بمجرد أن تنعم بالهدوء بعد توقف طفلك عن البكاء وشروعه في مصّ لهايته، ستبدأ بالشعور بالقلق، ماذا لو أصبحت اللهاية عادة يصعب تركها، أو أثّرت على الرضاعة أو على صحته، فما العمل؟ هل نحرمه إياها ونعود إلى نوبات البكاء أم ماذا؟ في الواقع، لطالما استخدِمت اللهاية كوسيلة لتحقيق الرغبة الفطرية في المصّ غير المغذّي عند الرضّع. وعلى الرغم من أنها أداة تهدّئ الطفل، وقد تقلل من خطر متلازمة الموت المفاجئ عند الرضّع، فإن العديد من الدراسات قد ربطت بين استخدامها وارتفاع خطر الإصابة بالعدوى وغيرها من المخاطر. فهل اللهاية مفيدة لطفلك أم ضارة؟ تعرّف على فوائد اللهاية وأضرارها والتوصيات الخاصة باستخدامها.
اقرأ أيضاً: 10 أسباب تدفع طفلك الصغير إلى البكاء
فوائد اللهاية
إن المصّ غير المغذّي هو مهارة تتطور في الرحم خلال وقت مبكر من الحمل وتستمر بعد الولادة، وغالباً ما يكون لها دور مهدّئ ومريح بغض النظر عن دورها في التغذية، لذلك فإن اللهاية ترضي هذا المنعكس فتحقق العديد من الفوائد، مثل:
- تهدئة الطفل، إذ تساعد اللهاية على تهدئة الطفل وتقليل نوبات بكائه وإبقائه هادئاً بين الوجبات.
- المساعدة على النوم، على الرغم من أن اللهاية لا تُحسّن نوعية النوم، فقد تساعد على النوم بشكلٍ أسرع، وتساعد الطفل على الاسترخاء وتهدئة نفسه مرة أخرى في حالة الاستيقاظ، وقد تساعده في النوم بمفرده دون الحاجة إلى هزّه أو إرضاعه.
- تشتيت انتباه الطفل وزيادة شعوره بالراحة خصوصاً في الأماكن العامة، أو عند الاستحمام، أو أثناء التنقلات سواء في السيارة أو الطائرة، إذ تساعد في تخفيف القلق وتخفيف آلام الأذن الناتجة عن تغيرات ضغط الهواء.
- اللهاية أقل تسبباً في تكوين العادة (التعوّد) من مصّ الإبهام، كما أن التخلص من اللهاية أسهل مقارنة بالتخلّص من عادة مصّ الإصبع.
- تقليل خطر الموت بمتلازمة موت الرضع المفاجئ التي تصيب الأطفال تحت عمر السنة، والسبب في ذلك ما زال غير مفهوم، فقد يرجع إلى أن استخدام اللهاية يساعد في استقرار التنفس ومعدل ضربات القلب أثناء النوم، أو لأنها تبقي الطفل واعياً إلى حد ما أثناء النوم، أو لأنها تساعد في إبقاء مجرى الهواء مفتوحاً عن طريق دفع اللسان إلى الأمام ما يوفّر مساحة أكبر للتنفس، أو لأنها تمنع الطفل من الانقلاب على معدته وهي الوضعية المعروفة بأنها تزيد من خطر الموت بالمتلازمة.
- تخفيف الشعور بالألم وتقليل نوبات البكاء أثناء الإجراءات الطبية المؤلمة مثل التطعيمات والحقن وغيرها.
بالنسبة للأطفال الخدج ومكتملي النضج الذين يواجهون صعوبة في تنسيق المص والبلع والتنفس، فقد يكون لاستخدام اللهاية مبرراته في بعض الحالات الخاصة، كالتي يتم فيها فصل المولود عن أمه كما في حالة المواليد قليلي الوزن والخدج والمعرضين لنقص السكر في الدم والذين يتلقون تغذية أنبوبية، أو الحالات التي لا يمكن فيها إجراء الرضاعة الطبيعية نتيجة مرض الأم أو تلقيها أدوية معينة، إذ تساعد اللهاية في هذه الحالة على تحقيق مجموعة من الفوائد مثل:
- تطوير منعكس مصّ ناضج ومنظم جيداً.
- تسريع الانتقال إلى التغذية الفموية.
- أُبلِغ عن فوائد فيزيولوجية عديدة ناتجة عن إعطاء اللهاية لهؤلاء المواليد مثل: زيادة مستويات الأوكسجين، وانخفاض معدل ضربات القلب، وتحسين استخدام الغلوكوز لأن المص غير المغذّي يحفّز العصب المبهم، ما يؤدي إلى انخفاض مستوى هرمون السوماتوستاتين وزيادة إفراز الجاسترين فيزداد امتصاص رضعات الحليب ويُحسّن الهضم.
- تحسين التنظيم السلوكي عند الرضع عن طريق تحسين التهدئة الذاتية عند الرضيع، وتحسين الوقت الذي يقضيه في النوم، وزيادة مستويات اليقظة، ما يساهم في تقليل استهلاك الطاقة.
- إعطاء اللهاية قبل الوجبة بخمس دقائق يزيد من مستوى اليقظة أثناء الرضاعة ما يؤدي إلى تحسين عملية التغذية.
