدعم.

هل يمكنك حقاً بناء ألعابك الخاصة؟

يعود نجاح منصة روبلوكس إلى حد كبير إلى المجتمع الضخم لمصممي الألعاب الذين ساهموا في بنائها. وهذه المساهمات تعتمد على واجهة تصميم سهلة الاستخدام نسبياً أنشأتها روبلوكس باستخدام منصة "روبلوكس ستوديو" لتصميم الألعاب.

يتكون تصميم اللعبة في روبلوكس من عنصرين رئيسيين. الأول هو إنشاء خريطة عالم اللعبة، وهو أمر ليس معقداً جداً. حيث يمكنك تحميل عالم فارغ أو تكييف أحد القوالب العديدة المصممة مسبقاً لتناسب احتياجاتك. ستتيح لك الواجهة إنشاء التضاريس وإضافة الهياكل والعناصر مثل الحيوانات والمركبات والمباني، أو إنشاء عالمٍ خاص بك بالكامل باستخدام بعض الأدوات الرقمية الأساسية. هناك قسم تعليمي إذا كنت ترغب ببناء تصاميم أكثر تعقيداً، مع ذلك، يمكن لأي شخصٍ إتقان قسم صنع الخرائط على منصة روبلوكس استوديو.

يعد التنقل في الخريطة أمراً ممتعاً، ولكن لتحويل هذه العوالم حقاً إلى لعبة، ستحتاج إلى الخوض في البرمجة النصية، وهي الجزء الثاني من تطوير اللعبة. عند هذه النقطة، تتجاوز منصة روبلوكس ستوديو مستوى إمكانياتي والوقت المتاح لي لإتقانها. تعتمد منصة روبلوكس ستوديو على لغة برمجة خفيفة وسهلة التعلم تسمى "لوا" (Lua). على الرغم من أنها ليست من بين اللغات الأكثر صعوبة، إلا أنها لا تزال لغة برمجة تتطلب الممارسة والدراسة لإتقانها. في هذا الصدد، تقدم روبلوكس سلسلة من الدورات التدريبية لتعلم لغة برمجة "لوا"، ويمكنك أنت و/أو أطفالك البدء في تعلمها إذا كنت على استعداد لبذل الوقت والجهد. وهنا يمكن أن تتحول روبلوكس من تجربة ألعاب ممتعة إلى تجربة تعليمية مع بذل أطفالك الجهد لتحويل أحلامهم إلى حقيقة.

لا أطيق الانتظار لتجربة إبداعاتهم.