أهم أعراض إصابة طفلك باحتباس البول وما الذي يمكنك فعله

3 دقائق
كيف تعالج مشكلة الاحتباس البولي عند طفلك؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Tomsickova Tatyana

الاحتباس البولي ليس مرضاً وإنما هو أحد الأعراض البولية التي تشير إلى وجود اضطراب معين في السبيل البولي، والاحتباس البولي هو الشعور بالامتلاء حتّى بعد التبول حيث لا يتم إفراغ المثانة بالكامل. قد تبدأ الأعراض بشكل حاد وتسمى (الأسر البولي الحاد) أو قد تتطور تدريجياً مع مرور الوقت وهنا نكون أمام حالة من (الاحتباس البولي المزمن).

ما الذي يسبب احتباس البول عند الأطفال؟

علينا في البداية التعرف على تشريح الجهاز البولي لفهم أسباب احتباس البول بشكل أفضل. يتكون الجهاز البولي من الكليتين والحالبين والمثانة والإحليل، تنتج الكليتان البول عبر تصفية الدم، ليصل البول إلى المثانة عبر مروره بالحالبين، ويحدث طرح البول بعد ذلك خارج الجسم بمروره عبر الإحليل. وبذلك يمكن أن يحدث الاحتباس البولي نتيجة وجود خلل في أي نقطة من نقاط مسير البول من الكليتين وحتّى يتم طرحه خارج الجسم، وأهمها:

  • على مستوى الكليتين: ورم ويلمز عند الأطفال وحصيات الكليتين وخاصة تلك التي تتركز عند الوصل بين الكليتين والحالب.
  • على مستوى الحالبين: انسداد الحالبين بوجود الحصيات أو أحد الأورام، بالإضافة إلى تضيق الحالب الناجم عن تليفه أو تسمك جداره، كما قد يكون انسداد الحالب ناجماً عن ضغط خارجي كما في الإمساك حيث تضغط الأمعاء الممتلئة على جدار الحالب سادةً إياه.
  • على مستوى جسم المثانة: كما في انقلاب المثانة للخارج وضعف انقباض الجدار العضلي للمثانة وحصيات المثانة الكبيرة، بالإضافة إلى مشكلات عنق المثانة.
  • على مستوى الإحليل: توجد حالة خلقية تُسمى بـ (صمامات الإحليل الخلفية) والتي تشير لبقاء صمامات لا تسمح للبول بالعبور عبر الإحليل ما يتسبب بحدوث احتباس بولي منذ الولادة. كما يمكن لحصيات الإحليل وأورامه أن تسبب احتباساً بولياً بالإضافة إلى تليف الجدار الداخلي للإحليل وتضيقه الارتكاسي التالي لاستخدام القثاطر البولية طويل الأمد أو المداخلات الجراحية.
  • أسباب أخرى: مشكلات النقل العصبي بين الدماغ والمثانة والآثار الجانبية لبعض الأدوية والتهابات السبيل البولي.

أعراض احتباس البول عند الأطفال

تتفاوت الأعراض بشكل كبير بين الاحتباس الحاد والمزمن، وتكون أعراض الاحتباس البولي الحاد واضحة إذ يعاني الطفل من عدم القدرة على طرح البول والألم الشديد وانتفاخ البطن وغالباً ما يكون إنذار هذا النمط سيئاً ويحتاج إلى تدخل طبي سريع.

في الوقت الذي قد تكون فيه أعراض احتباس البول المزمن صامتة أو قد تقتصر على أعراض مشابهة لتلك التي تحدث في التهابات المسالك البولية مثل زيادة الرغبة في التبول وصعوبة بدء التبول وإنتاج تيار ضعيف أو متقطع عند التبول، كما يرافق ذلك انزعاج بسيط في البطن. ويمكن للوالدين الاستدلال أيضاً من وجود بقع بول دائمة على ملابس الطفل ما يوجه لوجود مشكلة بولية قد تكون احتباساً أو غيره، إلا أنها نقطة لا يجب الإغفال عنها.

وعلى الرغم من أن الاحتباس المزمن قد لا يكون إسعافياً، فإن خطورته تكمن بتراكم البول في الجسم، ما يؤدي إلى إطلاق السموم الموجود في البول إن بات الاحتباس مطولاً.

ومن المضاعفات الأخرى نذكر حدوث (الجزر المثاني الحالبي) وهو عودة البول من المثانة إلى الحالب نظراً لعدم قدرة جدران المثانة على التمدد أكثر. يعرض الجزر المثاني الحالبي متوسط الشدة للإصابة بسرطان الحالب، كما قد يتسبب بحدوث قصور كلوي في الأشكال متقدمة عندما يصل الجزر للكلية، والذي بدوره يعرض الطفل للإصابة بأمراض الكلية وأمراض ارتفاع ضغط الدم مستقبلاً.

علاج الاحتباس البولي عند الأطفال

يحتاج الأطفال المصابون بالاحتباس البولي الحاد إلى علاج إسعافي لتخفيف الضغط على المثانة والبطن، ويتم ذلك عادةً بإدخال قثطرة بولية في الإحليل، ليتم تصريف البول عبرها. أما في حال كان الانسداد على مستوى الإحليل، فيتم تدبير الاحتباس بإدخال قثطرة عبر جلد أسفل البطن ليصل إلى المثانة، ليتم سحب البول وتصريفه.

هذه الأساليب العلاجية ليست شافية وإنما مخففة للأعراض، لذلك يلي هذا الإجراء إحالة الطفل للقيام باختبارات وفحوص بولية ودموية بالإضافة إلى التصوير الشعاعي لمعرفة أسباب حدوث احتباس البول.

لا يحتاج احتباس البول المزمن عادةً إلى علاج إسعافي، ولكن تقييمه السريع ذو أهمية بالغة لتقليل خطر الإصابة بالإنتان وتلف الكليتين. يساعد الطفل تدريب المثانة على فهم الرسائل التي تنتقل بين المثانة والدماغ، كما أنها تساعد في تقوية العضلات ما يُسهل عملية التبول.

كما تساعد الأدوية المرخية العضلية في تخفيف أعراض الاحتباس البولي وتعتبر المضادات الحيوية أساسية أيضاً في العلاج الدوائي للوقاية من حدوث أي إنتانات عند الطفل، فأي إنتان بولي يسيئ إلى صحة وسلامة نمو وتطور الجهاز البولي للطفل مهما كان بسيطاً.

يحتاج الأطفال الذين يعانون من مشكلة عضوية مثل تضيق مجرى البول للقيام بعمل جراحي، حيث يتم توسيع مجرى البول، كما يحتاج البعض إلى إدخال أنبوب بلاستيكي أو ما يُسمى (الدعامة) لإبقاء السبيل البولي مفتوحاً.

المحتوى محمي