ما علامات تحسس الرضيع من الحليب؟

ما علامات تحسس الرضيع من الحليب؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ evso

تشيع إصابة الأطفال بالحساسية الغذائية خلال سنوات حياتهم الأولى، خاصةً خلال العام الأول؛ إذ يكون الجهاز المناعي الخاص بالرضع غير ناضج بشكل كامل، لهذا السبب يحفّز بعض الأطعمة الحساسية عند الرضع وبشكل خاص عند وجود تاريخ عائلي للإصابة بالحساسية الغذائية أو الإكزيما أو الربو.

وبالطبع عندما نتحدث عن تغذية الرضع يتوارد إلى ذهننا الحليب كمصدر غذاء رئيسي لهم، فهل كنتِ تعلمين أن بعض الأطفال يصابون من الحساسية الغذائية للحليب نفسه؟

اقرأ أيضاً: دليلك لاختيار الحليب الصناعي المناسب لطفلك

أعراض التحسس من الحليب عند الرضع

تتباين درجات الحساسية للأغذية، إذ يتفاعل الجهاز المناعي لبعض الرضع بشكل أقوى من غيرهم لهذا السبب تتباين الأعراض في شدتها بناء على ذلك، ويُعتمد على سرعة ظهور الأعراض بتحديد شدة التحسس، فكلما ظهرت الأعراض أسرع يكون ارتكاس الجهاز المناعي أشد.

أعراض متواسطة بالغلوبولين المناعي وأخرى غير متواسطة به

تنقسم الأعراض إلى مجموعتين، الأولى أعراض متواسطة بالغلوبولين المناعي IgE وتكون هذه الأعراض حادة وتحدث خلال ساعة من تناول الحليب، والثانية أعراض غير متواسطة بالغلوبولين IgE وهي أعراض غير حادة وتظهر ببطء وبشكل تدريجي خلال أسابيع. والغلوبولين المناعي IgE هو أحد الغلوبولينات المناعية التي ينتجها الجسم عند الاستجابة لتهديد معين وتعكس مستوياته شدة ارتكاس الجهاز المناعي.

ومن أبرز أعراض حساسية الحليب المتواسطة بالغلوبولين المناعي:

  • أعراض جلدية: تشمل الحكة واحمرار الجلد وظهور الشري ووذمة الوجه وخاصةً في الشفتين وحول العينين.
  • أعراض هضمية: أهمها الشعور المستمر بالغثيان والقيء والشكوى من ألم بطني ماغص وإسهال حاد.
  • أعراض تنفسية: مثل العطس والسعال واحتقان الأنف وسيلانه، بالإضافة إلى الوزيز الصدري وصعوبة التنفس.
  • أعراض عصبية: تهيج وارتباك. 

بينما تتجلى أهم أعراض حساسية الحليب غير المتواسطة بالغلوبولين المناعي بالتالي:

  • حكة جلدية واحمرار الجلد والإكزيما الجلدية.
  • قلس معدٍ مريئي وإسهال مزمن مترافق مع خروج دم أو مخاط.
  • تعب وإرهاق.
  • رفض الطعام أو نفور منه.
  • احمرار المنطقة حول الشرج.
  • سعال مزمن والشكوى من صوت وزيز مستمر في الصدر. 

اقرأ أيضاً: كيف تتعاملين مع طفلك الذي يرفض زجاجة الرضاعة؟

من جهة أخرى، قد يؤدي إهمال تدبير الحالات المزمنة من الحساسية إلى حدوث مضاعفات تشمل سوء الامتصاص وسوء التغذية والإصابة بفقر الدم صغير الخلايا الناجم عن عوز الحديد المزمن، والتي تعتبر مشكلة خطيرة في الأعمار الصغيرة تؤثر على خط نمو الطفل، إذ يكون نمو الأطفال في ذروته خلال هذه الأعمار.

هل يمكن أن يصاب الأطفال بالتحسس من حليب الأم؟

يتساءل بعض الآباء عادةً فيما إذا كان بعض الرضع يعانون من حساسية تجاه حليب الثدي نفسه، وتجيب "مولي بيترسن" وهي مستشارة معتمدة بالإرضاع عن هذا الاستفسار بالنفي وتضيف: "هناك بعض الحالات الطبية التي يمكن أن تسبب حساسية للبن الثدي، ولكن هذا نادر الحدوث جداً فلا داعي لقلق الآباء".

