متى يبدأ الرضيع في شرب المياه؟ وما هي الأضرار الناتجة عن ذلك؟ 

3 دقائق
شرب الرضيع الماء
حقوق الصورة: شتر ستوك/ أوكسانا كوزمينا.

يولد الرضيع ويكون طعامه وشرابه الحليب فقط، ولا شيء سوى الحليب، لكن في الأيام الحارة يقلق بعض الآباء على أطفالهم، ويعتقدون أنهم بحاجة إلى شرب الماء للحصول على كمية كافية من الترطيب، وعدم الإصابة بالجفاف. لكن قبل اتخاذ هذه الخطوة، عليهم أن يسألوا أنفسهم «متى يبدأ الرضيع في شرب المياه؟» وما هي الأضرار التي قد تترتب على ذلك؟ 

إن الحليب الذي يشربه الرضيع، طبيعياً كان أو صناعياً، غنيٌ بالسعرات الحرارية والمغذيات الضرورية لنمو الطفل، كما أنه غني بالماء اللازم للحفاظ على رطوبة جسمه حتى في أشد أيام الصيف حرارة، إذ يتكون الحليب من 80% من الماء. وبما أن الحليب يحتاج وقتاً للهضم أطول مما يحتاجه الماء، فذلك يعني أن الرضيع يحتفظ بالرطوبة اللازمة له لمدة أطول، وليس في حاجة إلى شرب الماء.

متى يبدأ الرضيع في شرب المياه؟

يُمنع إعطاء الطفل الرضيع الماء قبل أن يبلغ الشهر السادس، أو الرابع في بعض الأحيان. في كلتا الحالتين، يترافق إدخال الماء للرضيع عندما يبدأ بتناول الطعام المهروس. وحتى عند البدء بتقديم الماء للطفل يجب أن تكون الكمية صغيرة جداً بمقدار ملعقة صغيرة، أو ملعقة كبيرة كحد أعلى، وليس إعطاؤه زجاجة كاملة، بل يجب أن يبقى مصدر الماء من الحليب.

قد يرفض الأطفال شرب الماء، إذ يعتبر شيئاً جديداً عليهم، كما أنهم يفضلون الحليب أكثر، وهذا أمر طبيعي. وعندما يصبح طفلك بعمر السنة يمكنه شرب الكمية التي يريدها من الماء إلى جانب الحليب وتناول الطعام المغذي.

اقرأ أيضاً: 10 حقائق مدهشة عن الأطفال حديثي الولادة

أضرار شرب الماء على الرضيع

شرب الرضيع الماء
حقوق الصورة: شتر ستوك/ سايدا برودكشنز.

إن أجسام الرضع ليست مستعدة لشرب الماء قبل الشهر الرابع أو حتى السادس من العمر، وذلك لسببين رئيسيين:

البطون الصغيرة

يعود السبب الأول في منع الرضع من شرب الماء إلى بطونهم الصغيرة، فمعدة الرضيع حديث الولادة لا تستوعب أكثر من ملعقتين صغيرتين، أو 5 إلى 10 مليلتر، لذلك فهي تفرغ بسرعة، وهذا هو السبب وراء جوع الطفل الرضيع بسرعة أيضاً.

وإذا رغبت بإعطاء الرضيع حتى لو مقدار ملعقة صغيرة من الماء، ستكون قد ملأت معدته بماء فقط دون غذاء، أي ملأتها بمادة غير مفيدة، وحرمته من الفيتامينات والمعادن والدهون والسعرات الحرارية المهمة للنمو.

ستنمو معدة الطفل بسرعة خلال الأشهر الستة الأولى، لتتمكن من استيعاب حوالي 200 مل في في عمر 6 أشهر، وهو العمر المناسب لإدخال كمية قليلة فقط من الماء إلى جانب الحليب والطعام، وذلك حتى يبلغ الطفل عامه الأول.

التسمم المائي

السبب الثاني لعدم إعطاء الرضيع الماء هو سبب شديد الخطورة، إذ يمكن أن يصاب الرضيع بحالة تُعرف بالتسمم المائي.