اقرأ أيضاً: هل يرفض طفلك اللهاية؟ إليك الحل
أضرار اللهاية
- زيادة احتمال حدوث التهاب الأذن الوسطى: تحفّز اللهاية على ارتجاع الإفرازات الأنفية البلعومية إلى الأذن الوسطى، ما قد يؤدي بدوره إلى زيادة القابلية للإصابة بالتهاب الأذن الوسطى الحاد، كما أن العدوى الأولى في الأذن الوسطى تسبب تلفاً في الغشاء المخاطي، ما قد يُعرّض الرضيع لمزيد من العدوى. تحدث هذه المشكلات غالباً عند استخدام اللهاية بين عمر 6 أشهر وسنتين.
- مشكلات في تطور الأسنان: قد يؤدي الاستخدام المفرط للهاية إلى نشوء بعض المشكلات في نمو الأسنان مثل اعوجاج الأسنان أو عدم محاذاتها لبعضها بالشكل الصحيح، كمشكلة الإطباق المفتوح أو الإطباق المتصالب وغيرها، قد تحدث هذه المشكلات عند استخدام اللهاية بشكل كبير بعد عمر السنتين.
- الاختناق: من أضرار اللهاية أنها قد تسبب الاختناق أو التسمم أو الحساسية، وقد تزيد من مخاطر التسوس والالتهابات والأمراض الطفيلية المعوية.
- ارتباك الحلمة: قد تؤثر اللهاية على الرضاعة الطبيعية، إذ إن مصّ اللهاية أسهل بكثير من الرضاعة الطبيعية، الأمر الذي قد يتطلب المزيد من الجهد ويحتاج تقنية معينة لسحب الحليب من الثدي، بالتالي فإن إدخال اللهاية في وقت مبكر جداً يؤثر سلباً على الرضاعة الطبيعية للطفل، وقد ينمو مفضّلاً اللهاية ويبتعد عن الرضاعة بسبب الجهد الذي تتطلبه.
- التعوّد: قد يصبح الطفل معتاداً على اللهاية بشكل كبير، فقد يواجه نوبات بكاء شديدة في حال سقوطها من فمه ليلاً، وقد يلجأ إلى مص أصابعه كبديل عن اللهاية بعد الفطام.
اقرأ أيضاً: تعقيم لهاية الرضيع يزيد خطر إصابته بحساسية الطعام
توصيات خاصة باستخدام اللهاية
ثمة مجموعة من التوصيات التي ينبغي أخذها في الاعتبار عند استخدام اللهاية للرضع، وهي:
- في حالة الرضاعة الطبيعية يجب تأخير إعطاء اللهاية حتى بلوغ الرضيع شهراً واحداً من العمر، لضمان بدء الرضاعة الطبيعية بشكل جيد، أما في حالة الإرضاع الصناعي فلا داعي للانتظار.
- ينبغي أن يقتصر استخدامها على تهدئة الرضيع، ومن المهم أن يكون الوالدان قادرين على التفريق بين الطفل الجائع الذي يواصل البكاء عند إزالة اللهاية من فمه، والطفل الذي يحتاج إلى الشعور بالراحة من خلال المص.
- اقتصار استخدامها بعد الرضاعة أو بين الوجبات عند التأكد أن الطفل ليس جائعاً.
- اختيار اللهاية المصنوعة كقطعة واحدة، فاللهاية المؤلفة من قطعتين قد تسبب الاختناق.
- أن تكون مصنوعة من مواد آمنة وغير محتوية على مواد كيميائية ضارة.
- المحافظة على نظافتها وتعقيمها عبر غليها بالماء بضع دقائق، وذلك في حالة الطفل الأقل عمراً من 6 أشهر. أما بعد الـ6 أشهر، يكون الجهاز المناعي أكثر نضجاً ويمكن حينها أن تغسَل بالماء والصابون فقط.
- تجنّب تنظيفها عبر وضعها في فم أحد الوالدين، لأن ذلك قد يؤدي إلى نقل المزيد من الجراثيم إلى الرضيع.
- عدم بلّ اللهاية بالسكر أو العسل أو شراب الذرة أو أي مادة حلوة قبل وضعها في فم الرضيع.
- عدم ربط اللهاية بأي شريط أو حلقة حول يد الرضيع أو رقبته أو سريره، تجنباً لخطر الاختناق به.
- عدم إجبار الطفل على استخدامها إن كان لا يرغب فيها.
- استبدال اللهاية التي تظهر عليها علامات التلف كأن تصبح خشنة أو متصدعة أو مفتتة أو غير ذلك.
- عندما يبلغ الطفل عامه الأول ينبغي التحدث مع طبيب الأطفال حول كيفية وموعد الفطام عن اللهاية.
اقرأ أيضاً: ما رأيك أن تنظّف لهّاية (مصاصة) طفلك بوضعها في فمك؟ إنّه مفيد بالفعل!
ختاماً، إن أضرار اللهاية تبدأ بالتفوق على الفوائد مع تقدم الطفل بالعمر. وعلى الرغم من أن معظم الأطفال يتوقفون عن استخدام اللهاية ما بين 2 و4 سنوات، فإن بعضهم يحتاج إلى المساعدة لتحقيق الفطام، وهنا ينبغي استشارة طبيب الأطفال أو الأسنان لمعرفة الطريقة الصحيحة.