حيث يعاني 2-3% من الأطفال الذين يرضعون بشكل طبيعي من أعراض الحساسية الغذائية، وغالباً ما يكون سبب تحسس هذه النسبة الضئيلة غير مرتبط بحليب الأم نفسه، وإنما لإحدى المواد التي تتناولها الأم والتي تصل لحليب ثديها. بل على العكس، تؤدي الرضاعة الطبيعية دوراً في تقليل خطر حدوث أمراض التحسس كالربو والإكزيما والحساسية الغذائية مستقبلاً عند الطفل.

الحساسية الغذائية لحليب البقر

عادةً ما تظهر أعراض الحساسية الغذائية من حليب البقر عند الرضع ممن لم يتجاوزوا 6 أشهر بعد، لهذا السبب يُوصى بتأجيل إدخال حليب البقر إلى غذاء الطفل خلال الأشهر الستة الأولى، وبشكل خاص عند الرضع ذوي التاريخ العائلي الإيجابي للأمراض التحسسية.

اقرأ أيضاً: ما أسباب عدم شبع الرضيع من حليب الأم؟

وعادةً ما يكون سبب الحساسية الغذائية للحليب البقري هو التحسس لأحد بروتيناته، إذ يُعرف حليب البقر بأنه أغنى بالبروتينات المعقدة من حليب الأم الطبيعي. إلا أن الخبر الجيد هو أن حساسية رضيعك لحليب البقر خلال العام الأولى لن ستستمر مدى حياته بالشدة نفسها، حيث يتغلب 90% من الأطفال بحلول سن السادسة مع نضج أجهزتهم المناعية على بعض الحساسيات الغذائية.

ومن المهم تسليط الضوء على أن الحساسية الغذائية من حليب البقر تختلف عن "عدم تحمل اللاكتوز" على الرغم من تشابه أعراضهما إلى حد كبير، ففي الحساسية يرتكس الجهاز المناعي لأحد بروتينات الحليب البقري، بينما في حالة عدم تحمل اللاكتوز يغيب إنزيم اللاكتاز المسؤول عن هضم اللاكتوز الموجود في الحليب، وعلامة فارقة أخرى مميزة هي ظهور معظم حالات الحساسية الغذائية خلال العام الأول بينما تظهر أعراض عدم تحمل اللاكتوز بعد سن السادسة.

التحسس لمادة معينة تتناولها الأم المُرضع

تقول بيترسن إن الأمهات المرضعات قادرات على تناول أي شيء يحلو لهن أثناء الرضاعة الطبيعية دون أن يترتب على ذلك أي مشكلات أو مضاعفات، إلا أنه في بعض الأحيان يمكن أن تتسرب جزئيات دقيقة من طعام الأم المهضوم إلى حليب ثدييها ومنه إلى الجهاز الهضمي للرضيع، وقد يبالغ جهاز المناعة عند الرضيع في الارتكاس لبعض هذه الجزيئات ما يؤدي إلى ظهور أعراض التحسس. على سبيل المثال، كما يحدث في الحساسية للفول الأخضر أو الحساسية للفستق والصويا، إذ لا يعاني الطفل في هذه الحالات من أي حساسية للحليب نفسه وإنما لجزيئات طعام الأم التي لاقت طريقها إلى حليب الثدي.

اقرأ أيضاً: كيف تدفئين حليب الثدي البارد بأمان 

ختاماً، من غير المستبعد أن ينصح الطبيب بالاستمرار بالتغذية في حالات الحساسية الخفيفة مع الابتعاد عن تناول الأطعمة التي يشك أنها سبب تحسس الرضيع وذلك لأهمية الفوائد التي تحققها الرضاعة في هذه المرحلة، وقد يساعد مقدم الرعاية الصحية بعد البحث في مسببات الحساسية عند الرضيع في إيجاد نوع معين من الحليب الصناعي المناسب لرضيعك والذي يعيد الراحة لجهازه الهضمي ولا يُحفز جهازه المناعي.

المحتوى محمي