هل ألعاب الفيديو مفيدة للأطفال حقاً؟

يقول والداي دائماً أن ألعاب الفيديو لها الكثير من الآثار السلبية؛ لكن ما هي فوائد ألعاب الفيديو، وهل هناك آثار إيجابية لها؟ سؤال ورد من «إيثان»، 12 سنة، جينيفا، أوهايو.

ممارسي ألعاب الفيديو، هل سبق لكم أن لاحظتم أنكم أول من ينتبه للحيوانات في حديقة الحيوان؟ أو إذا ألقى أحدهم حلوى على الأرض، فأنتم تعرفون بالضبط مكان سقوط كل قطعة؟ قد يكون ذلك لأنكم تلعبون ألعاب الفيديو.

أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يلعبون ألعاب الفيديو مثل «فرونتير» أو «روكت ليغ»، يتمتّعون بحدة بصر أعلى؛ ما يعني أنه يمكنهم تتبّع العديد من الأشياء المتحركة في وقت واحد، أو حتى رؤية أشياء في الضباب أو المطر لا يستطيع الآخرون رؤيتها. إنها إحدى الفوائد العديدة التي اكتشفها الباحثون مثلي لممارسة ألعاب الفيديو.

هل لدى الخبراء ما يضيفونه إلى الجدل حول ألعاب الفيديو؟

بالنسبة لأولئك الذين يعتقدون أن ألعاب الفيديو هي مضيعة للوقت أو أمر سلبي في الحياة، فقد يكون من المفيد أن نستعرض لهم ما تقوله أحدث الأبحاث العلمية حول ذلك.

1. تطوير المهارات

عندما تستمر في مراقبة أعدائك، وتجمّع أثمن الغنائم وتتحكّم باللعبة دون النظر إلى وحدة التحكم حتى، فأنت تزيد مرونة دماغك بشكل أساسي. يحب الدماغ تحديات مثل هذه، ويمكن أن ينمو بالفعل نتيجة ممارسة ألعاب الفيديو. هذا إحدى الأسباب التي تجعل ممارسي ألعاب الفيديو أفضل كجرّاحين، وتفسر لماذا يستخدم بعض الأطباء ألعاب الفيديو للإحماء قبل إجراء العمليات الجراحية الكبيرة.

من فوائد ألعاب الفيديو أنها قد تطوّر مهارات أخرى أيضاً. على سبيل المثال: يمكنها أن تدرّبك على عدم الاستسلام أبداً - بغض النظر عن عدد المرات التي يجب عليك أن تقاتل زعيم الأعداء فيها في آخر اللعبة، أو الوصول إلى المستوى التالي منها. تُعلمّك المثابرة التي تعتاد عليها أثناء ممارسة ألعاب الفيديو أن العمل الجاد سيساعدك على تحقيق أهدافك داخل وخارج اللعبة.

لتحقيق النجاح في ألعاب الفيديو؛ لا يجب عليك أن تعمل بجد أكثر فقط؛ بل عليك أن تعمل بذكاء أكبر أيضاً. إن التغلب على زعيم الأعداء في آخر اللعبة أو أي لاعب ماهر هو أمر ليس ببساطة أن تطبّق نفس الاستراتيجية مراراً وتكراراً. بدلاً من ذلك؛ تُدربك ألعاب الفيديو على حل المشكلات من خلال التفكير في حلول مختلفة واختبارها.

فكر في ألعابك المفضلة. تعرض عليك هذه الألعاب الكثير من المشاكل المختلفة التي لها حلول متعددة؛ ما يجعلك تدرك أن حل المشكلات يمكن أن يكون ممتعاً حقاً. يمكن أن تعلمك ممارسة ألعاب الفيديو مهارات التفكير النقدي التي ستحقق لك الكثير من النجاح، جنباً إلى جنب مع العمل الجاد.

إحدى أفضل الأشياء المتعلقة بممارسة ألعاب الفيديو هي أنها تجمع بين الأصدقاء - ليس فقط الأصدقاء الجدد؛ لكن الأصدقاء القدامى أيضاً، وخاصةً في الأوقات التي قد لا تتمكن فيها من رؤيتهم في المدرسة أو في منزلهم. توفر ألعاب الفيديو للأصدقاء ملعباً رقمياً حيث يكون التعاون والمشاركة أمران يُشجّع عليهما وغالباً ما يكونان من المتطلّبات الأساسية. إن مساعدة بعضنا البعض في بناء أكبر وأفضل حصن، أو إنعاش زميل في الفريق عندما يكون مصاباً، يمتّن الصداقات ويمكن أن يساعد في ترميم تلك التالفة منها.

يعود هذا إلى أنه على الرغم من أنها «مجرد لعبة»، فمن المرجح أن زملاء الفريق الذين يساعدون بعضهم البعض في ألعاب الفيديو سيساعدون بعضهم البعض في العالم الحقيقي على الأرجح، وسيكونون مستعدّين أكثر لمساعدة الغرباء أيضاً. إن اختبار فوائد اللعب الجماعي يعلّمك قيمة العمل الجماعي، وهو شيء يمكنك الاستفادة منه بقية حياتك. مع ذلك، إذا كنت تستخدم ألعاب الفيديو لتتعامل بسوء مع الآخرين،  أو إذا كنت على احتكاك بلاعبين مُسيئين، فستفوتك معظم هذه الفوائد.

2. تطبيق المهارات على الحياة العملية

على الرغم من أنه يمكنك أن تشعر بأنّك قويّ ومسيطر ومشهور بمجرّد تشغيلك إحدى ألعاب الفيديو، فمن الحكمة أن تتذكر أن الألعاب تشبه إلى حد ما نسخة سهلة من الحياة الواقعية. تميل الحياة الواقعية إلى أن تكون أكثر صعوبةً.

لكن خذ بعين الاعتبار كيف تشعر بالملل من ممارسة لعبة في مستوى الصعوبة الأخفض، وكيف تصبح فجأةً ممتعةً مرةً أخرى عندما تزيد الصعوبة. للسبب نفسه؛ يمكن أن تُشعرك الحياة بالمكافأة أكثر من ألعاب الفيديو.

خذ تعلّم العزف على آلة موسيقية كمثال. لقد وجدتُ أن تعلّم العزف على الغيتار هو أمر أصعب وأكثر إحباطاً من ممارسة لعبة «روك باند» في أعلى مستوى صعوبة ممكن؛ لكن العزف بمهارة على الغيتار في الحياة الواقعية أكثر متعةً من عزف الغيتار في اللعبة.

لذا استمتع بتطوير مهاراتك من خلال لعب ألعاب الفيديو؛ لكن اسأل نفسك أيضاً: هل أنت مستعد للتحديات التي تنتظرك خارج عالم ألعاب الفيديو؟