يحدث التسمم المائي عندما يشرب الشخص الماء بكميات كبيرة مقارنة بعمره ووزنه. في هذه الحالة يصبح على الكليتين التخلص من كمية كبيرة من الماء، أكبر من إمكانياتها، ولن تتمكن من التخلص منها كلها، وبالتالي سيبقى الماء الزائد في مجرى الدم. يؤدي ذلك إلى تخفيف تركيز شوارد الدم المهمة مثل الصوديوم.

يُصاب الرضع بهذه الحالة حتى عندما يشربون كمية قليلة من الماء، فتلك الكمية القليلة كبيرة بالنسبة لعمرهم ووزنهم، وكبيرة على كليتي الرضيع الصغيرتين غير المتطورتين بما يكفي بعد، واللتان لن تتمكنا من التخلص من كمية كبيرة من الماء، وسيتعرض الطفل لخطورة الإصابة بالتسمم المائي، ونقص الصوديوم في الدم الذي يمكن أن يسبب تورم المخ ومن ثم الموت. ونظراً لأن الدماغ ما زال في مرحلة التطور، يمكن أن يحدث التورم بسهولة أكبر عند الرضيع مقارنة بالبالغين.

للتسمم المائي عدة أعراض، إذا لاحظت أن طفلك يعاني منها بعد شربه الماء توجه به إلى أقرب مستشفى، تتمثل هذه الأعراض بالإقياء والخمول والارتعاش والبكاء الشديد.

اقرأ أيضاً: كلام الرضّع: ليس ظريفاً فحسب بل ضروري أيضاً لتعليم الطفل المفردات

حالات أخرى 

شرب الرضيع الماء
حقوق الصورة: شتر ستوك/ أول أباوت بيبول.

تؤدي بعض الحالات، التي قد يعتقد البعض أنها آمنة، إلى إدخال كمية كبيرة نسبياً من الماء إلى الرضيع. مثلاً، يرغب البعض بتعليم الرضيع السباحة منذ أيامه الأولى، وبالتأكيد ذلك شيء جيد، ولا خطورة فيه عند مراعاة إجراءات السلامة. لكن قد يبتلع الرضيع كميات كبيرة من الماء أثناء السباحة، مما يعرضه لخطر الإصابة بالتسمم المائي.

أيضاً قد يظن البعض أنه من الجيد تخفيف الحليب الصناعي أو الطبيعي بالماء، كي يسهل هضمه على الطفل! وظناً منهم أن زيادة نسبة الماء إلى الحليب تساعد في ترطيب جسمه. يتسبب هذا في حرمان الطفل من العناصر الغذائية، بالإضافة إلى إدخال كمية كبيرة من الماء لا تستطيع الكليتان التخلص منها.

اقرأ أيضاً: أسباب وأعراض اليرقان عند حديثي الولادة وطرق علاجه

قبل إعطاء الرضيع الماء، تأكد أنه آمن

سواءً للشرب أو لإعداد الحليب الصناعي، يجب التأكد من أن الماء الذي تريد إعطاءه للصغير آمن. من الأفضل استخدام ماء الصنبور، الذي عادة ما يكون نظيفاً وآمناً، لكن أحياناً، يُضاف إليه الفلورايد الذي يساعد على منع تسوس الأسنان، لكن قد يحتوي أيضاً على مستويات ضئيلة من الرصاص غير الآمنة للرضع.

ابتعد عن استخدام ماء الآبار، أو مصادر الماء الملوثة، واحذر أكثر إذا كان الطفل يعاني من ضعف المناعة. لذلك من الأفضل استخدام أنظمة الترشيح أو الماء المقطر أو غلي الماء المراد تقديمه للطفل لمدة 10 دقائق ثم تبريده أولاً.

اقرأ أيضاً: أعراض التسنين عند الرضع وكيفية التعامل معه

نصيحة أخيرة

عندما ترغب في البدء بإعطاء الطفل الماء، استشر طبيب الأطفال، فالوقت المناسب لشرب الطفل الماء يختلف من رضيع إلى آخر، فالطفل الخديج الذي وُلد قبل أوانه يعامل بطريقة مختلفة، وقد يعاني بعض الرضع من مشاكل صحية معينة قد تمنع إعطاءه الماء حتى لو بلغ شهره السادس.

المحتوى محمي